• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القرآن في رمضان.. كيف ندرسه ونتدبره؟

الشيخ جاد الحق

القرآن في رمضان.. كيف ندرسه ونتدبره؟

في شأن القرآن الكريم قال الله سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء/ 9). هذا القرآن: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة/ 80). (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة/ 2). هو منهاج كامل، وصمام أمن لعقيدة الإسلام وشريعته: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (المائدة/ 15). (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) (فصلت/ 44). لقد تأدب رسول الله (ص) بآدابه، وتحلى بما أحل، وكف عما حرم.. كان خلقه القرآن فاتخذ من وصايا القرآن منهاجاً. (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف/ 199). (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران/ 159). (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ) (المائدة/ 13).. (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (المؤمنون/ 96).. (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 134). ومن ثمّ كان ثناء الله على رسوله (ص) في القرآن: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4).. (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 159). لقد كانت أخلاقه العظيمة، وصفاته الكريمة – صلوات الله وسلامه عليه – لا تحد ولا تستقصى، كما أن معاني القرآن الكريم لا تتناهى. ومن أدب تلاوة القرآن ومدارسته الخشوع لذكر الله. روى شداد بن أوس قول رسول الله (ص): "إن أول ما يرفع من الناس الخشوع". ولعل هذا ما يوصي به قول الله سبحانه: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد/ 16). إذ يهيب الله – سبحانه – بعباده في هذه الآية أن يسارعوا إلى تدبر القرآن وتأمل آياته، وتمثل هداياته والإنتفاع بآدابه وعطائه، والتخلق بأخلاقه، والخشية من وعيده، والأمل في عدالته.. إن من أدب القرآن للمسلمين قول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات/ 1). فلا يحق للمسلمين أن تشغلهم عن القرآن وأحكامه وحكمه أيّة شواغل، وليس لهم أن يستبدلوا به فقد آثرهم الله به، وعليهم أن يحفظوا المنة، ويشكروا النعمة. إنّ الذين يلزمون القرآن أنفسهم، هم أهل الله وخاصته من عباده، ألا ليتنا نتدبر القرآن حتى نهتدي بهديه، ألا ليتنا نعقد له الحلقات؛ نتدارسه، ونتعاهد العمل به، ونتطهر له، وننصت إليه، ونطيل النظر فيه والإستماع إليه.

ارسال التعليق

Top