تعرّض القرآن الكريم بالتفصيل لذكر مظاهر الفساد السياسي بغية تشخيصها وتحديد جذورها الفكرية والإجتماعية، ومن ثمّ بيان وجه الفساد فيها والتحذير منها وإتخاذ الموقف العقائدي والعملي تجاهها، لتكوين خطّة شاملة للإصلاح السياسي في مختلف جوانبه.. فممّا ذكره القرآن من مظاهر الفساد:
أوّلاً: الإفساد وسفك الدماء، وهو صفة الإنسان الضال والظالم، المُبتعد عن خطّ الرحمن، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 30).
ثانياً: الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، وهو صفة الحُكّام الظالمين، الذين تتّسع جرائمهم فلا تتوقّف على إبادة الناس، بل تمتد إلى الطبيعة والزراعة لتباد، إمّا بأعمالهم أو نتاجاً لما يقترفونه من ذنوبٍ وآثام، كما قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة/ 205).
ثالثاً: الإستبداد بإستضعاف الناس وقتل الرجال وإستحياء النِّساء وإستعبادهم، وهي صفة الطغاة المتجبِّرين، الذين لم يخلُ منهم زمان، وجاء وصفهم في القرآن في ذكر أخبار فرعون، كمثال صارخ لهم، جامع لصفاتهم، إذ يقول تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص/ 4).
رابعاً: إجتماع جلّ الصفات السيِّئة، في الحُكّام المستبدّين والفاسدين، ممّن تتجلّى فيهم صفات الفساد المالي والسياسي، والتعفُّن الفكري، والسقوط الأخلاقي، من الكفر والإضلال عن سبيل الله، والبغي والعدوان، والإستعلاء والإستبداد، إلى الظلم والإضطهاد.. وقد رسم القرآن لنا صورة شاملة لذلك في الآيات (83-91) من سورة يونس، وما يذكر في القرآن ما هو إلا أمثال للعبرة والإستذكار والتطبيق على حياتنا المعاصرة، لنواجه مظاهر الفساد التي تظهر هنا وهناك، يقول تعالى: (.. وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
خامساً: الإستكبار، من قبل الدول والشعوب، وهو مرض ينتج عن أفكار مريضة، تدفع بحاملها إلى الطغيان والعدوان، والبغي والتجنّي على الآخرين وهضم حقوقهم.. ويتولّد كلّما إجتمعت عند شخص أو قوم بعض من مصادر القوّة، كالمال أو السلطة أو السلاح، فلا يستخدم ذلك في الخير ومساعدة المستضعفين والفقراء، بل في التعدِّي عليهم، كما قال تعالى: (إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق/ 6-7).
ويعرض القرآن مشاهد مختلفة لهذا الإستكبار المتعدِّي، منها في وصف بني إسرائيل، من اليهود، الذين يستغلّون قوّتهم في الإعتداء والإجرام، كما فعلوا من قبل، وكذلك اليوم يفعلون، فيقول تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) (الإسراء/ 4).
والآيات في ذكر جرائمهم وشناعة جناياتهم، مذكورة في مواضع كثيرة من القرآن، منها الآيات: 61 و65 و75-81، و85-93، وغيرها في سورة البقرة، وفي مواضع أخرى من القرآن.
ومن جرائمهم: القتل وإخراج الناس من ديارهم والتظاهر عليهم بالإثم والعدوان (البقرة: 85)، كما هي سيرتهم اليوم مع شعب فلسطين وسائر المناطق المحتلة.
سادساً: ومن معالم الفساد، إثارة الفتن وشنّ الحروب، طغياناً وكفراً، وحقداً وعدواناً، وهي أيضاً من صفات الصهاينة المعتدين، فليس عدوانهم على غزة بجديد، يقول تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة/ 64).
سابعاً: التآمر لقتل المؤمنين والفتك بهم.. لماذا؟ لأنّ المؤمنين أشدّ الناس وعياً بجرائمهم وأكثرهم تصدِّياً ومقاومة لفسادهم، فلا يتحمّلون وجودهم وهم يريدون العبث بمقدرات الناس من دون إلتزام بحق ولا وقوف عند حدود.. ذكر القرآن مثلاً لذلك في وصف الجماعة المفسدة من قوم ثمود، فإنّ النبي صالحاً بعدما دعاهم إلى طاعة الله وتلك الأعمال السيِّئة التي كانوا يقومون بها.. لجأوا إلى الوعيد والتهديد، ومن ثمّ التآمر لقتله ومَن معه، فحقّ عليهم العذاب.. لأنّهم كانوا قوماً فاسدين ومفسدين، يقول تعالى: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (النمل/ 47-50).
ثامناً: إذلال الناس بمختلف الوسائل، ومنها القتل والأسر وإهانة الأشراف، وهذه هي عادة الملوك الفاسدين والغزاة المحتلين، الذين يدخلون البلاد عنوة وقهراً.. وقد جاء تقرير هذه الحقيقة في ثنايا قصة النبي سليمان وعلى لسان الملكة الحكيمة بلقيس.. وهي قصة فيها معانٍ وتأويلات عظيمة: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل/ 34).
