التقريرُ الصحفي هو نوع من العمل الصحفي الذي يغطي الأحداث الراهنة وينقل الوقائعَ الموضوعية برؤية ذاتية؛ حيث غالباً ما يكون الصحفي موجوداً في مكان وقوع الحدث، وبالتالي يكتبُ تقريره عن الحدث كشاهد عيان صادق.
وتزداد أهمية التقرير في الصحافة المعاصرة، وخاصةً التقرير الإخباري، نظراً للتقدم التقني والاتصالي الذي يوفّر القدرةَ على معرفة التفاصيل عن حدث ما، ونقلها بالسرعة اللازمة، وقد وفّرت التقنياتُ الحديثةُ النقل بشكل فوري للصوت والصورة ومن أكثر من موقع في آنٍ واحد.
1- أنواع التقرير:
أ- التقرير الإخباري: وهو الأكثر شيوعاً في الإعلام، وهو يهتمّ بتقديم حجم كبير من المعلومات والتفاصيل عن حدث معين، وغالباً ما يتقيّد بالتسلسل الزمني للحدث، ويستخدَمُ التقرير الإخباري لتغطية الأحداث، والمناسبات، كالمؤتمرات والمهرجانات وغيرها.
ب- التقرير ذو الطابع الخاص: وهو تقريرٌ يحدِّدُ الهدف منذ البداية ثمّ يقوم بتغطيته، ويختار الوقائع والتفاصيل ويجري المقابلات على ضوء الهدف حصراً، كالحديث عن زيادة الأسعار، أو زيادة الرواتب.. إلخ.
كما يمكن أن يعالج ظاهرةً معيّنةً، ويقدّم معلوماتٍ عنها، ويعكس عن أسبابها وطرق حلّها دون الوصول إلى مرتبة التحقيق الصحفي، مثال ذلك: التقرير حول مشكلة زواج الأقارب أو مهام فوج الإطفاء أو عنوسة النساء أو زواج الشباب.
ج- التقرير الحي: وهو الذي يعتمد على تقديم الحدث عن طريق الوصف الحي على لسان الأشخاص المشتركين في الحدث أو المعنيين به لإبراز وجهات النظر المتعارضة، لذا فهو لا يعكِسُ وجهة النظر الذاتية، وإنّما وجهات نظر المشتركين بالحدث.
- ميزة التقرير:
تظهر ميزةُ التقرير الصحفي بمقارنته مع الخبر:
أ- من حيث العامل الذاتي: فإنّه يمتاز بقوة العامل الذاتي نظراً لوجود الصحفي في مكان الحدث، فهو يراه ويراقبه ويتحدّث مع المشتركين فيه، ويرى ردود الأفعال والنتائج فيتحدّثُ عنها، بينما الخبرُ يتحدّث عن الحادثة نفسها.
ب- حجم التفاصيل: الخبر الصحفي ينقل الواقعة نفسها، ويركّز على الجوانب الهامة والرئيسة، وذلك بسبب ضرورة نقل الخبر بأقصى سرعة مع الإيجاز والوضوح، بينما التقريرُ أشمل وأوسع، فهو يخبِرُ بالحادثة؛ ويوضّحُ كيفَ جرت، والظروف المتعلّقة بها والأشخاص المعنيين، وقد يبحث عن أسبابها ونتائجها وجزئياتها، فهو يمتازُ بهذه التفاصيل التي إن لم تكن متوفرة لا يكون هناك تقرير؛ فهو إذن استفاضة في المعلومة وتغطية شاملة لها.
ج- التسلسل: الخبر هو سلسلةُ وقائعَ مرتّبةٌ حسب أهميّتها، بينما يستخدم التقرير أساليب صحفية أكثر تنوعاً، فهو إضافة إلى نقل الوقائع يصف المكان والأشخاص، ويجري معهم الحوار، ويستطلع الآراءَ الشخصية، فيكون أكثر إقناعاً وحيويةً فهو لا يخاطِبُ عقلَ القارئ فقط، بل عواطفه وأحاسيسه وانفعالاته.
د- الاتصال بالحدث: يأتي الخبرُ بالمعلومة عن طريق الوكالة أو المراسل أو أي وسيلة أخرى، ويكون ذلك بعد وقوع الحدث، بينما التقرير ينقل المتلقي إلى قلب الحدث عن طريق الوصف الدقيق والمتابعة لما جرى، ويجري بشكل مباشر، وهو ما يجعله أكثر مصداقية لدى المتلقي. وغالباً ما يأتي التقريرُ بعد الخبر مباشرة لإعطاء مزيد من المعلومات والوقائع والتفاصيل، فلابدّ أن يتضمّنَ أشياءَ جديدةً ليست موجودة في الخبر. فإذا كان في الصحافة ربما جاء في اليوم التالي ريثما يتم عمل التقرير وإصدار الصحيفة، أما في الإذاعة والتلفزيون فيأتي بعد الخبر مباشرة.
هـ- الإبداعية: تتشابه وسائل الإعلام من حيث الأخبار نظراً لاعتمادها على مصادر معلوماتية معينة، أمّا التقرير فهو عملية إبداعية تحمل رؤية شخصية للحدث وتعالجه بأسلوب متميز، وبالتالي يقدّم مادةً إعلامية مختلفة عن الخبر وعن التقارير المشابهة بما يتضمنه من تفاصيل دقيقة ومعلومات أشمل يمتاز بها المراسل الصحفي عن غيره.
المصدر: كتاب الإعلام الإسلامي وقواعد تقويمه
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق