• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تحولات وسائل الإعلام في عصر المعلوماتية

تحولات وسائل الإعلام في عصر المعلوماتية

◄تعد الشبكة الدولية للمعلومات "انترنت" هي المركز الذي تدور حوله كافة مصادر المعلومات في العصر الجديد. وتعتمد هذه الشبكة على ربط العديد من المواقع المعلوماتية المعبرة عن أفراد أو مؤمسسات أو دول من خلال شبكة أخطبوطية من أجهزة الحاسب المنتشرة في شتى أنحاء العالم والتي ترتبط فيما بينها بخطوط التليفونات. وتتيح الشبكة للفرد المشترك فيها فرصة الحصول على أية معلومات متوافرة على الشبكة في أي وقت وفي أي مكان. وفي إطار شبكة الإنترنت ظهرت مصادر المعلومات الأخرى الأساسية والتي تعكس ثقافة المعلوماتية وهي الُكتب الإلكترونية، والصحف الإلكترونية، وقنوات التلفزيون على الأنترنت.

 ويمكن القول بأنّ كافة الأوعية المعلوماتية التي تعكس معطيات عصر المعلوماتية تنبثق عن شبكة الإنترنت، فالشبكة تعتبر الوسيط الأساسي المستخدم في نشر المعلومات التي تحتويها هذه النوعية من الأوعية الإتصالية سواء تمثلت في كُتب أو صُحف، وقنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية.

تشهد السنوات الأخيرة نمواً سريعاً على المستويين الكمي والكيفي لأنظمة المعلومات، ويقصد بأنظمة المعلومات، في الإطار العالم تلك الأوعية والسوائل التي اعتاد الفرد على التعامل معها عندما يرغب في الحصول على معلومات معينة.

هذا النمو السريع في أنظمة المعلومات قد تؤدي في مرحلة معينة إلى عجز الإنسان عن مسايرته إذا لم يحسن من أساليب إدارته لمحتويات هذه الأنظمة، وكذلك إذا لم يسع القائمون على ضخ المعلومات إلى تقديمها بالشكل الذي يتوافق مع أسلوب معالجة العقل البشري لها.

وعندما بدأ الإنسان في التفكير في إنتاج جهاز الكمبيوتر فقد كان يسعى إلى تقديم أداة أو ماكينة تعمل بطريقة تقترب أو تتماثل معه الطريقة التي يتعامل بها العقل البشري مع المعلومات، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات تخزين واسترجاع البيانات والمعلومات.

وهناك مجموعة من العوامل التي تحكم تعامل الفرد مع المعلومات التي يحصل عليها من أنظمة المعلومات التقليدية المتمثلة في وسائل الإعلام المعروفة (الصحافة والراديو والتليفزيون) وكذلك المعلومات التي يحصل عليها من أنظمة المعلومات الكبميوترية الجديدة.

وتتصل هذه العوامل بعدد من العمليات النفسية والمعرفية التي يقوم بها الفرد بداية من استقباله للمعلومات من البيئة المحيطة به من خلال أنظمة التسجيل الحسي المختلفة (السمعية والبصرية) ومروراً بعمليات الاحتفاظ المؤقت بالمعلومات إلى أن يتم فهمها وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى وانتهاء بمعملية استرجاع المعلومات المخزونة عند الحاجة إليها.

المعلومات الصحفية:

المعلومات الصحفية هي المعلومات التي تأخذ عادة شكل مجموعة المواد الإعلامية والثقافية كالقصاصات الصحفية الفوتوجرافية والنشرات والتقارير والإحصاءات والمواد السمعية والبصرية الأخرى المنظمة والمحفوظة بشكل يسهل الرجوع إليها واسترجاعها عند الحاجة، وهذه المواد تتضمن معلومات في شكل أخبار وتحقيقات ومقالات وأحاديث وتقارير وصور فوتوجرافية ووثائق سبق نشر معظمها وبعضها لم يتم نشره، سواء في الصحيفة نفسها أو في صحف أخرى.

وتلك المعلومات تفيد المحرر الصحفي في عمله اليومي سواء في إعداد نفسه لتغطية موضع صحفي معين، أو في  استكمال تفاصيله وخلفياته، أو في التحري عن مدى صدق معلومات صحفية معينة.

ويمكن تقسيم المعلومات الصحفية إلى نوعين:

النوع الأول: هو المعومات الصحفية الأولية أو الراهنة أو الحالية والتي تتسم بالجدة والفورية، وترتبط بالأحداث والوقائع اليومية أو الأسبوعية، وتتضمن أحدث التطورات في الوقائع نفسها، وتشكل المعيار أو المحك لنجاح المحرر في تغطيته الصحفية.

النوع الثاني: هو المعلومات الصحفية الثانوية أو المكملة أو المساعدة والتي سبق نشرها وجمعها وتخزينها، ويسهل استرجاعها وتعطى خلفيات أو تفاصيل أو تفسيرات لوقائع راهنة ومعلومات أساسية عن بعض الظواهر أو الوقائع أو المفاهيم.

ولا شك أن وسائل الاتصال تأثرت إلى حد بعيد بعصر المعلومات الذي نعيشه شانها في ذلك شان كافة مجالات الحياة، فالمعلومات اليوم هي مضمون الرسالة الإعلامية نفسها، ومفهوم المعلومات إمتد ليشمل النصوص والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، والموسيقى المسجلة على أقراص مدمجة، وكذلك الصور التي يرسمها الكمبيوتر بدقة عالية، والكتب الموجودة في المكتبات والتي تخزن على أقراص.

وبالنزول تدريجياً لموضوع حديثنا- العمل الصحفي- يمكننا القول بأن الصحافة كانت أكثر وسائل الإتصال تأثراً بعصر المعلومات، ولا نغالي إذا قلنا أن مقياس تفوق صحفية ما وتميزها عن غيرها من الصحف أصبح يعزى- بصفة أساسية- إلى وفرة ما تملكه من معلومات منظمة تقدم إلى محرريها وكتابها بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب، وينعكس أثرها على ما تنشره من موضوعات وأخبار بل أصبح من الممكن أن نطلق على صحافة اليوم أنها "صحافة المعلومات" كما أطلق عليها في مراحل سابقة " صحافة الرأي"و" صحافة الخبر" وذلك باعتبار أن المعلوات أصبحت تشكل حجر الزاوية في أي عمل صحفي.

ويمكن اعتبار الصحفية بمثابة نظام مفتوح للمعلومات يتضمن داخله مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تتخذ يومياً أو أسبوعياً بشكل منظم للحصول على المعلومات ومراجعتها وتجهيزها وتخزينها ونشر بعضها واسترجاع البعض الآخر في الوقت المناسب لاحتياجات المحررين الصحفيين، والصحيفة كنظام للمعلومات تتضمن المدخلات وهي المعلومات وعملياً تتضمن داخلها التخطيط التحريري للتغطية الصحفية، أو جمع المعلومات من مصادرها المختلفة ومراجعتها واستكمالها، ثم التحرير الصحفي المنشور، وكذلك خدمات المعلومات الداخلية والخارجية المستفيدة في الأساس من المادة الصحفية المنشورة.

وقوام الصحيفة كنظام للمعلومات هو كم هائل من المعلومات، ومجموعة من المحررين الصحفيين يتولون معالجتها، ثم جمهور القراء المستفيد من هذه المعلومات أو المستهلك لها، إضافة إلى نظام الحصول على رجع الصدى للعملية التحريرية ككل.

وتتزايد أهمية هذا الجانب-جانب المعلومات الصحفية- مع تطور وسائل الاتصال الإلكترونية ومنافسيها للجريدة اليومية، فقد أخذت الوسائل الإلكترونية وعلى رأسها التليفزيون السبق أو الانفراد الإخباري من الجريدة، وتركت لها تقديم التفاصيل والخلفيات والتفسير والتحليل، والذي يحتاج لكم كبير ومنظم من المعلومات.

من هنا بدأت المؤسسات الصحفية بالاهتمام بالتقنيات الخاصة بجمع ونقل وتوثيق المعلومات واسترجاعها للاستفادة منها في تطوير الخدمة الصحفية، في إطار الاهتمام العام العالمي بتطوير تكنولوجيا المعلومات.►

 

المصدر: كتاب دراسات في الإعلام الإلكتروني

ارسال التعليق

Top