وتلك حقيقة جلاها القرآن لسلوك قوات الإحتلال، وهي ماثلة للعيان أينما حلّت، وقد ورد عن علي بن أبي طالب قوله: (فوالله ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلّوا).
تاسعاً: ومن مظاهر الفساد السياسي الشاخصة، النفاق، وهو الإدعاء بخلاف الواقع، وما أكثره في عالمنا اليوم، ممن يرفعون شعارات حقوق الإنسان، أو يتزلفون بالديمقراطية والحرِّيات، أو يدّعون الإيمان، أو يتزيّون بزي المصلحين وهم الفاسدون المعتدون، فهم يستغلّون وسائل الإعلام للإنحراف بالرأي العام وخداع الناس البسطاء، بل أنفسهم يخدعون وما يدرون، والقرآن يعرِّيهم ويكشف زيف دعواهم، فيقول: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة/ 11-12).
عاشراً: ولا يقتصر الفساد السياسي على الحُكّام الظالمين، بل قد يعمل قُطّاع الطُّرُق والخارجون على القانون – وكذلك بعض المعارضين السياسيين – عمل المفسدين، وقد يزيدون، فيقطعون الطرق ويرهبون الناس ويزعزعون الأمن وينشرون الإرهاب.. وقد يدّعي بعضهم الدين ويرفع شعارات المقاومة، ولكنّه يُفجِّر بالناس المُفخّخات ويقتل النِّساء والأطفال والناس الأبرياء، والدين منه بريء، والله سبحانه وتعالى يصفهم بأنّهم يحاربون الله ورسوله، إذ نزل فيهم – كما ذهب إلى ذلك المُفسِّرون – قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة/ 33).
وتتبيّن شدّة موقف الإسلام بغلظة العقوبات عليهم، رغم أنّه دين الرحمة، ومع ذلك فقد فتح الطريق للتائبين منهم للعودة إلى صفوف المجتمع والعيش بسلام، فقال تعالى بعد الآية المذكورة: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة/ 160).
حادي عشر: الفساد المالي، وهو رديف للفساد السياسي، بل هو الوجه الآخر له، حيث السرقة والإحتيال، وأخذ الرشاوى وقنص الإمتيازات، وحتى مصادرة أموال الناس وأكلها بالباطل مما يُسمّى شرعاً بالسحت الحرام، وحرمان الناس من حقوقهم، وإختصاصها بالحاشية والبطانة من طبقة الحاكم أو حزبه، والإشراف والتبذير بالمال العام العائد إلى جميع الناس، والتمييز والتحيّز في العطاء... إلخ.
قال تعالى: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 188).
ثاني عشر: الفساد في القضاء، من خلال الظلم والجور وميل الحُكّام وعدم الإلتزام بالقانون، بل عدم تطبيقه على الطبقة الخاصّة، والإقتصاص من عامّة الناس، وعدم عدالة التشريعات والقوانين، وتفشِّي الرشاوى في المحاكم، وتأثُّر القضاء بالضغوط السياسية والفئوية ممّا يفقده إستقلاليته وعدالته..
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 135).
ثالث عشر: مصادرة الحرِّيات العامّة وحقّ النقد وإسكات الصوت الحُر وقمع الرأي العام، لمنع أي مجال للمعارضة السياسية أو أي محاولة لتغيير الأوضاع وإصلاح البلد، ممّا يبقي السلطات مطلقة بيد الحُكّام يعملون ما يشاءون من دون رقيب أو حسيب (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (آل عمران/ 21).
ومن ذلك، إلغاء: وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي مسؤولية شرعيّة تقع على عاتق كل مسلم، بل كل مواطن.
رابع عشر: إحتكار الإعلام، سواء على مستوى الدولة، أو المؤسسات الخاصّة، بشراء الذمم والأصوات، ومن المال العام، أو التمويل الحزبي الخاص، بغية تحويل الوسائل الإعلامية إلى أبواق فارغة تُصفِّق وتُسوِّق للطبقة الحاكمة، لا غير، لتُصوِّر كل أقوالها جميلة، وكل أفعالها حميدة، من دون أي تقييم أو تقويم، أو جرح أو تعديل، فلا تُبقي مجالاً للرأي الحُر أو الكلمة المسؤولة.
وفي القرآن إشارات كثيرة إلى هذا المعنى، منها ما ينقله عن قول الكافرين للرُّسُل الذين كانوا يُبلِّغونهم رسالة الله: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يس/ 18).
خامس عشر: قلب الحقائق وتزييف الوقائع ونشر الإشاعات المغرضة والترويج للمقولات الباطلة وإلباس الحق مظهر الباطل وتزيين الباطل بزينة الحق، قال تعالى: (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام/ 43).
ومن الوسائل الحديثة: شراء الأصوات وتزوير الإنتخابات لتكون الديمقراطية لعبة والمجالس مَضحَكَةً، وهياكل النوّاب تجتمع لتُحيِّي وتؤيِّد ولا تعترض ولا تُشاوَر، وكما قال الشاعر معروف الرصافي:
علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أُمّةٍ **** كلُّ عن المعنى الصحيحِ مُحَرَّفُ
المصدر: كتاب (نظرية الإصلاح من القرآن الكريم)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق