• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

النفس عند أرِسطو(psychology at the aristotle)

د. كميل الحاج

النفس عند أرِسطو(psychology at the aristotle)

إذا قُلنا إنّ كلَّ كائن حيّ مُكوَّن من مادَّة وصورَة، فإنّ النفس هذه الصُّورة. والنفس مصدر الأفعال الحيوية. وهذه الأفعال تنقسم إلى النُّمو والإحساس والنُّطق والنُّزوع والعقل. وتعريف النفس لدى أرسطو: "ما به نحيا نحسّ ونعقل وننزع ونتحرَّك في المكان". والنُّفوس أنواع:
1- النامية، وهي أدنى النفوس، ونجدها في النبات والحياة والإنسان. وهي أساس الوظائف الأُخرى (أي الحياة، والإحساس، والتعقُّل، والنُّزوع والحركة). والجماد لا ينمو بل يُضاف إليه شيء من خارج. أمّا الحيّ فينمو في جميع أجرائه وبفعل باطنيّ. والنفس النامية عِلّة الاغتذاء والتمثُّل والحياة. فالكائن الحيّ ينمو ويحيا ويَتوالَد ما دام يغتذي ويتمثَّل ما اغتذى.
2-النفس الحاسَّة، وتجمع وظائفها ووظائف النامية. والقلب مركزها. وهي مُتَّصلة بالجسم مباشرة، وكلَّها صورة للجسم كلِّه. وقواها صور لأعضاء الجسم. وتقوم القوّة والعضو معاً بالفعل. كالإبصار الذي لا يتمّ إلّا بالحدقة؛ وكذلك لا يتمّ بالحدقة دون قوّة الإبصار.
وكُلّما ارتقت أنواع الحيوان، ارتقت النفس وتعدَّدت وظائفها. وهي:
أ‌)الإحساس ويتمّ بواسطة الحواسّ الخمس.
ب‌)الحسّ المُشترَك وينتهي إليه الإحساس الظاهر، إذ هو قُوّة مُؤلِّف بين الإحساسات، فحين نرى لون البرتقالة الأصفر، نُدرك الحلو فيها.
ت‌)المُخيِّلة: وهي القوَّة التي تحفظ أثر الإحساس الظاهر، وتستعيده في غَيبته، وتُساعد على تفسير الإحساسات بواسطة الصور المحفوظة.
ث‌)الذّاكرة وهي القُوّة التي تدرك أنّ الصورة الماثلة في الإحساس أو المحفوظة في المخيِّلة بصورة شيء ثمّ إدراكه من قَبلُ. فإذا تمّ التذكر عفوًا سُمِّيَ "ذكراً"، وإذا تمَّ بالإرادة سُمِّي تذكُّراً. والتذكُّر خاصٌّ بالإنسان وحده.
3-النفس الناطقة: وهي للإنسان وَحده، وتجمع إلى النامية والحاسَّة وظيفتي العقل والإرادة. والعقل مفارِق، غير متَّحد بالمادة، ولهذا يُدرك الماهيَّات محسوسة ومعقولة. أمّا الإرادة فهي قوّة النّزوع إلى الخير المعلوم بالعقل وهي روحيّة كالفَضيلة لأنّ الخير روحيّ.
المصدر: كتاب الموسوعة الميسرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي

ارسال التعليق

Top