• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تلك الأرواح الخضراء.. جذور ورموز

محسن حافظ

تلك الأرواح الخضراء.. جذور ورموز

يقول عنها عالم النفس الكبير كارل يونج: "إنّ صورة الشجرة لا تزال باقية كنمط أولي في اللاشعور الفردي والجمعي. وما من شك في أنها من أخصب الرموز وأكثرها حيوية وشمولا" وتتبَّع هذه الرموز حتى جذورها اسطورة وواقعاً – قد يكون وسيلة أثرى من كل الخطب البيئية الصارخة.. للذود عن هذه الأرواح، الذي يعني ذوداً عن حاضر ومستقبل الإنسان.. على الأرض.

من المشكلات التي تؤرق العالم في الثلث الأخير من القرن المنصرم البيئة الطبيعية وما تتعرض له من دمار بشع، وفي قمة الأرض التي عقدت في البرازيل حظيت غابات الأرض بكل أنواعها بما تحتويه من تنوع بيئي وبيولوجي بالاهتمام الأكبر لأنّ ما هو حادث في الأرض الآن من ارتفاع درجة حرارة الأرض والجفاف الطويل في أفريقيا والأعاصير والفيضانات المدمرة وأخيراً ثقب الأوزون يرجع بداية إلى الهجوم الشرس الذي تتعرض له الأشجار في كل أنحاء العالم إلى جانب ارتفاع نسب التلوث الكيماوي للهواء نتيجة الافراط في استخدام الكيماويات في شتى نواحي الحياة. إنّ الأشجار هي رئة العالم فهي تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتخرج لنا الأوكسجين، فثاني أكسيد الكربون إذا ظل في الجو يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض لأنّ ذرات الكربون تحبس جزءا من الأشعة فوق الحمراء، فلماذا نسيت البشرية أهمية الأشجار حيوياً وجمالياً؟ لماذا نسى العالم كله المتحضر وغير المتحضر الدور الذي تلعبه الأشجار في تنظيم المياه في الكون؟ لقد أدى قطع أشجار الماهوجنى الغالية الثمن في منطقة بحيرات الحبشة إلى اختلال دورة مياه الأمطار في هذه المنطقة والتي أثرت بدورها على كميات المياه في نهر النيل. هل تجهل البشرية انّ قطع الأشجار وتدمير الغابات يدمر معه كماً هائلاً من البيئات الطبيعية التي يمكن من خلالها شفاء البشرية من كثير من أمراضها؟ هناك رأي يقول انّ زيادة مطبوعات العالم بشكل لم يحدث من قبل خلال الثلث الأخير من القرن العشرين الأسباب التي دفعت البشرية دون تقدير وحساب مدى الخسائر إلى قطع أشجارها، مع أنّه اكتشف أخيراً في أفريقيا نبات يصنع منه لب الورق وقد وجد العلماء انّ لب الورق الناتج من زراعة فدان بهذا النبات يساوي لب الورق الناتج من خمسة أفدنة مزروعة بالأشجار ويسمى هذا النبات نبات – التيل – فهل يرفع هذا النبات بعض الظلم الواقع على الأشجار؟.   - الشجرة واستمرار الحياة: منذ بدء الخليقة والأشجار عنصر أساسي في حياة الإنسان، فإذا عجزنا عن حماية الأشجار كان مصيرنا إلى الهلاك معها، فالإنسان له روابط طبيعية وثيقة بالأشجار فالغابات هي مهد أجدادنا الأوائل فهي التي أطعمتهم وزودتهم بالوقود وبنت مساكنهم ومنها صنعوا أسلحة صيدهم وهناك رأي يقول: انّ الأشجار هي التي جعلت حياة البشر ممكنة على سطح الأرض عندما تشكلت – الأرض – منذ أكثر من 4600 مليون سنة ولقد كانت كل شعوب العالم القديم تعتقد بأنّه عندما تكونت الأرض ظهر في مركزها الشجرة الأولى أو الشجرة المقدسة، ولذا شاعت في العصور القديمة عبادة الأشجار. وهذه الشجرة الأولى أو المقدسة تختلف من شعب إلى آخر فهي عند المصريين القدماء أشجار الجميز، وفي البلاد الاسكندنافية هي شجرة الدرداء، وفي الهند هي شجرة التين الهندي أو تين المعابد، والتي يقال إنّه عند جذعها وصل بوذا لعالم النور، وفي الصين كانت الغابة المنتصبة هي مركز الامبراطورية والعالم. وفي أفريقيا الشجرة المقدسة هي الكايلينا عند قبائل الدوجون والبالانزا عند قبائل البامبارا والآذي عند قبائل الدواهوم. السنديان هي شجرة زيوس وكان يعتقد بأنّ الشجرة هي موطن الإله والكون كله. كانت قبائل الشاهان في سيبريا وقبائل الارونتا في استراليا تعتقد بأنّ الإنسان إذا تسلق الشجرة المقدسة ووصل إلى طرفها فإنّه سوف يصل إلى السماء، وفي اليونان القديم وعند الشعوب السلافية القديمة كان قطع شجرة مقدسة أو جزء منها يعاقب عليه بعقوبة واحدة فقط: الموت. وفي القرن السادس عشر صور الشاعر الفرنسي رونسار هذه المعتقدات في قصيدته "مرثية للحطابين". ولقد أدّت فكرة الشجرة المقدسة إلى الاعتقاد بوجود غابات مقدسة وساد هذا الاعتقاد بين الاغريق والرومان وفي ايران وأفريقيا وأمريكا، ولا تزال بقايا هذه الغابات المقدسة موجودة في الهند والصين واليابان والبربر في شمال أفريقيا. كانت الشجرة المقدسة هي المكان الذي يتلقى تحته راغبو المعرفة تعاليم شفوية من الكهنة. كان السومريون خلال الألف عام الأولى قبل الميلاد يعبدون شجرة تسمى كيسكانون وعلى الاكروبوليس نمت أشجار الزيتون التي غرستها اثينا وفي ساحة روما نمت شجرة التين التي رضع رومولوس تحت أغصانها. وكان من المعروف قديماً انّه عندما يولد طفل تغرس شجرة وكان يعتقد بأنّهما توأمان يتقاسمان مصيراً واحداً لذا كانت الأشجار تحظى برعاية شديدة لأنّ ذبولها يعرض توأمها – الطفل – للخطر. لقد بقيت هذه العادات سائدة وحية في بعض المجتمعات التقليدية حتى خلال القرن العشرين. كانت شعوب الوارا مونجا في وسط استراليا تعتقد بأنّ الشجر ملاذ للأرواح قبل تناسخها وكان المصريون القدماء يعتقدون بأنّ أرواح الموتى (البا) تحط بعد الوفاة مباشرة على أغصان الجميز وانّ ربة الجميز الإلهة البقرة هاتور تظهر بين الأغصان وترحب بالأرواح وتقدم لها الخبز والماء. في جنوب شرق آسيا يعتقدون بأنّه لا تلوذ بالأشجار إلا أرواح الذين ماتوا ميتة عنيفة، ومن هنا ظهر الاعتقاد بضرورة غرس الأشجار في المقابر وفي منطقة البحر المتوسط شجرة المقابر هي شجرة السرو وفي الصين شجرة المقابر هي الصنوبر. ولقد عرفت أوربا القديمة تقويماً شجرياً كان معروفاً لدى الكلت ويرتكز هذا التقويم على السنة القمرية المؤلفة من 13 شهراً كل منها 28 يوماً ومجموعها 364 يوماً ويسقط يوم هو 23 ديسمبر وهو أكثر الأيام شؤماً في السنة كلها لأنّه يوم موت العام وكان لكل شهر شجرة مثل: 15 أبريل – 12 مايو تمثله: تمثله شجرة الزعرور 2 سبتمبر – 29 سبتمبر: تمثله شجرة اللبلاب 30 سبتمبر – 27 اكتوبر: تمثله شجرة الزيزفون 18 مارس – 14 أبريل: تمثله شجرة الصفصاف 10 يونيو – 7 يوليو: تمثله شجرة البلوط ومن هذا التقويم مازالت البتولا هي شجرة عيد الميلاد حتى الآن فهي تمثل الشهر من 24 ديسمبر – 20 يناير. أما الآن فتقول الاحصاءات الصادرة عن الصندوق العالمي للحياة البرية: - في كل عام يزال من 11-15 مليون هكتار من الغابات المدارية وهي مساحة تفوق مساحة دولة النمسا. (الغابات المدارية: هي الغابات الواقعة بين مدار الجدي ومدار السرطان). - من المعروف انّ نصف المحاصيل الرئيسية في العالم نشأت اصلاً في الغابات المدارية. - الغابات المدارية تغطي من 7-8% من مساحة الأرض فقط ولكنها تحتوي على نصف الأنواع النباتية والحيوانية المعروفة وحوالي 80% من الحشرات. - تبلغ حصة أوربا من تجارة الأخشاب المدارية 40%. - تملك الحكومات 8% من جميع أراضي الغابات. - يعتقدالعلماء بأن ّحوالي 140 نباتاً من نباتات الغابات يمكن أن تكون مضادة للسرطان. يقول العلماء فيما يشبه الاجماع أنّه يوجد على الأرض من 5-30 مليون شكل من أشكال الحياة لم يسجل منها سوى مليوني شكل فقط وبحلول عام  2000 سوف تنقرض الملايين من أشكال الحياة التي لم يجد العلماء الوقت الكافي لتسجيلها ودراستها فهل ستغفر أجيال المستقبل لعالم اليوم هذا الجنون؟!! يقول أحد علماء جامعة هارفارد الأمريكية أنّه يعرف ثلاثة أنواع من النباتات في مناطق مختلفة من العالم بدأ الدراسة عليها وتحمل امكانات علاج مرض الأيدز ينمو أحدها في كوستاريكا والآخر في غابات استراليا المطيرة والثالث في بنما. وفي غابات بورينو الاستوائية المطيرة في ماليزيا اكتشف العلماء نباتاً له خاصية مكافحة الملاريا كما عثروا على نبات آخر يستفاد من جذوره في علاج الالتهابات الناجمة عن الجروح. وفي شيلي اكتشف نوع من الصنوبر البري يسمى الدادياتسا ويقال انّه بترول نباتي. وفي الهند بدىء في زراعة حوالي 50 ألف فدان بأشجار الجانزوفا التي تحتوي على زيت الديزل والكيروسين بنسبة 40%. في بداية القرن السادس عشر أدى التوسع في احتياجات مجتمعات عصر النهضة إلى إزالة مساحات شاسعة من غابات غرب أوربا أو غابات المناطق المعتدلة فمثلاً فرنسا كانت الغابات تغطى 80% من مساحتها أصبحت في أوائل القرن التاسع عشر تغطى حوالي 14% من أراضيها. وفقدت الأمريكتان من بداية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين حوالي ثلث مساحة الأشجار. ولكن في السنوات الأخيرة زادت عملية إزالة الأشجار بشكل مطرد وبلا هوادة تحت ما يسمى التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة في البلاد النامية، ولكن خسارة الغطاء الشجري إذا كان فيها مكسب كبير على المدى القريب فإنّ الخسارة وإن كانت بسيطة في البداية ولكنها تتراكم، حيث انّ إزالة الأشجار تؤدي إلى اختلال التباين الحيوي في كثير من بقاع الأرض وتؤدي لخسارة شديدة للتربة وتزداد آثار الجفاف والفيضانات نتيجة لاضطرابات دورة المياه في الطبيعة والأمثلة كثيرة، الجفاف الذي يجتاح أوربا وأفريقيا منذ الثمانينيات، الأعاصير المدمرة التي تتاح البحر الكاريبي والولايات المتحدة، فيضانات وسط آسيا – بنجلادش. في الثلث الأوّل من الثمانينيات تعرضت المساحة من كاليفورنيا إلى جورجيا لجفاف شديد استمر لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى تحميص الأرض وانخفاض محاصيل البلاد بنسبة بلغت 30%. انّ الأشجار تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في دورة الكربون في الكون ويعتبر قطع الغابات بلا رحمة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التغيرات المناخية المرتبطة بزيادة ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة الأرض التي تعتبر من أخطر المشاكل البيئية الآن. ويجمع العلماء على انّ الكثير من الحيوانات والنباتات كتبت شهادة وفاتها ويقولون ان 10% على الأقل من الطيور في حوض نهر الأمازون و10-15% من النباتات في وسط وجنوب أمريكا والكثير من الثدييات والزواحف الاستوائية محكوم عليها بالانقراض. انّ زيادة طلب البلاد الصناعية على اختشاب المناطق المدارية الصلبة يدفع كثيراً من البلاد النامية لتدمير غاباتها من أجل العملات الصعبة وقد أدى ذلك إلى تدمير ما يقرب من 30% من الغابات المدارية التي تمثل 8% من الغابات على سطح الأرض. وتقول إحدى إحصاءات منظمة الفاو التابعة للأُمم المتحدة: إنّ ثلث سكان البلاد النامية يعتمدون على الأخشاب في الطهي والتدفئة وانّ حوالي 1200 مليون نسمة من سكان هذه البلاد لم يكن في استطاعتهم سد احتياجاتهم الأساسية من خشب الوقود إلا بقطع الأشجار بسرعة لا تواكب سرعة غرس بديل لها. في أمريكا الوسطى في الفترة من 1960-1980 زاد رعي قطعان الماشية بنسبة حوالي 50% بينما قلت مساحة الغابات بنسبة 40% حيث تحولت أرض الغابات إلى مراع للماشية، لقد تحول حوالي 1.5 مليون هكتار من الغابات في منطقة الأمازون إلى مراع للماشية، حتى في أمريكا في العقدين الأخيرين نقصت مساحات الغابات مع زيادة أسواق تصدير الحبوب. في جنوب حوض الأمازون تقع غابة روندونيا وهي غابة تعيش على الأمطار وتعتبر متحفاً حياً كاملاً يعرض فيها كل صور تباين الحياة فالأشجار متشابكة يصل طولها إلى 50 متراً ولا يدخلها الضوء وتزخر بمختلف أنواع الحشرات والطيور والحيوانات ولكن مع بداية السبعينيات زحف عليها المستوطنون من أجل حياة أفضل لتدميرها!!..... وزراعة القمح وغيره من المحاصيل، لقد دمر منها حوالي 20%.   - خطر الانقراض: إنّ قطع الغابات مرتبط حتمياً بخطر الانقراض فهناك ما يمكن ملاحظته من الكائنات أثناء انقراضها وهناك كائنات دنيا تختفى دون أن يلاحظها أحد وتختفي معها دروس قيمة عن كيفية البقاء. وترمي كل الجهود التي تبذل الآن إلى إبطاء عملية إزالة الأشجار واعادة غرس أشجار بدلاً من التي تدمر وذلك لتوفير الاحتياجات الآنية والمقبلة للأخشاب. ومازالت الكثير من البلاد النامية تعاني من المشاكل التي تفوق عمليه اعادة غرس الأشجار في حين أدركت البلاد الصناعية خطورة الأمر وبدأ مسطح الأشجار يزداد بها كما حدث في انجلترا أو فرنسا. في هاييتي زرع أكثر من 27 مليون شجرة في الفترة من 82-86 وفي كينيا زرعت حركة الحزام الأخضر أكثر من مليوني شجرة، ومنذ عام 85 تزرع الصين سنوياً حوالي 8 ملايين هكتار بالأشجار وذلك في خطة تحاول فيها زراعة 20% من مساحتها بالأشجار حتى عام 2000 كذلك تبذل الهند مجهودات كبيرة في زراعة الأشجار. ولقد حظرت تايلاند قطع الأشجار لأغراض تجارية في عام 1989 وذلك عندما هبطت فيها مساحة الغابات من 29% عام 1985 إلى 19% عام 1988 كما منعت الفلبين قطع الأشجار في معظم أقاليم البلاد. ولقد قامت كوستاريكا بتجربة فريدة فبدلاً من قطع الغابات قامت بإعطاء شركة ميرك شارب اندروم للأدوية حق استخدام النباتات التي قد تكون لها قيمة دوائية نظير مليون دولار سنوياً، وبهذا الاتفاق حافظت كوستاريكا على 25% من أراضيها من الدمار على أساس انّه يعتقد بأنها تحتوي على نصف مليون نوع من النباتات ذات القيمة الدوائية. وفي المنطقة العربية تبذل الحكومات كل الجهود الممكنة من أجل زراعة الأراضي على الرغم من الصعوبات الشديدة التي تواجه هذه المشاريع الواعدة مثل وعورة الأراضي وعدم صلاحيتها وقلة المياه خاصة في منطقة الخليج العربي إلا أنّ المحاولة مستمرة بدأب وإصرار من أجل زيادة المساحة الخضراء سواء بالأشجار أو النباتات. ولقد أثار جيمس جوستاف من معهد الموارد الدولي في قمة الأرض بالبرازيل أمراً مهماً فقد قال: إذا سارت الدول النامية في برنامج تقدمها بنفس الأسلوب الذي اتبعته الدول المتقدمة في الماضي فإنّها سوف تسبب آثارا خطيرة ومدمرة على مناخ الأرض وصحة الإنسان. لقد احترقت أمريكا وأوربا كميات كبيرة من الفحم والنفط لتغذية صناعاتها إلى درجة أنّه يعتقد بأنّ الجو أوشك على بلوغ ذروته الاستيعابية من ثاني أكسيد الكربون ويقول المهندس الألماني جيبل: انّ الطاقة الشمسية تمثل خطوة من القرن الماضي إلى القرن المقبل. ولقد بدأت كثير من الدول النامية في استخدام الطاقة الشمسية في نهضتها الصناعية مثل المشروع المشترك للطاقة الشمسية بين الارجنتين وألمانيا.   - الشجرة والكون: يقول كارل ساجان في كتابه "الكون" نشأ الإنسان في الغابات لذا فهو يرتبط بها ارتباطاً طبيعياً وما أجمل الأشجار تعلو نحو السماء تحصل على غذائها من ضوء الشمس. إنّ الأشجار تعتبر آلات ضخمة جميلة قوتها الدافعة نور الشمس والماء من الأرض وثاني أكسيد الكربون من الهواء. وتحول الأشجار كل هذا إلى غذاء لها ولنا تستخدم النباتات ما تصنعه من مواد كربوهيدراتية مصدراً لطاقتها. أما نحن معشر الإنسان والحيوان فكائنات طفيلية تعتمد على النبات. فنحن نأكل النباتات ونمزج المواد الكربوهيدراتية بالأوكسجين في الدم ونحصل على طاقاتنا اللازمة لبقائنا ثمّ نخرج ثاني أكسيد الكربون فيأخذه النبات ويصنع منها مواد كربوهيدراتية جديدة فياله من تعاون رائع. إنّ الإنسان مثل كل المخلوقات جزء من نسيج الحياة المتشابك على الأرض والذي ينبغي عدم الاضرار به من أجل حياة أفضل، لقد آن الأوان لكي يتخلى الإنسان عن استهتاره في محو مظاهر الحياة على الأرض، فالأجيال تمضي وتأتي ولكن الأرض باقية إلى الأبد.   كلمة أسرة البلاغ: الموضوع الذي تناولناه هو موضوع علمي لكن يوضح قدرة الخالق على خلق هذه الشجرة العظيمة بكل أنواعها وفائدتها على جلب الحياة لنا.   المصدر: مجلة العربي/ العدد 442 لسنة 1990م

ارسال التعليق

Top