◄تقويم الأسنان هو مجال من مجالات طب الأسنان التي تهتم بمعالجة عيوب الأسنان (Malocclusions) ويكون نتيجة لعدم إنتظام الأسنان. وعن طريقه يتم معالجة التشوّهات السنية والفكية من بروز وفراغات ومعالجة المشاكل الناتجة عن الأسنان المتعوجة، وبروز الفك العلوي والسفلي وسوء وضعية الفك واضطراب مفاصل الفك، ويمكن تعريفه بأنّه "جراحة العظام التقويمية" (Dentofacial Orthopedics). هذه المعالجة التقويمية يمكن أن تكون لأسباب جمالية فيما يتعلق بتحسين المظهر العام لأسنان المريض، ويمكن أن تكون لبناء وتغيير المظهر الخارجي للوجه وتنظيم عملية النطق والكلام والمضغ.
وتقويم الأسنان معروف من قبل الجمعية الأمريكية لتقويم الأسنان بمجال طب الأسنان المشرف على تصحيح ونمو الهياكل والمكونات العظمية للوجه والأسنان، بما في ذلك الظروف التي تتطلب تحريك الأسنان أو تصحيح العلاقة بين الأسنان وعظام الوجه. وقد عرف تقويم الأسنان منذ آلاف السنين منذ العصور القديمة. وقد تمّ العثور على محاولات تقويمية من العصور اليونانية. ويعتبر إدوارد أنجل (Edward Angle) رائد علم تقويم الأسنان الحديث ويعود له الفضل في وضع الكثير من طرق التقويم العصرية.
ما هو الوقت المناسب لإستعمال تقويم الأسنان؟
تعتبر السن من 10 إلى 14 سنة هي الوقت المثالي لتركيب تقويم الأسنان، لأنّ الرأس والفم لا يزالان في مرحلة النمو وتكون الأسنان أكثر قابلية للتقويم، وأيضاً يمكن القيام بالعلاج التقويمي حتى عند المرضى الذين يناهز عمرهم الخمسة والأربعين الذين يتمتّعون بصحّة جيِّدة وغير المصابين بالسكري أو إلتهاب اللثة، ولكن العلاج في سن مبكرة للأطفال أسهل وأسرع من الكبار. وأخصائي تقويم الأسنان هو أفضل مَن يمكنه تقييم الحالة، ففي بعض الحالات ما يحتاج إليه المريض هو التقويم المتحرِّك، الذي يمكن خلعه. وفي حالات أخرى، يتطلّب تقويم الأسنان عملية جراحية، لكن في معظم الأحيان يكون التقويم الثابت هو الوسيلة المناسبة للعلاج.
- أنواع التقويم
هناك أنواع متعددة للتقويم من ناحية الأجهزة المستعملة أو من ناحية النتائج المرجوة من تقويم الأسنان: هناك الأجهزة المتحرِّكة التي تتطلّب مساعدة وتعاون المريض مع الطبيب، والأجهزة الثابتة التي تلصق على سطح الأسنان خلال مدة العلاج وتقسم إلى الجهاز التقويمي الثابت أو المخفي وهو أحدث جهاز يثبت على الجهة الخلفية من الأسنان مما يجعله غير مرئي. وهناك أجهزة تثبت على الجهة الأمامية من الأسنان وهي معدنية أو خزفية أو شفافة بلون الأسنان وهي تتناسب مع المرضى البالغين.
- أهداف التقويم
تكثر الأهداف من التقويم، فمنها التقويم الوقائي الذي يهدف إلى متابعة الأطفال من سن السابعة حتى الثانية عشرة ومتابعة كيفية تبديل الأسنان اللبنية بالأسنان الدائمة وللتأكد من صحة عملية التبديل. وهناك التقويم لأهداف جمالية كصف الأسنان بشكل أفضل والحصول على بسمة جميلة.
- هل تقويم الأسنان عملية مؤلمة؟
إذا جاز لنا التعبير، يمكن أن نقول إنّ عملية التقويم مؤلمة لأنّ المريض يشعر بضغط على أسنانه بعد كل جلسة شد شهرية للجهاز، مما يولد عند المريض شعوراً بعدم الإرتياح، ولكن هذا الشعور يكون مؤقتاً ويزول بعد أسبوع – في كل جلسة شهرية – . ألم الأسنان في بداية العلاج الناجم عن ضغط الجهاز على الأسنان ومشاكل النطق الناجمة عن المساحة التي يحتلها الجهاز بالفم، ولكن هذه العوارض كلها عرضية تختفي بعد أسبوع أو أسبوعين حسب قدرة المريض على التأقلم مع الجهاز.
هناك كثير من المشاكل الفموية التي يعاني منها المريض قبل بداية العلاج يمكن معالجتها بالتقويم، كمشاكل (مص الأصبع)، و(مص اللسان)، و(مشاكل النطق)، كما أنّ رص الأسنان بشكل جيِّد يحسِّن من العضة بين الأسنان العلوية والسفلية، فتصبح عملية الأكل والمضغ أحسن وأسهل. كما أنّ نظافة الأسنان من أهم نجاح العلاج التقويمي. فقبل كل شيء، يجب أن يكون الفم نظيفاً قبل بدء العلاج أي يكون خالياً من أي تسوس وتكون اللثة بحالة جيِّدة غير ملتهبة. فالجهاز الثابت لا يساعد على تنظيف الأسنان بشكل جيِّد، حيث إنّه يصبح مصدراً للبتكريا وبقايا الأطعمة المسببة للتسوس ورائحة الفم الكريهة.
- مدّة علاج التقويم
مدّة العلاج تتراوح بين ستة أشهر وسنتين، ولكن مع تطوّر الأجهزة غير المرئية والشفافة، أصبحت مدّة العلاج بالنسبة للمريض لا تُشكِّل عائقاً له. ولا تنتهي مدّة العلاج مع إزالة الجهاز الثابت كما يعتقد البعض. فهناك مرحلة التثبيت التي يضع فيها المريض جهازاً متحركاً أثناء النوم لمدة أربعة أو خمسة أشهر، وظيفة هذا الجهاز هي منع تحريك الأسنان.
المنظر الخارجي للإنسان مهم جدّاً في مجتمعنا، ولكن الأهم من ذلك هو نظرة الشخص لنفسه. فالكثير من الشباب أو الفتيات يعانون من مشاكل جمالية معيبة لأسنانهم فيخجلون من ضحكتهم لشعورهم بالنقص. أمّا بعد العلاج، فنجدهم يشعرون بالسعادة ويكونون فخورين بأنفسهم.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق