• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مضار خلع الأسنان المبكر عند الأطفال

مضار خلع الأسنان المبكر عند الأطفال

من الملاحظ أن الاهتمام بالأسنان اللبنية لايزال ينقصه الوعي الكافي حتى اليوم، فغالبية الآباء والأمهات يظنون أن اقتلاع الأسنان اللبنية المصابة هو الحل، لكونها أسناناً مؤقتة ستعوض بأخرى مستديمة، وهو ظن خاطئ، ذلك أن الأسنان اللبنية العشرين ذات أهمية قصوى للطفل في خلال الاثنتي عشرة سنة الأولى من حياته، كما أن لها علاقة وثيقة باستقامة وظهور الأسنان الدائمة بصورة صحيحة.

ومما يجب أخذه بعين الاعتبار، أن خلع الأسنان اللبنية للطفل يجب أن يعتمد على عمره، فإذا كان مقارباً لموعد ظهور الأسنان الدائمة، فلا ضرر في ذلك، أما إذا كان على النقيض، فإن نتائج سيئة متوقعة الحدوث سوف ترافق الطفل طوال حياته.

ومن الأهمية بمكان الانتباه إلى أن السن التي يعانيها الطفل من المحتمل أن تكون ضرساً دائماً، حيث إن الضرس السفلي الأول يبزغ في السنة السادسة من العمر دون انتباه الوالدين، فيصاب بالتسوس مبكراً، ويتغاضى الوالدان عن ذلك ظناً أنّه سن لبنية، وقد يؤدي التأخر في علاجه إلى فقدانه نهائياً، فيخسر الطفل ضرساً دائماً في هذه المرحلة المبكرة من عمره.

مضار الخلع المبكر للأسنان

لنفرض أن طفلاً لم يتجاوز عمره الرابعة أو الخامسة اقتلع ضرسه اللبني الأخير في الفك السفلي... فماذا يحدث؟ إن مكانه يظل شاغراً حتى سن الحادية عشرة تقريباً، وليس هذا كلّ ما في الأمر، بل إن الفك سوف يصيبه بعض الانكماش، كما أن الضرس الدائم -وهو الطاحن السفلي الأول- الذي سيبزغ في سن السادسة خلف الضرس اللبني المخلوع، سوف يجد فراغاً أمامه، وبذلك فإنّه سوف يظهر في الفم مائلاً إلى الأمام معتدياً على جزء من مكان الضرس المخلوع، وتكون النتيجة أن يضيق ذلك الفراغ تدريجياً، وعندما يحين موعد ظهور السن الدائمة -وهي الضاحك السفلي الثاني- في موعدها، فسوف تجد مكاناً يعيق ظهورها، ولا تجد هذه السن الدائمة إلّا أن تظل مدفونة في الفك، أو أن تبرز في مكان آخر بعيد عن مكانها الأصلي الضيق، كأن تظهر ناحية اللسان أو الخد.

ومن ناحية أخرى، تختل دعائم الإطباق المركزية مؤدية إلى سوء إطباق الأسنان، أي إنّ الضرس الأول السفلي يكون في علاقة غير طبيعية مع غيره من الأسنان المجاورة، ومع الضرس الأول العلوي الذي يناظره في الفك الآخر.

وعلاوة على ذلك، فهناك أضرار عدة للخلع المبكر يترتب عنها:

- تغير الشكل العام للوجه، وبخاصة عند خلع الأسنان الأمامية، حيث إنّ وجود الأسنان يعمل كدعامة لعضلات الشفتين والخدين، كما تحتفظ بوضعها الطبيعي، وخلع الأسنان يسبب انكماش الشفتين والخدين إلى الداخل، ويجعل الطفل يبدو في صورة أكبر من سنه الحقيقية، الأمر الذي قد يؤدي به إلى حالة نفسية تبعده عن مخالطة الآخرين.

كما أن نطق الكلام وكيفيه تلفظه يتأثران أيضاً، لأنّ كثيراً من الحروف تنطق سليمة عندما  يلامس طرف اللسان السطوح الداخلية للأسنان الأمامية.

- عدم التعود على عادات المضغ الصحيحة، وعدم تحرك الفك بطريقة سليمة، لأنّ حركة الفك السفلي من دون أسنان تختلف عن حركته عند وجودهـا، زد على ذلك أن الخلع يحمل الأسنان المتبقية عبئاً إضافياً، فيضعف من مقدرتها على القيام بوظيفة المضغ، مما يسبب للطفل عسراً في الهضم وسوءاً في صحته العامة.

- حدوث آلام فـي مفصل الفك السفلي، لاسيما بعد خلع عدد من الضروس، وهذه الآلام تؤثـر على الأذنين وتتسب فـي حدوث صداع مستمر.

- تعرض اللثة لضغط الطعام تعرضاً مباشراً، مما يسبب التهابها.

العلاج والوقاية

إذا تعذر علاج إحدى الأسنان اللبنية، ودعت الحاجة إلى اقتلاعها مبكراً، فهذا يعني أن الطفل صار في حاجة إلى تعويـض صناعي كبديل عن السن المخلوعة، ويتم لهذا الغرض تركيب ما يسمى بـ «حافظة مسافة»، بهدف ملء الفراغ في الفك، كما يمكن استخدام طاقم جزئي صغير يستخدمه الطفل مكان السن التي تم اقتلاعها، ثم ُيزال بعد ذلك قرب بزوغ السن الدائمة.

وللوقاية، يمكن أن تساعدنا النصائح التالية في المحافظة على الأسنان اللبنية للطفل:

- قبل سن الثالثة: تنظيف فم الطفل بقطعة من القطن أو القماش مبللة في حامض البوريك المخفف.

- بعد سن الثالثة: تعليم الطفل كيفية استعمال فرشاة الأسنان بعد أن يكون قد اكتمل ظهور أسنانه اللبنية العشرين، وترشيد استهلاك السكاكر والحلويات، مع وجوب الأخذ بعين الاعتبار زيارة طبيب الأسنان مرة كلّ ستة أشهر لعمل فحوصات منتظمة.

 

المصدر: مجلة البيت العربي

ارسال التعليق

Top