• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فضلُ إفشاء السلام‏

جمعية المعارف الإسلامية

فضلُ إفشاء السلام‏

◄يقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً﴾ (النساء/ 86). لقد أولى الدين الإسلاميّ مسألة السلام اهتماماً قلَّ نظيره من بين اللياقات الاجتماعيّة حيث وصل إلى أيدينا الكثير والمثير من الروايات الّتي تتحدث عن أهميّته وكيفيّته.

فقد وصف الله تعالى أهل الجنَّة بأنّهم يحيّون بعضهم بالسلام المتعارف بيننا، يقول عزَّ وجلَّ: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (يونس/ 10)، ويقول في موضع آخر: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ﴾ (إبراهيم/ 23). فكلمة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، هذه الكلمة الصغيرة، تكاد تكون من أوثق العُرى الّتي تربط المجتمع، فكم بها تصالح متخاصمان، وهي كلمة تُقال وجواب يردُّ، ولأجل هذا الهدف، كان لها هذا النصيب الكبير من الاهتمام في الدين الإسلاميّ.

ورد في الحديث عن الإمام الباقر (ع) قال رسول الله (ص): "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه وليصافحه، فإنّ الله عزَّ وجلَّ أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة". وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "السلام تحيّة لملّتنا، وأمان لذمّتنا".

وفي الحديث إشارة إلى مدى الأمان الاجتماعيّ النابع من السلام بين المؤمنين، والمُستحب الأكيد في ذلك إفشاء السلام، حيث ورد الكثير من الروايات  المؤكدة عليه، ففي الحديث عن الإمام الباقر (ع): "إنَّ الله يُحبّ إطعام الطعام، وإفشاء السلام".

واعتبرت بعض الروايات إفشاء السلام من أفضل أخلاق أهل الدنيا، ففي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): "ألا أُخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: إفشاء السلام في العالم".

كما أنَّ كلمة (السلام)، اسمٌ من أسماء الله تبارك، ولذلك ورد في الحديث عن الرسول الأكرم (ص): "إنَّ السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى، فأفشوه بينكم".

ولشدّة ما أكَّد الإسلام على إفشاء السلام، أوصى المؤمنين بعدم ترك السلام بينهم حتّى ولو كان الافتراق ما بينهم لفترة قليلة، ففي الرواية عن الإمام الباقر (ع) قال: "ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثمّ التقيا أن يتصافحا".

 

الابتداء بالسلام‏

لكي يجعل الله تعالى الحافز لدى المؤمنين لإفشاء السلام فيما بينهم، جعل الفضل الأكبر للمبتدئ بالسلام، ففي الرواية عن رسول الله (ص): "إنَّ أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام".

كما اعتبرت رواية أُخرى أنَّ أطوع الناس لله عزَّ وجلَّ هو المبتدئ بالسلام، فعن الرسول الأكرم (ص): "أطوعكم لله الّذي يبدأ صاحبه بالسلام".

وأما الأجر الّذي وعد به الله تعالى المبتدئ بالسلام فتخبرنا عنه رواية أمير المؤمنين (ع) حيث روي عنه (ع): "السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي، وواحدة للرادّ".►

 

المصدر: كتاب اللياقات الإجتماعية

ارسال التعليق

Top