• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العسل.. من طعام وشراب أهل الجنّة

د. سمير سامي*

العسل.. من طعام وشراب أهل الجنّة
◄ أعدَّ الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين في الجنّة من ألوان النَّعيم، ما لا عَيْنٌ رأت ولا أذُنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن ذلك النَّعيم أصناف من الطعام والشراب، أخبر الله جلّ وعلا عن أسماء عدد منها. وفي ما يلي ننظر إلى فوائد بعض تلك الأصناف التي نجدها بين أيدينا في الدنيا، غير أنها في الجنّة ليست كمثلها في الدنيا لأنّ كلّ ما في الدنيا من طعام وشراب، فإنّ في الجنّة ما هو أطيَب منه وأكمل وأعظم. (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ...) (محمّد/ 15).   استخدامات تجميلية للعسل: -        لتبييض البشرة: يُعتبر العسل من مصادر الجمال من قديم الزمان، فكان يُعمل منه محلول مع اللبن الزبادي ويوضع على الوجه فيغذي البشرة ويزيدها بياضاً ونعومةً. -        لتخفيف تجاعيد البشرة: يستعمل الروس قناعاً للوجه من العسل لتطرية بشرة الوجه وإزالة التجاعيد منها وتجميلها. -        لنعومة اليدين ونضارتهما: في اليابان تستعمل السيدات محاليل يدخل فيها العسل لغسل الأيدي. كما تُعمل عجينة من العسل ومسحوق اللوز وبذور الخوخ والمشمش، ويستعمل للغرض نفسه مخلوط العسل وصفار البيض وزيت اللوز. -        لتنقية البشرة: في الصين تُعمل عجينة من العسل المخلوط مع مسحوق بذور البرتقال وتُطلى بها البشرة فتعمل على تنقيتها.   العسل ومرضى القلب والسكري: يُنصح مرضى القلب بتناول العسل كبديل للسكر الأبيض أو السكروز، نظراً لاحتواء العسل على سكر الفركتوز وسكر الغلوكوز الطبيعي، إضافة إلى فيتامينات وأحماض أمينية. أما بالنسبة إلى مرضى السكري فإنّ العسل الطبيعي يحتوي على مواد مؤكسدة (Catalyzers) تجعل تمثيل سكره أكثر سهولة في الجسم فلا يُظهر نسبة مرتفعة بالدم، ومما يساعد على تمثيله احتواء العسل على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم. ولكن يجب على مرضى السكري مراجعة الطبيب بهذا الشأن والقيام بقياس مستوى السكر لديهم قبل تناول العسل وبعده، لتحديد الكمية المسموح بها.   غذاء ملكات النحل: غذاء ملكات النحل هو مادة غروية غنية بمحتوياتها الغذائية وصفاتها الدوائية، حيث يحتوي على بروتين بنسبة تتراوح بين 40-50 في المئة، ودهون بنسبة 8-15 في المئة، ومواد معدنية بنسبة 4-3 في المئة، كما يحتوي على غلوكوز وليفولوز وأحماض أمينية.   صمغ النحل (العكبر): الاسم العلمي لصمغ النحل هو (بروبوليس Propolis) وهو عبارة عن مواد صمغية يجمعها النحل من لحاء الأشجار وبراعم بعض النباتات، لكي يستخدمها في تضييق مداخل الخلايا في فصل الشتاء وتثبيت أقراص الشمع في سقف المكان الذي يعيش فيه، كما يستخدم النحل تلك المادة في تغليف المخلفات التي لا يستطيع إخراجها خارج الخلية، فتعمل على منعها من التحلل ثمّ يغطيها بطبقة من الشمع حتى لا تُفسد جو الخلية. مادة العكبر صمغية القوام ذات لون بني أو بني مخضر ورائحتها مريحة كخليط من البراعم والعسل والشمع والفانيليا، وإذا حرقت تنبعث منها رائحة الصمغ العطرية. حيث يضيف النحل بعض إفرازاته اللعابية والشمع إلى المادة الصمغية الخام. وقد أمكن معرفة مواد عدة تدخل في تركيب العكبر مثل الأحماض العطرية غير المشبعة، إلى جانب نحو 55 في المئة مواد راتنجية، 30 في المئة من الشمع، 10 في المئة من الزيوت العطرية الطيارة ونحو 5 في المئة من حبوب اللقاح.   الخواص العلاجية لصمغ النحل: يدخل في تركيب صمغ النحل نحو 40 مركّباً، وقد وُجد أن بينها خمسة مركبات ذات تأثير مضاد للبكتيريا والفيروسات، كما وجد أنّ له تأثيراً مضاداً للأكسدة. ونظراً لخواصه العلاجية المتعددة، فإنّ صمغ النحل أثبت نجاحاً في علاج الجروح والغرغرينا، كما يُستخدم لعلاج بعض الأمراض الفطرية وكمضاد للبكتيريا ومانع للنزيف. وقد جُرب العكبر في المستشفيات الروسية وثبت أنّه عامل مُطهر ويساعد على ترميم الأنسجة وإعادة تكوينها. كما تم استخدامه في مستشفيات بولندا لعلاج الجروح الملوثة بميكروب سيدوموناس. وعموماً يمكن الإشارة في ما يلي إلى عدد من أهم الخواص العلاجية لصمغ النحل: 1-    له تأثير كمضاد حيوي ضد بعض أنواع البكتيريا السبحية والعنقودية. 2-    له تأثير منبه لإفرازات الهرمونات الأنثوية. 3-    له تأثير مدر للبول. 4-    له تأثير في خفض ضغط الدم المرتفع. 5-    يساعد على زيادة إدرار العصارة الصفراوية. 6-    يساعد على علاج التسلخات الجلدية والجروح والحروق. 7-    يتم استعماله في علاج آلام المفاصل. وفي ميدان البحث العلمي، وجد أنّ صمغ النحل له تأثير في تثبيط نمو الخلايا السرطانية في قولون الجرذان والقضاء عليها، حيث إنّ مادة صمغ النحل تساعد على تعزيز قدرات جهاز المناعة بشكل عام والخلايا اللمفاوية بشكل خاص، وتحثها على إفراز العامل المضاد الذي يقضي على الخلايا المصابة بالسرطان. وفي معهد أبحاث السرطان في جامعة كولومبيا في أميركا تمكن د. تيتسيا ماتسينو من عزل وتصنيف العديد من المركّبات التي لها تأثير قاتل للسرطان من صمغ النحل البرازيلي، وقد أثبت في أبحاثه أنّ الاستخدام الموضعي لهذه المادة يعمل على تثبيط ووقف نمو سرطان الجلد لدى الجرذان.   *أخصائي التغذية وعلاج السمنة

ارسال التعليق

Top