• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

سنوات المراهقة

عبدالله أحمد اليوسف

سنوات المراهقة

◄لا يمكن حصر مرحلة المراهقة بسنوات معينة، لأنّها تختلف باختلاف الأشخاص والمجتمعات، ويمكن تحديد بدايتها بشكل شبه مؤكد باعتبارها تتزامن مع البلوغ الجنسي، إلا أنّه وبحسب اختلاف الظروف الثقافية والمناخية من مجتمع إلى آخر، يتعذر تحديد نهاية واحدة لهذه المرحلة في جميع المجتمعات.

ومن هنا، ومن أجل اجتناب الغموض والإبهام، فقد تم حصر سني المراهقة بين 13 إلى 18 عاماً. والجدير بالإشارة هو إنّ البعض ذهب إلى أنّ هذه المرحلة يمكن أن تمتد حتى إلى سن 22 عاماً.

وبنظر (موريس دبس) فإنّ الإنسان يجتاز ما بين سن 12-18، وبحسب آخرين إلى سن الـ20، دورة كاملة من حياته منفصلة عن مرحلتي الطفولة والنضوج، وهذه المرحلة بذاتها لها معاييرها الخاصة بها، وتلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان.

وبرأي بعض علماء النفس والتربية: فإن سن المراهقة للأولاد يبدأ من 12-16 سنة، وللبنات من 10-14 سنة.

ويقول الدكتور (محمود البستاني): إنّ الأبحاث الأرضية تقسم (المراهقة) إلى فترتين هما:

1-    المراهقة المبكرة: من (13 إلى (16).

2-    المراهقة المتأخرة: من (17) إلى (21).

وهذه الأبحاث تضع بين الفترتين فارقاً نمائياً على شتى الصُعُد، العقلية والنفسية والجسدية. ولعل الربط بين السن القانونية (18) وبين المراهقة المتأخرة، يلقي بعض الضوء على فارقية النماء بين مرحلتي المراهقة.

أما المشرع الإسلامي، فقد أشار إلى فارقية النماء بين مرحلتي المراهقة، متمثلة في السن القانونية التي يتبناها الأرضيون في تحمل المسؤولية، أشار إليها الإمام عليّ (ع) بقوله:

"لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل، إلى ثمانية عشر سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه".

إنّ الإشارة إلى الثامنة عشرة بالنسبة للمهارة العقلية الذكاء والحماقة، تدلنا على أنّ هذه الجزئية من مرحلة المراهقة، لها أهميتها النمائية بحيث تجعل نهاية لعمليات النمو العقلي. ولعل لهذا السبب – مثلما قلنا – كان البحث الأرضي يتجه إلى جعلها بداية تحمل المسؤولية.

بيد أنّ المشرع الإسلامي، لم يحدد إلا البلوغ بداية تحمل المسؤولية كما لحظنا، لبداهة أنّ (التمييز) لا يتطلب إلا القدر الذي يسمح بمعرفة الخير والشر، دون أن يقترن ذلك بضرورة الوصول إلى قمة المهارة العقلية.

والمهم أنّ المشرع الإسلامي حينما يتجاوز ظاهرة الربط بين البلوغ والاضطلاع بالمسؤولية، إنما يتقدم بتحديد مراحل النماء العقلي من حيث درجة المهارة بداية ونهاية.

ومما لا شك فيه، أنّ النماء العقلي لا يتم منفصلاً عن المهارات الحركية، كما لا يتم منفصلاً عن التجارب التي تحفل البيئة بها. وتبعاً لهذا، فإنّ تحديد أية مرحلة نمائية يتم وفق معيارين: أحدهما، المعيار العام فيما يشكل القاعدة. والآخر: المعيار الخاص، فيما يقترن بالمؤشرات الخارجية ومساهمتها في عملية النمو.

والإشارة إلى سن (الثماني عشرة 18) يشكل – فيما يبدو – قاعدة عامة. وهي وإن كانت في معرض المقارنة بين الذكاء والحماقة، إلا أنها مؤشر واضح إلى أن ثمة مهارة عقلية تستقر عند قوتها وانخفاضها.

وللخروج من الاختلاف في تحديد سنوات المراهقة بالعمر والذي قد يكون ناشئاً من الاختلاف بحسب الأشخاص والمجتمعات والأماكن يمكن القول بأنّ المراهقة هي المرحلة الفاصلة ما بين الطفولة والشباب.►

 

المصدر: كتاب كيف تتعامل مع أولادك المراهقين؟

ارسال التعليق

Top