• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأُصولية (Fundamentalism)

الأُصولية (Fundamentalism)

بينما يتضمن مصطلح الأُصولية أصداء سلبية ويرجع هذا إلى ارتباطه ببعض الجماعات "الإرهابية" المختلفة قد يقصد بالأصولية أي شيء من خلال التفسير الحرفي للنصوص المقدّسة (عادة) وكذلك لتوضيح التقاليد والمكان المميز لشكل معيّن من أشكال المعرفة (أي أنها، ولا شيء غيرها، صحيحة)، وبينما تستخدم الأصولية كمرادف لـ"التشدُّد في العقيدة وتصلُّب الرأي" والتقاليد، فهي تعد علامة يمكن تطبيقها على أي من مناهج التفكير، ومع ذلك يميل إلى أن يستخدم كمصطلح ازدرائي.
ويشير روبنز إلى أنّ التحول إلى الأصولية في سياق العولمة لا يعد مستغرباً في عالم ما بعد الحداثة ذي الحداثة القابلة للتأمل حيث نعيش، وقد تنتج تغيرات العولمة عن تحول "أو رجوع إلى ولاءات تقليدية وأكثر أصولية". ولا يستلزم أن تكون هذه التغيرات دينية ولكنها قد تكون "قومية أو إقليمية أو عرقية". ويشير غيدنز أيضاً إلى أن ظهور الأصولية لا يُعد غامضاً، حيث إنها ليست أقل ولا أكثر من "التقاليد بمعناها التقليدي" بالرغم من أنه قد كثر حوله الجدل عن ذي قبل. ورغم ذلك قد يمكن تفسير بناء هذه الهوية وهذا المجتمع لاسيما في مواجهة هذا الاضطراب، ويرى غيدنز الأصولية كما لو أنها في حوار حقيقي مع الحداثة.
ويطرح ظهور الأصولية حاجة إلى تعريف المشاكل والاستجابة لها أكثر من تعريف الأعداء وهزيمتهم. وكما يشير روبنز "ما ندركه حقاً هو التطلع إلى خلق مساحة داخل الثقافة العالمية"، لاسيما في المواقع التي يزعم أنه متوفر فيها التسامح والتعددية الثقافية والطابع العالمي وفي الحقيقة ليست كذلك، وقليلاً ما تحتفي أو تتكيف اللامكانية التي تعد نمطية من المواقع العالمية مع الاختلاف، وبينما يعتقد أن الهوية مرنة وتأملية وقابلة للتحول يمكن التعبير عن بعض الهويات أكثر من غيرها، ويحث غيدنز على "الحاجة إلى أن يستمع إلى الأصوليين أولئك الذين لا يقنعونهم".

ارسال التعليق

Top