أولوية (الإحسان) في التعامل
الإحسان هو التصرُّف باللُّطف وإتيان الشيء الحَسن. ولو تَدبَّرنا مكارم الأخلاق العملية أو السلوكية لما وجدنا بعد (الصِّدق) من أسلوب للتعامل يحبّه الناس كالإحسان.
الإحسان هو التصرُّف باللُّطف وإتيان الشيء الحَسن. ولو تَدبَّرنا مكارم الأخلاق العملية أو السلوكية لما وجدنا بعد (الصِّدق) من أسلوب للتعامل يحبّه الناس كالإحسان.
یقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء/ 90). يريد الله عزّوجلّ منّا أن نخلص له، وأن نحبّه في طاعتنا له، وأن نحبّه في أن نفجِّر كلّ طاقاتنا في نفع الناس، سواء كانت في المال أو العلم أو ما إلى ذلك، ليكون الإنسان خيراً وبركةً للناس. إنّ أحبّكم إلى الله جلّ ثناؤه أكثركم ذِكراً لله وأكرمكم عند الله وأتقاكم له.
قال تعالى في محكم كتابه: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . (لقمان/ 13-14).
يعتبر السلام غايةً وهدفاً فوق كلّ الاعتبارات، وهو ما نادت به جميع الرسالات السماوية، والتقت حوله كقيمة تبرز أصالة الإنسان، وتسمح لإمكاناته بالإبداع والعطاء، بعيداً عن لغة الحسابات الضيِّقة.
الدُّعاء حاجة فطرية عند الإنسان، فرداً وجماعة، هو جزءٌ من الحياة، ومن دورتها، فنحن ندعو الله عزّوجلّ في الليل أو النهار، وفي أيِّ ساعةٍ نريد، ولا نحتاج إلى مقدِّماتٍ أو تمهيدٍ.
لو تأمل كلّ واحد منّا في دوافعه الداخلية، وميوله النفسية، للاحظ أنّ الدافع الأساسي للكثير منها هو الرغبة في الكمال، ولن نجد إنساناً يرغب في النقص في وجوده، ولهذا يسعى جاهداً وبحسب وسعه لإزالة كلّ النقائص والعيوب عن نفسه، ليبلغ كماله المنشود، وقبل إزالتها يحاول إخفاءها عن الآخرين.
قال تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا...) (العصر/ 1-3). الوقت عنوان الوجود، وفسحة الإنسان في الحصول على الدرجات التي توهِّله للدّخول إلى الجنّة، هو الوعاء الذي يجب أن يُملأ بالخير، وليس فيه أوقات الفراغ، فحتّى أوقات فراغه: استجمام واستراحة واستعداد للشّوط التالي.
في نظرة عامّة على تعاطي القرآن مع البُعد الإعلامي، يمكن إستخلاص المبادئ أو المعايير الحاكمة للإعلام الموثوق، في ظل انتشار وسائل الإعلام المُضللة والمتلاعبة بالعقول، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) (لقمان/ 6).
1- الدِّين.. الإسلام: قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ) (آل عمران/ 19).
للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) نصٌّ سيكولوجي مُفعم بالإيحاءات يَشرَحُ فيه حقيقة التقوى من خلال عرضه لنماذج قد تبدو في الظاهر تقيّة؛ لكنّها إذا تعرّضت إلى اختبار دنيوي فقد تتساقط، الأمر الذي يفيدنا في أنّ التقوى ليست مَلَكة ذاتية أخلاقية فقط، وإنّما هي امتحان يومي لمعدن الإنسان، ومحكّ اختبار لصدق نواياه، وتجلية لإخلاصه لمبادئه وشعاراته وتاريخه وهُويّته.
إذا كانت التوبة تُطهَّر القلوب وتغسل الذّنوب؛ لأنّ التّائب من الذّنب كَمَن لا ذنبَ له، فإنّها أوثق فرصة من فرص فتح القلب على حُبَّ الله والعودة إليه.
خلف كلّ إنسان قصة! هذا ما فكرت فيه وأنا أتأمل وجوه الصغيرات في اليوم الدراسيّ الأول، ثمة ملامحُ لطفولة شاخت قبل الأوان، وجوهٌ محملة بالأسئلة، ووعيٌ أشرعت أبوابه بجنونِ ريحٍ وفوضى عاصفة القنواتُ الفضائية والإنترنت، عوالمُ بلا أسرار، نوافذها مطلة على مدى من الاحتمالاتِ المتشعبة والخبراتِ البصرية والمعرفية غير المحدودة.
جولة بين أحضان الطبيعة وفي رحابها ومحرابها، والكاميرا المرافقة هي عينُ الإنسان الباصرة، وعينُ عقله، تكشف عن جانب حيويّ مهم شديد الأهميّة، وهي أنّ الطبيعة كما هي (أُختنا)، هي (مُعلِّمتنا) أيضاً!
لو تَصفَّحنا تاريخ الرسالات، ودرسناه في جانبه الإنتاجيّ التربويّ، لرأينا أنّ أحد أهم اهتمامات الأنبياء والرُّسُل والأوصياء والأئمّة والمربّون والمصلحون، هو إعداد (الجماعة الصالحة)، فضلاً عن (المجتمع الصالح).