• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حضارة الغرب والعرب

الناصر خشيني

حضارة الغرب والعرب

◄مما لا شك فيه أنّ الجذور الحضارية للغرب اليوم مستمدة من الحضارة الإغريقية والرومانية القديمتين، وإنّ البحث في تاريخ اليونان "الإغريق" عندما تحرّكوا على ضفاف الدانوب في اتجاه موطنهم الحالي. كان ذلك بعد بناء الأهرامات بحوالي ألف سنة على أقل تقدير وبدأوا كمحاولة للتفكير بصورة متميزة قبل الميلاد بنحو خمسة قرون فقط وقد تعلّموا قواعد الحياة واستعمال الأدوات متأثرين بالإيجيين الذين نقلوا ذلك عن العربفي بابل وصيدا وصور ومصر وتؤكد الأساطير اليونانية القديمة هذه الحقيقة العربية لبدايتهم فمثلاً تقول الأسطورة إنّ الإلاهة أوروبا ابنة ملك صور التي اختطفها زيوس إإلاه اليونان عندما ظهر على شكل ثور وهرب بها ليتزوجها ومن ذلك فالمدن المشهورة في الحضارة اليونانية ومن بينها طيبة هي مدن عربية بالتسمية فقد اختاروا أسماءها على أسماء أبناء ملك صور الذين أرسلهم وراء ابنته للبحث عنها.

ثمّ إنّ اليونانيين لا يزالون يشهدون بطريقة نطقهم للحروف الأبجدية أنّهم تعلموا الكتابة من مخترعيها الأولين وهم العرب لهذا فالحضارة العربية أوغل قدماً وأصالة من الحضارة الغربية ذات الأصول الوثنية ولذلك دأب الغرب على العدوان على العرب حتى بعد أن جاءتهم المسيحية دين المحبة والتسامح في الأصل فأمسكوها بالمخالب حين لم يستطيعوا الانفتاح عليها بالقلوب والعقول وقد حفظوا من الدِّين الشعارات وأهملوا الجوهر ولذلك استغلوا الدِّين كما استغلوا مناجم الذهب والفحم والحديد وأشجار الغابات لذلك استحال علم السلام في المسيحية في التطبيق الأوروبي إلى تكريس لمظالم الملوك وعصمة الكهان وقهر الفلاحين حتى تبدد نور المسيحية في أوروبا قرونا طويلة في ظلمات محاكم التفتيش وأوهام صكوك الغفران ومآسي تقتيل العلماء وإحراق كُتُبهم ومصادرة العلم وامتهان حقوق المرأة وعلاقات الأسرة وحقوق الشعوب ثم انتهى كلّ ذلك آخر الأمر إلى موجة من الحقد والجشع تحت راية المسيحية - كذباً وتضليلاً - خلال قرنين من الحروب الصليبية العدوانية على المشرق العربي، وفي العصور الحديثة يتكرر الشهد ضمن الموجة الاستعمارية الحديثة والتي لا تزال متواصلة بأشكال متعدّدة منها احتلال العراق والتهجم على الرسول (ع) عبر تلك الرسوم الآثمة .

وكذلك استحال المنهج العلمي التجريبي الذي حمله العرب المسلمون إلى أوروبا آخر الأمر إلى علم مجرد من الإيمان محكوم بهوس العدوان ثم إلى ثورة صناعية وتقنية قام على دعائمهما النظام الرأسمالي الغربي بكلّ طغيانه على الشعوب وليصبح قاعدة ارتكازللصهيونية العالمية والاستعمار ومنطلق خططهما لإعادة تشكيل العالم على أساس سادة وعبيد، أبيض وملون وشمال وجنوب والنتيجة لكلّ ذلك ومنذ قرنين من الزمان أي عند سيادة هذه الحضارة على العالم ظهرت أكثر النتائج مأساوية من الحروب الكثيرة التي راح ضحيتها ملايين من البشر من أجل الاستعمار والاستغلال لثروات الشعوب إلى حد إبادة البعض منها كالهنود الحمر في أمريكا والاستعمار الاستيطاني في فلسطين محافظة على المصالح الغربية .

هذا بالنسبة لشعوب العالم الثالث المغلوبة على أمرها فماذا بالنسبة للآثار المدمرة لهذه الحضارة بالنسبة للغربيين أنفسهم؟، حيث العلاقات الأسرية المدمرة والتفكك العائلي والانحطاط الأخلاقي وانتشار البطالة وتفاقم جرائم السرقة والقتل والانتحار والاغتصاب إضافة إلى تدني مستوى التعليم والصحّة والنقل إضافة إلى كثرة المخدرات والإدمان على الكحول وانتشار الزنى وغيره من بذور انهيار هذه الحضارة .

هذا بالنسبة للحضارة الغربية وكيف تعاملت مع الدِّين والعلم وأسباب القوّة حيث حوّلتها إلى أدوات للقهر ولكن ماذا عن الحضارة العربية الإسلامية؟.

الحضارة العربية الإسلامية

إنّ الحضارة في لغتنا وتراثنا هي ذلك الطور الأرقى الذي بلغه الإنسان العربي عندما تجاوز البداوة، فاستقر وتوطن وأصبح حاضراً في المكان الأمر الذي صحبه امتلاكه لقيم ونُظم وأعراف وآداب وفنون وعلوم مثّلت بناءه الحضاري، ففي مقابل البداوة والترحال كانت القرية والمدينة حاضرة متحضرة قال تعالى: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) (الأعراف/ 163).

لذلك أثبتت الحفريات والآثار في اليمن والجزيرة والعراق ومصر وسكّان الهلال الخصيب وهم من الساميين العرب الذين استوطنوا هذه المنطقة وشيدوا المدن وحفروا القنوات والجداول وزرعوا الأرض وبنوا القصور وتركوا من الآثار ما يدل على حضارة مزدهرة من حيث العلوم والفنون كابتكار الأبجدية وحساب الفلك (الكلدانيون) ووضع التشريع والقوانين (حمورابي) كما أقاموا السدود الضخمة لجمع المياه واستغلالها، وقد أشار القرآن لذلك بقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ/ 15).

لهذا فالحضارة العربية قديمة وموغلة في التاريخ وليست هجينة أو متطفلة وكذلك أصيلة بعد أن أضفى عليها الإسلام ظِلاله بقيمه ومبادئه السمحة فكان ظهوره في أكثر البيئات تحضراً في مكّة (أُم القرى)، ثمّ كانت الهجرة من مكّة إلى المدينة حاسمة في إنجاز أوّل مولود حضاري للعرب المسلمين، أي إقامة أوّل دولة عربية إسلامية والتي صاغت تحت القيادة النبوية الرشيدة للرسول (ص) أوّل دستور مدني مكتوب في التاريخ الشري لأنّها وثيقة نظام مجتمع جمع المسلمين وغيرهم على أُسس الحياة المشتركة بينهم جميعاً كما أنّ مصدر قوّتها الملزمة هو استمرار قبولها ممن تنظّم الحياة المشتركة لديهم في منطقة جغرافية واحدة وهي المدينة كما تنظّم المعاملات بين المؤمنين ثمّ فيما بين اليهود، ثمّ فيما بينهم جميعاً وتسميهم جميعاً أهل الصحيفة وتلزمهم بالدفاع المشترك عن المدينة دون تفرقة على أساس الدِّين، فالكلّ مواطنون في هذه الدولة الفتية. وأخيراً فإنّها تقيم حاكماً على المدينة هو الرسول (ص)، فكانت بحقّ شهادة ميلاد الأُمّة العربية الإسلامية في ظل اللإسلام حيث وقع تجاوز الروابط القبلية والعشائرية الضيّقة السابقة على الطور القومي.

وهكذا كان جوهر الإسلام التوحيد أبرز عملة سلكها الإسلام عند ظهوره بالجزيرة العربية، فكان أحد وجهيها التوحيد الديني في الألوهية بينما كان وجهها الآخر التوحيد القومي في الحضارة والسياسة والدولة فساعد التوحيد الديني على إتساق هوية الجماعة البشرية العربية قومياً وسياسياً بعد أن كان تعدّد الآلهة يجسّد تمزّقها القومي والسياسي كما أسهم التوحيد القومي والسياسي في الدولة الجديدة في حفظ الدِّين ونشره عبر الفتوحات التي توسّعت في وقت قياسي لتشمل عالم الإسلام الفسيح على حساب الإمبراطوريات الاستعمارية وقتئذ (الفرس والروم) .

وبذلك كانت العلاقة بين العروبة والإسلام علاقة جدلية لا تنفصم وذلك أنّ المد الإسلامي عندما توقف قد ضمّ إليه مجتمعات مختلفة في تكوينها الاجتماعي وبالتالي كان أثره الحضاري في كلّ منها مختلفاً.

الأثر الحضاري للإسلام في البلاد المفتوحة

في بلاد فارس التي كانت موحدة منذ أن حكمها أردشير 226م، حيث وحّدها باسترداده الأقاليم التي كان الإسكندر الأكبر قد استولى عليها، ومنذ ذلك الوقت وحتى الفتح الإسلامي استقر الشعب الفارسي على أرضه، وتفاعل معها حتى أنتج حضارته الخاصّة، ولذلك لم تأخذ الأُمّة الفارسية من لغة القرآن إلّا حروفها، وفي عهد السامانيين عادت إليها لغتها القومية ثم ما لبثت أن استقلت في عهد محمود بن سبكتكين الغزنوي (998م-1030م).

أمّا الشعب الإسباني فإنّه يوم الفتح عام 711 م كان قد قضى نحو ثلاثة قرون من الاستقرار على أرضه، والتفاعل معها منذ عهد تيودوريك الثاني 456 م تفاعلاً حراً. أنتج خلاله حضارته الخاصّة، ولم تحتفظ اللغة الإسبانية إلّا بمفردات محدودة من لغة القرآن، رغماً عن قرون عديدة من الفتح الإسلامي انتهت باستعادة الأندلس لفائدة الأسبان .

أمّا المجتمعات القبلية من العثمانيين التي لم تستقر شعباً في تركيا الحديثة إلّا بعد أن كانت الأُمّة العربية قد اكتملت تكويناً فإنّها أخذت من لغة القرآن حروفه، ثمّ يضيق وعيها القبلي بعمق وثراء الفكر الإسلامي، فتختار واحداً من المذاهب (المذهب الحنفي) لتفرضه ديناً بالقوّة، فيبقى تراثها الإسلامي مذهباً حنفياً وعلى مدى قرنين من الزمان. قبل أن تكتمل أُمّة طورانية في أواخر القرن التاسع عشر، وكان نموها القومي يتم خلال تفاعل قوي ومؤثر تأثيراً مباشراً مع الحضارة الأوروبية الناهضة بقيمها الفردية وفلسفتها المادّية فما أن تكتمل أُمّة حتى تغالب حضارتها القومية الهجينة ما أضافه الإسلام إليها من عناصر حضارية، فتتخلى عن مذهبها الإسلامي لحساب العلمانية وتستبدل في لغتها بالحروف العربية حروفاً لاتينية وتنزع نزوعاً شوفينياً. مثل كلّ الحركات القومية في أوروبا في القرن التاسع عشر فتحوّل الدولة المشتركة بين العرب والترك إلى دولة تعمل على تتريك العرب، فيستجيب العرب للتحدي ويقاومونها فكان اعترافها بإسرائيل وعضويتها في الحلف الأطلسي ورغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكنّها لحد الآن تتعثر في الوصول لتحقيق أهدافها المتأوربة .

أمّا فيما يعرف باسم الوطن العربي، فإنّ الإسلام بعد أن طوّر سكّان الجزيرة من قبائل إلى شعب عربي انطلق إلى ما يجاوره، فالتقى بمجتمعات كانت قد تجاوزت الطور القبلي واستقرت شعوباً وإن كانت السيطرة الفارسية والرومانية قد عوّقت تطوّرها، فلم تنشأ في أي منها حضارة قومية فهذه الشعوب أكمل الإسلام تكوينها أُمّة واحدة فحررها من من الاستعمار الأجنبي، ووحّدها وقدّم لها لغة مشتركة ونظّم الحياة فيها طبقاً للشريعة الإسلامية، وتركها تتفاعل تفاعلاً حراً على الأرض المشتركة قروناً متصلة من الزمان دافعت خلالها عن وجودها معاً في مواجهة الغزو التتري والصليبي. كما كان الجهاد الإسلامي حاضراً في مواجهة الغزو الاستعماري الأوروبي في القرنين الماضيين. وقد تجسّدت وحدتها السياسية في كون الأرض العربية منذ الفتح الإسلامي كانت عبارة عن ولايات وأقاليم تابعة، ولو اسمياً لدولة الخلافة وتصارع الحكام والخلفاء والولاة دهراً من الزمن على السلطة، ولم يحدث من واحد منهم أن قسّم الأرض أو البشر أو أراد ذلك، بل كان طموح كلّ واحد منهم أن يكون حاكماً على الأرض الواحدة أو يدعي شرعية وجوده كحاكم، ولا يعترف بها لغيره وهكذا انصهرت في هذه الأرض الواحدة الشعوب وصنعت بلغتها أنماطاً من الفكر والمذاهب والفن والعلم والتقاليد حضارة عربية إسلامية متميزة وليست ممتازة فكانت تلك هي علاقة الإسلام بالعروبة.

غير أنّ الملاحظ أنّ هذه الرسومات سيِّئة الذكر عبارة عن حلقة واحدة من سلسلة العدوان الغربي المسيحي المتصهين على الأُمّة العربية والإسلامية على امتداد ألف سنة تقريباً. كانت بدايتها الحروب الصليبية التي استمرت حوالي قرنين من الزمان، وبالرغم من نهايتها لصالح العرب والمسلمين إلّا أنّها تركت آثاراً سلبية على المنطقة العربية لأنّها دفعت ثمناً باهضاً جدّاً للقضاء على الصليبيين. فقد كانت الحروب الصليبية من أسباب تعطّل قوى الإبداع والنمو في الحضارة العربية الإسلامية، وبعد نهاية النضال ضد الصليبيين دخلت المنطقة في منحنى التدهور والذبول حتى سقطت تحت السيطرة العثمانية وإذا كان العثمانيون قد منعوا الوطن العربي من السقوط في قبضة السيطرة الأوروبية مدة ثلاثة قرون؛ ولكن لم يفعلوا شيئاً لبث الروح في جسد الحضارة العربية الإسلامية المسجى لتخلفهم الحضاري، ثمّ انتهى هذا التوقف الحضاري إلى نهايته المحتومة: الاستعمار والصهيونية والتخلّف، حيث لا تزال الأُمّة تعاني آثارها جميعاً إلى الآن فلا يمكن تجاهل علاقة ما جرى منذ عدة قرون بما يحكم علاقتنا بالغرب الأوروبي والأمريكي، فقد كانت الحملات الصليبية ضد الشرق العربي البوادر الأولى لتجارب الاستعمار الأوروبي الحديث والملهم للتجربة الصهيونية ذات الأهداف الاستيطانية

الدور القذر للصهيونية العالمية

مما لا شك فيه حتى للناس العاديين ما تلعبه الصهيونية العالمية من دور خطير جدّاً في إثارة مشاعر العداء للعرب والمسلمين في العالم، واستعداء العالم عليهم بما تخطط له من خطط جهنمية بكلّ الأشكال، فمسألة هذه الرسومات لا استبعد منها عامل التحريض والإثارة من الصهاينة على مثل هذا الصنيع الشنيع. نظراً لحقدهم على الإسلام والمسلمين وبالذات الرسول محمّد (ص). لمّا تشكله المبادىء السمحة لدينه من خطر على المصالح الدنيوية المادّية لأرباب المال في العالم ومحاربة لجشعهم، فمن الطبيعي أن يناصبوه العداء ويشجّعوا كلّ قلم يجرأ على الانتقاص من شأنه (ص) ولكنّهم واهمون في ذلك .

وبالرغم من مظاهر الحداثة في الدولة الصهيونية (إسرائيل)، وآية مظاهر القبلية الإيمان بالأساطير الدينية التي تمجّد قوتهم واعتبار أنفسهم شعب الله المختار واختصاصهم بإله واحد هو يهوه، ووعد الربّ لهم بالرجوع إلى أرض الميعاد فلسطين ذات الموقع الإستراتيجي المهم. كلّ هذا أدى إلى ظهور الحركة الصهيونية بصفة رسمية منذ مؤتمر بال 1897م، لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وقد التقت الأطماع الاستعمارية الأوروبية مع الأهداف الصهيونية، فكان اصطناع دولة عازلة تفتت الوحدة العربية، وتحافظ على المصالح الاستعمارية، وتكون عدوة لشعوب المنطقة فأنشأت سنة 1948م بفلسطين دولة تحت اسم (إسرائيل). خاضت ضد العرب حروباً عديدة انتهت مؤقتاً لصالح الصهاينة؛ ولكن الصراع لم يحسم بعد لأنّه دائر حول نقطة مركزية هي لمن تكون أرض فلسطين؟

وليس هناك أي خلاف بين العرب والصهاينة حول هذه النقطة، فبالنسبة للعرب فلسطين مغتصبة أرضاً، وأخليت جزئياً من شعبها واستوطنها الصهاينة بقوّة السلاح وبالدعم الاستعماري، وبالتالي من حقّ الشعب العربي استرداد فلسطين بالكفاح المسلح، وبكلّ الوسائل فما يفعله الفلسطينيون وضمن انتفاضتهم المباركة يدخل في هذا الإطار وتجد إسرائيل نفسها في مأزق كبير خاصّة بعد اندحارها من جنوب لبنان عام 2000م، ومما زاد في عمق أزمتها حالياً نجاح حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة بما يعني نجاح الخيار العروبي والإسلامي المقاوم والذي لا يقبل تحت أي ظرف المساومة على أرض فلسطين. بحيث عادت الأمور إلى نصابها من حيث حقيقة الصراع حول ماذا وهو لصالح العرب والمسلمين ويؤذن بقرب زوال دولة الصهاينة بإذن الله .

هذا هو الواقع من وجهة نظر عربية، أمّا الصهاينة فعندهم أنّ فلسطين اغتصبها العرب من اليهود منذ الفتح الإسلامي منذ 14 قرناً، وأخليت من شعبها واستوطنها العرب وضموها بالقوّة إلى دولة الخلافة، فتشتت اليهود في أقطار الأرض إلى أن قادتهم الحركة الصهيونية حسب موقفهم أو غررت بهم كما نراه نحن العرب والمسلمون إلى أرض فلسطين "أرض الميعاد"، فاسترودها وأقاموا عليها دولة باسم (إسرائيل)، وهي تقاتل منذ إنشائها لإثبات وجودها، ولهذا فإنّها لم تتردد في ضرب العرب في كلّ مكان في مصر والأردن ولبنان وسوريا وتونس والعراق، ومستعدة لضرب أي مكان في الوطن العربي والعالم الإسلامي أو أي مكان من العالم إن لزم الأمر.

في سبيل تحقيق الأمن المستحيل لوجودها غير الشرعي وتمتلك لهذا الغرض أقوى الأسلحة في العالم، وتمتلك ترسانة نووية لا يستهان بها وتحاول أن تمنع الدول العربية والإسلامية من امتلاك سلاح يضاهيها. كما حصل مع العراق من تدمير كلّي لكلّ قدراتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية، فكلّ ذلك لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى والآن محاولة لفعل نفس الشيء مع إيران لذات الأهداف. فهل نستفيق من هذه الغفوة أم تنطلي علينا الحيلة أيضاً، فالكيان الصهيوني الآن في مأزق حاد جدّاً ولابدّ أن يساعد على افتعال أي أمر من شأنه أن يبعد عنه الأنظار ولو مؤقتاً.►

ارسال التعليق

Top