◄للحياة السعيدة أبواب وأهم أبوابها الحصول على العلم المثمر، وكما نصّ تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (البقرة/ 269)، فبالصبر يلقى ما كان أن يكون، ومنه نحصل على الحياة السعيدة، ولكن السؤال كيف نحصل على العلم المثمر؟ للحصول عليه يجب أن نعمل ببذل كل الوسع في البدء على التخلص من المشكلات، فهي أوّل نتاج يقوم بربك حياة الشخص ولا يجعله يفكر بما رسمه، وعندما نحجم جميع المشكلات ونبقى بجنبها وليس في داخلها، نحصل على الصفاء الروحي، يكون بمساعدة الذات المتأملة المتطلعة بمرضاة الله تعالى، ومنه نقوم بفهم التأملات وما نخطط له من أهداف، وبعد ذلك الحياة السهلة اليسيرة، أيضاً تساعدنا على إيجاد العلم المثمر، فهي حياة صافية سهلة خالية من المشكلات وبها صفاء روحي لحل الأزمات ومنها ننطلق بفكرٍ صافٍ إلى العلم المثمر الذي به نستقبل كلمات الله عزّ وجلّ، بتفكيك العبارات وفهمها وتطبيقها بما يرضي وجهه سبحانه بالأرض، وكل هذا يأتي بالتكرار حتى تصبح ملكة في سلكونا، وكما قيل: "قطرة المطر تحفر في الصخر، ليس بالعنف ولكن! بالتكرار".
من خلال ذلك، نستنتج بأنّ الأهداف لا يمكن أن تأتي من فراغ وعدم رغبة وإصرار، فأوّل شيء يساهم في تحقيقها الحصول على العلم المثمر، وكما قيل صاحب العطر لا يشم منه إلا الرائحة الطيبة، وقال أمير المؤمنين (ع): "إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه"، وقيل "قد فقد السعادة في قصر واسع، ونجدها في حجرة حارس ذلك القصر".►
المصدر: كتاب (كي نحيا/ دروس في فن التواصل وإدارة الذات)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق