• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

آداب التصـرف في المدرسـة

آداب التصـرف في المدرسـة

 يعكس أسلوب تعامُل الطالب مع أساتذته ورفاقه في المدرسة، مدى حُسن تربيته وإلمامه بالسلوكيات السليمة، التي يجب عليه أن يتّبعها أثناء وجوده في المدرسة. وحتى يتمكن الطالب من الاستفادة القصوى من حصصه الدراسية، عليه أن يلتزم بقواعد التصرف السليم في الصف.

مع بدء الاستعداد لعودة أطفالهم إلى المدارس، ينهمك الأهل في تجهيز أدوات القرطاسية ولوازم المدرسة، من شنط وكتب ودفاتر وأقلام وغيرها، كما يُسارعون إلى شراء الملابس والأحذية الجديدة وترتيب أوقاتهم، بحيث تتناسب مع دوام المدرسة. لكنهم يتناسون في خضم تلك الاستعدادات، تعليم أطفالهم كيفية التصرف السليم داخل المدرسة. علماً بأن تزويد الطالب بتلك القواعد الأساسية في التعامل مع الأساتذة والمسؤولين والرفاق في المدرسة باحترام ورقي، يمنحه فرصة ثمينة لتحقيق النجاحات خلال سنته الدراسية، ويجنبه الكثير من المشكلات التي ممكن أن تقف عائقاً أمام تقدمه وتطوره في حياته لاحقاً. فما هي السلوكيات التي يجب عليك يا عزيزتي أن تعلميها طفلك، كبيراً كان أم صغيراً، وأن تحرصي على التزامه بها في المدرسة؟ - ارتداء الملابس المناسبة: إذا كان طفلك يرتاد مدرسة تُلزم تلاميذها بارتداء الزي المدرسي، فلا مشكلة لديك. وفي حال العكس، وجب عندها التأكيد لطفلك أهمية ارتداء الملابس المناسبة للصف، فلا يجوز مثلاً للطالبة أن ترتدي ملابس سهرة أو تضع الاكسسوارات أو الماكياج لدى حضورها الحصص الدراسية، مهما تكن سنها. فحتى طالبات الجامعة، عليهنّ التقيد بارتداء أزياء محتشمة وخالية من الزركشات والاكسسوارات التي لا فائدة لها، صوى البهرجة غير الضرورية، أو إصدار الأصوات المزعجة وإعاقة حركتهنّ أثناء الدراسة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الطلاب الذكور، إذ يجب التشديد عليهم لارتداء البنطلونات ذات القصات المتقنة والتي لا تظهر أجزاء من أجسامهم. فلا يجوز أن تتركي ابنك المراهق مثلاً يذهب إلى مدرسته مرتدياً تلك، التي تظهر ملابسه الداخلية، أو قميصاً ممزقاً أو مكتوباً عليه عبارات غير لائقة بلغة أجنبية. شددي على أهمية أن يكون مظهره لائقاً حتى يقال عنه إنّه تلميذ أنيق. ولنا في العدد المقبل حديث عن كيفية تعليم طفلك اختيار الملابس المناسبة له. - الحفاظ على النظافة الشخصية والترتيب: من غير اللائق أن يتوجه طفلك إلى المدرسة من دون أن يكون قد اغتسل وأخذ دشاً صباحياً، وقام بتفريش أسنانه وقص أظافره. فهذه أمور يجب تعويده عليها منذ الصغر، والحرص على أن ينتبه لها يومياً العناية بنفسه، لأنّ النظافة الشخصية مهمة جدّاً لصحته كما أنّها تزيد من ثقته بنفسه، فلا يشعر بالارتباك أو بالقلق من كون مثلاً رائحته غير زكية، أو ملابسه غير نظيفة. علميه أن يسارع إلى غسل يديه بعد استخدامه المرحاض في المدرسة، وأن يحرص على عدم تلطيخ ملابسه بالأوساخ قدر الإمكان إلى جانب النظافة، تأتي قاعدة الترتيب بالأهمية ذاتها، لأنّ الطالب الذي لا يعرف كيفية ترتيب أغراضه وكتبه والحفاظ عليها، يوحي بأنّه شخص مستهتر لا يمكن الاعتماد عليه في تحقيق أي إنجاز. من هنا، وجب التشديد عليه يومياً بضرورة ترتيب أوراقه في الصف وفي البيت، من خلال التخلص من تلك التي لا يحتاج إليها ورمي الأقلام القديمة غير الصالحة للاستخدام. يمكنك مثلاً مساعدته على وضع جدول بالأغراض التي يحتاج إليها، ثمّ تعليمه كيفية تصنيف أوراقه أو دفاتره. كما يجب أن يعي أنّه مسؤول أيضاً عن نظافة صفه وترتيبه. - احترام الآخرين: لا يوجد اسوأ من الطالب الوقح وقليل التهذيب واللامبالي بالآخرين، لأنّه غالباً ما يكون مصدراً للمشكلات وإزعاج الآخرين. وقد يمضي أغلبية وقته معاقباً أو معزولاً، ولا أحد يحب التعامل معه. من هنا، يجب توجيه طفلك وتعليمه ضرورة احترام الآخر، من أساتذة وطلاب ومسؤولين في المدرسة، من خلال إلقاء التحية والمصافحة وقول الكلمتين السحريتين: "شكراً" و"من فضلك" لدى طلب طلب شيء ما. من المهم أن يعي طفلك ضرورة إظهار الاحترام والامتنان لدى تلقيه مساعدة أو مدحاً من الآخرين. كما يجب تعليمه أهمية احترام أفكار الآخر ومعتقداته وعاداته ومستواه المادي، لاسيّما أنّه في المدرسة ممكن أن يلتقي طلاباً من مختلف الثقافات والأعراق والديانات. اشرحي له مدى أهمية وحاسية هذه الأمور بالنسبة إلى الناس وكم هو مُؤلم أن يَسْخَر من معتقدات الأشخاص وطُقوسهم ويُقلّل من احترامهم. كذلك يجب أن تُشدّدي على طفلك بضرورة التحدث مع الأستاذ في الصف بلطف واحترام. فمن غير اللائق أن ينادي الطالب أستاذه بأسماء أو صفات مختلفة كأن يقول له: "أنت يا هذا" أو "هاي إنت اللي واقف جنب السبورة"، أو أن يرد عليه بنفور وبعصبية. - الإصغاء والانتباه في الصف: على طفلك أن يصغي جيِّداً إلى ما يقوله الأستاذ في الصف، وأن يكون منتبهاً للشرح وجاهزاً للرد على سؤال يطرح عليه. - المشاركة داخل الصف: تُعتبر المشاركة في الصف في أهمية الإصغاء، إذ لا يجوز للطالب أن يكون غير مُبالٍ بما يجري من حوله، وكأنّه يعيش في عالم آخر داخل الصف. شدّدي على طفلك بأن يبادر دوماً إلى الاجابة عن الأسئلة، حتى ولو كانت أجوبته خطأ، فهذا دليل على أنّه يرغب في المشاركة وتعلّم المزيد. وليعرف أنّ الأستاذ لا ينزعج من الطالب الذي يجيب خطأ، بل إن دوره يقتصر على تصحيح الأخطاء والتعليم، وتزويد الطلاب بالمعلومات الصحيحة. - عدم تعريض نفسه أو الآخرين للخطر: للجميع الحق في الشعور بالأمان في المدرسة، من الطلاب وصولاً إلى المدير. لذا، احرصي على أن يكون طفلك مدركاً الأعمال التي ممكن أن تسبب خطراً على الآخرين. - الوقوف في الطابور: يُعتبر النظام من الأشياء المهمة في حياة الإنسان، لأنّه يهذب النفس ويصقل المهارات. لذا، علّمي طفلك أن يلتزم بالنظام ويحافظ عليه. - رفع اليد عند الرغبة في الحديث في الصف: اشرحي لطفلك أنّه من غير اللائق أن يتحدث في الصف من دون طلب الإذن من أستاذه. فمع وجود 30 طالباً في الصف، فإن أحداً لن يتمكن من سماع أي شيء لو قرر الجميع التكلم في الوقت ذاته. من ثمّ فإنّ القاعدة الأساسية التي يجب أن يلتزم بها، هي رفع يده عندما يريد أن يستفسر عن أمر ما أو الإجابة عن سؤال طرحه الأستاذ. لأنّه في بعض الأحيان يوجه المعلم سؤالاً إلى تلميذ ما بهدف تقييمه واختباره، ولا يجو أن يجيب هو بدلاً من. أفهمي طفلك أنّه لا يجوز له ترك مقعده إلا بعد الحصول على إذن بفعل ذلك، كما لا يحق له التجول داخل الصف حتى لا يشتت انتباه المعلم ورفاقه. عليه أن يعي أيضاً أنه عندما يبدأ الأستاذ في شرح الدرس، أن يلزم مكانه ويصغي جيِّداً إلى ما يقوله. - الالتزام بقوانين المدرسة: هذه القوانين موجودة لتنظيم حياة الطلاب والمعلمين داخل المدرسة، والالتزام بها يعني تسهيل التعامل مع الآخرين. أما خرقها وتجاهلها، فيعنيان حدوث فوضى تؤدي إلى ضياع السنة الدراسية بأكملها ربما. لذا، شددي على طفلك أن يلتزم بالتعليمات التي يعطيها الأساتذة. - عدم جلب الموبايلات أو أي أجهزة إلكترونية أخرى إلى داخل الصف: من غير اللائق أن يقوم الطالب بالتحدث على الهاتف أو الاستماع للموسيقى أو مشاهدة فيلم أو صور على جهاز الكمبيوتر أثناء قيام الأستاذ بشرح مادة ما. لا يمكن للطالب استخدام تلك الأجهزة الإلكترونية داخل الصف، إلا بغرض الدراسة والتعلم.

تعليقات

  • منتدى

    ماشاء الله موقع اكثر من رائع بالتوفيق

ارسال التعليق

Top