كيف تتصرف في حضور شخص مصاب بإعاقة جسدية؟
- هل تحاول أن تساعده أم تسعى إلى تفاديه؟ - هل تشعر بالارتباك عندما يوجه إليك الحديث؟ - هل تعامله كأي شخص عادي أم تشعره بإعاقته؟ كثيرون لا يعرفون كيفية التعامل مع الشخص المصاب بإعاقة جسدية وحتى عقلية، فيسببون، عن غير قصد، إزعاجاً أو إحراجاً له. لكن تطبيق قواعد "إتيكيت" التعامل مع المصابين بإعاقة، يريح الطرفين ويسهّل التعاطي بينهما. فما هي تلك القواعد؟ الإنسان المصاب بإعاقة جسدية هو جزء من هذا المجتمع الذي نعيش فيه، لكن له احتياجات خاصة تجعله يستعين ببعض الأدوات أو يطلب المساعدة. وتختلف هذه الاحتياجات تبعاً لنوع الإعاقة. ودورنا نحن الأسوياء، أن نتقيد بمجموعة القواعد الأساسية الخاصة بالتعامل مع أي شخص مصاب بإعاقة، وهي: 1- معاملته كأي شخص عادي: بعض الأفراد يعتقدون خطأ أنّ الشخص المصاب بإعاقة جسدية، سواء أكان مُقعداً أم كفيفاً أم أصمَّ أو أبكمَ، أو كان يعاني صعوبة ما في النطق، هو إنسان يتمتع بقدرة فهم محدودة وبنسبة ذكاء أقل من الإنسان السوي، فيتصرفون معه انطلاقاً من هذا المفهوم الخاطئ. لذا، من غير اللائق الاستهانة بذكائه أو تجاهله أو التهكم عليه، بل يجب على الأصحاء أن يعاملوا هذا الشخص المصاب بإعاقة كأي شخص عادي آخر حتى لا يسببوا له الإزعاج. 2- السؤال قبل تقديم المساعدة: من المهم جدّاً سؤال الشخص المصاب بإعاقة عما إذا كان يحتاج إلى مساعدة قبل تقديمها له. في الإجمال، يرغب المصاب بإعاقة، لاسيما إذا كان بالغاً، في أن يُعامل كإنسان قادر على الاعتماد على نفسه والتحرك بمفرده. وفي العادة، يكون المصاب بإعاقة مدرَّباً ومجهزاً بالمعدات التي تخوله التنقل والتحرك بأكبر قدر من الاستقلالية. من المهم أن تَعرض على الشخص المصاب المساعدة عندما تراه في مأزق ما. وعندما يعطيك الموافقة، عليك أن تسأله عن كيفية فعل ذلك ونفذ تعليماته بحذافيرها فهو أدرى بما يحتاج إليه. 3- لا تنزعج من رفضه: الشخص المصاب بإعاقة هو إنسان حساس جدّاً، وأدنى حركة أو تصرف من الممكن أن يسبب له إزعاجاً. فإذا رفض مثلاً أن تساعده، فلا يجب أن تستاء منه، لأن هذه هي طريقته في إظهاره للآخرين أنه شخص قادر على الاعتماد على نفسه. 4- فكر قبل أن تلمسه: أغلبية المصابين بإعاقة يعتمدون على أذرعهم أو أياديهم لإيجاد توازنهم أثناء السير، أو تلمُّس طريقهم أو إزاحة أشياء من أمامهم أو تحريك معداتهم. لذا، لا تمسك أي معوق من ذراعه خوفاً من أن توقعه أرضاً، كما لا تلمس أياً من معداته المساعدة، مثل عصا الكفيف أو كرسي المُقعد، حتى لا تتسبب عن طريق الخطأ في وقوعه أو إصابته بحادث ما، كما أن أغلبية المصابين بإعاقة يعتبرون المعدات المساعدة لهم بمثابة امتداد لجسدهم، ولمسها يعني التعدي على خصوصيتهم. كذلك، تفادَ التربيت على رأس شخص مُقعد، فهذه الحركة غير مستحبة بالنسبة إليه، إذ ستشعره في موقف الضعيف أمامك. 5- وجّه حديثك دوماً إليه: يعمد البعض أثناء الحديث مع شخص مصاب بإعاقة إلى توجيه الكلام، من دون انتباه، إلى رفيقه أو مساعده، وهو تصرف غير لائق لأنّه يُشعر بالمصاب بإعاقة، بأنّه شخص هامشي ولا دور له. من الضروري جدّاً توجيه الحديث دوماً إلى الشخص المصاب بإعاقة، حتى ولو كان مصاباً بالصمم أو البكم، والنظر مباشرة في عينيه. كما يجب التكلم معه بصيغة المخاطَب، وليس القول مثلاً: "ماذا يشرب؟ أو ماذا يريد أن يأكل؟". كذلك، يفضل ألا يتم سؤال الشخص المصاب بإعاقة عن إعاقته أو إصابته كي لا يشعر بأنّ الاهتمام به نابع من كونه شخصاً معوقاً. أما إذا أراد هو الحديث عن إصابته، فيجب عندها الاستماع باهتمام إليه. اعلم تماماً أنّ الشخص المصاب بإعاقة لا ينزعج من أسئلة الأطفال وحشريتهم، فلا داعي للقلق أو توبيخ الطفل، إذا طرح سؤالاً أو أعطى ملاحظة ما. 6- اتركه يجيب عن الأسئلة ويتخذ القرارات بنفسه: يميل بعض الأشخاص الأصحاء إلى عدم ترك المجال للشخص المصاب بإعاقة لأتخاذ القرار الذي يناسبه أو الرد على الأسئلة التي توجه إليه. مثلاً لا يمكن اتخاذ أي قرار بالنيابة عنه. حيال إمكان مشاركته في أي نشاط كان. فحتى ولو كنت تدرك أنه لن يستطيع المشاركة في النشاط الذي عُرض عليه، من واجبك أن تترك له المجال لرفض الموضوع. الشخص المصاب بإعاقة قادر على معرفة ما يستطيع أن يقوم به، وما لا يمكن أن يفعله. 7- تلبية طلبه باحترام: إذا كنت تملك متجراً أو مسؤولاً عن مبنى، وتقدم شخص مصاب بإعاقة، وطلب مثلاً أن تخصص مكاناً للمصابين بإعاقة أو أي أشياء أخرى، فلا تعتبر طلبه هذا بمثابة شكوى أو تذمُّر، وإنما دليل شعوره بالرضا والراحة في المكان الذي يقصده، لدرجة أنه يمكنه أن يطلب الأشياء، التي يمكن أن توفر له مزيداً من الراحة وسهولة التنقل. *كيفية التعامل مع الأشخاص الذي يختلفون ظاهرياً عن الأصحاء: - الأشخاص الذين يبدون مختلفين ظاهرياً عن الأصحاء، لايعانون أي إعاقة، لكن كثيراً ما تتم معاملتهم على أساس أنّهم كذلك، لمجرد وجود اختلاف ما في مظهرهم أو شكلهم الخارجي. كما أنهم يواجهون مشكلة التحديق إليهم أو تجاهلهم كلياً. فإذا صودف أنّ التقيت واحداً منهم، احرص على عدم التحديق إليه كثيراً، إنما التعامل معه كأي شخص عادي، حاول دوماً إشراك هذا الشخص في الأحاديث التي تخوضها، أو أجعله يشعر بأنه ينتمي إلى محيطه. والمقصود بالمختلفين ظاهرياً عن الأصحاء، الأفراد الذين يعانون تشوهات ما في الوجه، كالشفة الأرنبية أو وجود تبقع لوني على بشرتهم، أو الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة أو النحافة الزائدة. *قصار القامة أو الأقزام: - القزم، أو قصير القامة، ليس طفلاً، لذا لا يجدر بك معاملته معاملة الأطفال حتى لا تسبب له الإحراج أو الإزعاج. - إذا كنت تعمل أو تعيش في محيط يوجد فيه شخص قزم، احرص على أن تكون الأغراض التي يمكن أن يحتاج إليها في متناول يده. - لا تستخدم الأشياء المخصصة للأقزام، مثل المراحيض المنخفضة أو أكشاك الهواتف المصمَّمة خصيصاً لقصار القامة، لاسيما إذا كان عددها محدوداً. - لا تُقبل أو تربت على رأس شخص قصير القامة، تماماً كما هي الحال مع الأشخاص المصابين بإعاقة جسدية. - يفضّل دوماً أن تنزل إلى مستوى القزم لدى الحديث معه. عملية التواصل تصبح أكثر سهولة في حال كنت تنظر إليه وأنت في مستواه. يمكن الجلوس على كرسي أو الانحاء قليلاً تجاهه.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق