على الرغم من أنّ مرض السكري الكاذب، ومرض السكري العادي، يحملان التسمية ذاتها، إلّا إنّهما يختلفان بالكثير من النواحي. السكري العادي هو إصابة جسم الإنسان بارتفاع في السكر بالدم، ويحصل بسبب الوراثة وقلة النشاط البدني، وتناول أنواع خاطئة من الأغذية، أما مرض السكري الكاذب فيختلف كثيراً عنه.
السكري الكاذب هو أقل شيوعاً من السكري العادي، وهو يختلف بأسبابه وعوارضه، وحتى طرق علاجه عن السكري العادي. فما هو هذا المرض؟ لنتعرف أكثر عن مرض السكري الكاذب، وبماذا يختلف عن مرض السكري العادي إحدى المشاكل الشائعة في عالمنا العربي.
أعراض الإصابة بالسكري الكاذب:
هناك عارضان يتشابهان بشكل كبير بين العادي والكاذب، وهما التبول المستمر أي الشعور بالرغبة الدائمة بالذهاب إلى الحمام، والشعور الكبير بالعطش على الرغم من تناول كميات وفيرة من المياه، والتي يمكن أن تتراوح بين ليترين ونصف الليتر والـ5 ليترات في اليوم. ولكن هناك أعراضاً أخرى تترافق مع الأعراض المشابهة للسكري عند الإصابة بالسكري الكاذب وتتمثل بالتالي:
· الشعور بالغثيان والقيء.
· ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم.
· الإسهال الشديد والمتكرر.
· التبول اللاإرادي.
· جفاف في البشرة.
· برودة في أطراف الجسم أي في اليدين والقدمين.
· فقدان الوزن بشكل سريع.
· الاكتئاب.
· البكاء من دون سبب.
· التوتر الشديد.
· تأخر في النمو عند الأطفال.
أسباب الإصابة به:
يحدث اضطراب السكري الكاذب نتيجة لعدم قيام الجسم بإنتاج أو تخزين أو حتى إطلاق الهرمون المضاد لإدرار البول. خلل في الغدة النخامية يؤثر في إفراز هذا الهرمون ما يؤدي إلى حدوث السكري الكاذب. كما أنّ هذا المرض يمكن أن يحدث نتيجة خلل في أنابيب الكليتين ما يسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل من الجسم، وهي في العادة تكون وراثية وتصيب الذكور أكثر من الإناث. كما أنّه في بعض الحالات تفشل الكليتان في الاستجابة إلى الهرمون المضاد لإدرار البول، وذلك إما بسبب الوراثة أو تناول أنواع معينة من الأدوية لفترة طويلة أو بسبب ارتفاع الكالسيوم بالدم أو وجود واحد من الأمراض الكلوية.
.. ومضاعفات الإصابة:
هناك عدد من المضاعفات التي تحصل للجسم نتيجة الإصابة والتي تتمثل بالتالي:
· جفاف في الجسم: يتسبب مرض السكري الكاذب بفقدان كمية كبيرة جداً من السوائل والمياه من الجسم، والاحتفاظ بكمية قليلة من السوائل الضرورية لوظائف الجسم وأعضائه. لذا من أبرز مضاعفاته، جفاف الفم وضعف العضلات وارتفاع في درجة الحرارة، والإصابة بصداع حاد وشديد، وزيادة عدد ضربات القلب، وتشقق البشرة.
· اختلال نسبة المعادن والأملاح في الجسم: فقدان كمية عالية من سوائل الجسم يسبب في حدوث خلل بنسبة البوتاسيوم في الجسم والصوديوم والكالسيوم، ما يؤدي بدوره إلى ضعف عام بكلّ الجسم وصداع شديد وألم في العضلات، ومشاكل في ضغط الدم أيضاً، وعلى المدى البعيد يمكن أن يؤدي إلى ذلك مشاكل في العظام.
· تسمم المياه: تحدث هذه المشكلة عند شرب كميات عالية جداً من المياه ما يسبب في انخفاض شديد بنسبة الصوديوم في الدم، والذي يمكن أن يؤثر بدوره في صحّة الدماغ. كما أنّ انخفاض الصوديوم يمكن أن يحدث ضرراً حاداً جداً في الدماغ.
· انخفاض شديد في الوزن: خسارة كمية كبيرة من السوائل من الجسم، تؤدي بدورها إلى انخفاض غير صحّي بالوزن.
· حدوث اضطراب في التركيز: خلل المعادن الشديد الذي يحصل بسبب الإصابة بالسكري الكاذب يمكن أن يسبب اضطراباً حاداً في التركيز ويسبب الشرود.
· فقدان الوعي: تطور المرض بشكل كبير جدّاً من دون الحصول على العلاج المناسب يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الوعي.
الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض؟
واحد من بين 25 ألف شخص يصاب بالسكري الكاذب. يصيب السكري الكاذب النساء خلال فترة الحمل. كما أنّ الأطفال الرضع والصغار لا يسلمون من الإصابة به أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ عوارض إصابة الطفل الصغير به تتمثل بالبكاء غير المبرر وتبليل الحفاضات بشكل كبير جداً، وجفاف في الجلد وبرودة في الأطراف، وفقدان في الوزن وحتى إصابته بتأخر في النمو. أما الأطفال الأكبر سناً يعانن تبولاً دائماً في الفراش وخللاً في الشهية واضطراباً في النمو وتعباً شديداً. لذا في حال كان يعاني طفلك هذه الاضطرابات والمشاكل الصحّية، يجب عرضه فوراً على الطبيب، لكي يحصل على العلاج السريع والمناسب لحالته الصحّية، لأنّ مضاعفات السكري الكاذب تشكل خطراً حقيقياً على الطفل.
كيف نكشف عن السكري الكاذب؟
يعتمد تشخيص داء السكري الكاذب على العوارض التي يشعر بها المريض. للوهلة الأولى، وبسبب إصابة المريض بالعطش الشديد وكثرة التبول، قد يشك الطبيب بإصابة المريض بالسكري العادي، وبالتالي يمكن أن يطلب إجراء فحص للسكر في الدم في الصباح وبعد ساعتين من تناول الطعام، وإجراء فحص لمخزون السكري أيضاً. ولكن في حال كانت النتيجة طبيعية لهذه الفحوص، فإنّ الشكوك ستتحول مباشرة للإصابة بالسكري الكاذب.
يتم التأكد من الإصابة بالسكري الكاذب عبر الطلب من المريض إجراء عدد من التحاليل المخبرية والتي تتمثل بالتالي:
· قياس أملاح الدم كالصوديوم والبوتاسيوم والكلورايد بعد منع المريض عن شرب المياه لفترة معينة.
· فحص هرمونات الجسم خصوصاً الهرمون الذي يسمى "فازوبرسين"، والذي يساعد على تنظيم السوائل في الجسم ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية.
· فحص البول، حيث إنّه عند الإصابة بالسكري الكاذب يكون لون البول مائلاً إلى الأصفر الشفاف جداً، ولا يحتوي على الجلوكوز أو الألبومين أو الأجسام الكيتونية.
· فحص حجم الماء في الجسم.
كما أنّه يمكن للطبيب أن يطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للرأس.
علاجه؟
بعد التأكد من المعاناة فعلاً من مشكلة السكري الكاذب، يتبع الطبيب عدداً من الخطوات العلاجية من أجل مساعدة المريض في التخلص من هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن. العلاج يعتمد على الخطوات التالية:
· إعطاء المريض ما يحتاج إليه من سوائل لتعويض كمية السوائل التي يخسرها من البول.
· إعطاء المريض الهرمون المضاد لإدرار البول التعويضي في حال غيابه من الجسم. يتوافر هذا الهرمون على شكل بخاخ أو أقراص تؤخذ عن طريق الفم، أو توضع تحت اللسان، أو إبر تعطى عبر الوريد.
· التأكُّد من صحّة الكليتين ومن استجابتهما للهرمون المضاد لإدرار البول وعلاجهما في حال وجود مشكلة.
· فحص قلب وضغط المريض بشكل مستمر.
· أما إذا كان سبب الإصابة بالمرض هو شرب كميات وفيرة جداً من المياه، فيتم تعويض المريض على التقليل تدريجياً من شرب المياه حتى الوصول إلى الكمية اليومية التي يحتاج إليها الجسم.
مقارنة بين مرض السكري العادي والسكري الكاذب:
يختلف السكري الكاذب بشكل كبير جداً عن السكري العادي. في الكاذب لا يوجد أي ارتفاع في السكر في الدم ولا حتى في مخزون السكر. كما أنّ عوارض الكاذب تختلف كثيراً عن عوارض العادي خصوصاً في ما يتعلق بارتفاع حرارة الجسم، والإصابة بالجفاف وتشقق البشرة والإسهال. هذا النوعان من السكري يتشابهان بالاسم في الدرجة الأولى، وفي عارضين أساسيين هما التبول المستمر والعطش الشديد.
وكما نعرف أنّ السكري العادي هو مرض مزمن، نجد أيضاً أنّ السكري الكاذب يمكن أن يتحول إلى مرض مزمن أيضاً، وذلك في حال كان السبب وراء الإصابة به هو خلل في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول، لأنّ من النادر أن تفرز الغدة النخامية هذا الهرمون من جديد بعد التوقف عن إفرازه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق