• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف نعيش السنة في معنى الشهر الكريم؟

العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله

كيف نعيش السنة في معنى الشهر الكريم؟


"قصة شهر رمضان هي أن ننفتح أكثر، ونتحرك في إسلامنا أكثر، ونحب الناس أكثر، وأن تكون مسؤوليتنا في الحياة أكثر ليحبنا الله أكثر".

- جولة رمضان الروحية:
كنا في شهر رمضان نعيش في هذه الجولة الروحية التي يرتفع فيها الإنسان إلى الله ويتحرك في رحاب آياته، ويعيش حركة الحب له الذي يمتزج فيه الرجاء والخوف، باعتبار أنّه ليس الحب العاطفي الذي ينبض به القلب، ولكنه الحب الذي يعيش فيه الإنسان المسؤولية أمام من يحب، ذلك أن حب الله مسؤولية وليس نبضة قلب وخفقة إحساس.
وقد حدّثنا الله عن ذلك في قوله سبحانه وتعالى فيما وجّه به الخطاب إلى رسوله (ص) (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران/ 31)، فحب الله حركة في العقل وانفتاح في القلب وانطلاقة في الواقع، ولذلك فإنك إذا أحببت الله فإنك تحبه في خط رسالته، والرسالة تقول لك افعل هذا ليرضى الله عنك حتى تحصل على محبته (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) وإذا لم تفعله فإنك تحصل على سخطه تماماً كما هو الحب في الدنيا، فإذا كنت تسيء إلى من تحب فمن الطبيعي أن يسخط عليك من تحب، وقد قال ذلك الشاعر وربما ينسب القول إلى الإمام زين العابدين (ع):
تعصي الله وأنت تظهر حبه **** هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لاطعته **** إنّ المحب لمن يحب مطيع
ولذلك فإنّ حبنا هو حب يختزن في داخله الخوف ممن نحب إذا انحرفنا عن أصول الحب والرجاء لمن نحب، وإذا انسجمنا مع أصول الحب كنا في جولة الحب مع الله نحبه فنترك طعامنا وشرابنا ولذّاتنا ليحبنا أكثر قربة إليه سبحانه لنكون قريبين إليه أكثر.

- معراج الصلاة الروحي:
ونصلي بين يديه لنعطي أرواحنا هذا النوع من المعرج الروحي الذي يجعل الروح تصفو أوّلاً وتسمو وتتصاعد وتصعد إلى أن تجلس وتتمرغ بالحب بين يدي الله لتكون الصلاة كما أرادها رسول الله (ص) حركة شكر يشكر فيها الإنسان ربه من خلال نعمة العقل التي أعطته فكرة الحق في الحياة، ونعمة القلب التي أعطته العاطفة التي تجعل حياته حياة طيبة ليّنة منفتحة على قلوب الناس الآخرين وعلى حياتهم، وعلى كل ما أفاض الله عليه في كل حاجاته في الحياة.
إنّ الإنسان يصلّي فيذكر ربه ويعمل على أساس أن يكرر عقيدته في صلاته، فالشهادتان تردان في الاذان وفي الإقامة وفي التشهد وتشهد التسليم، بحيث إنّ هذا التأكيد للعقيدة يتجذّر في وعي المصلّي وفي وجدانه، حتى يتذكر عمق العقيدة في توحيد الله تعالى ورسالة رسول الله (ص) فيبقى في كل صلاة كما لو كان في حالة طوارئ فكرية أمام كل من يريد أن يبعده عن التوحيد، فقد التقى بالتوحيد في صلاته، أو يبعده عن الرسالة فقد أعطته الصلاة وعي رسالته.
وهكذا تتمثل ربك بأنّه رب العالمين، وأنّه الرحمن الرحيم وأنّك مالك يوم الدين، وأنّه المستعان وحده والمعوّل عليه وحده والهادي إلى الصراط المستقيم والعظيم الذي تسبّح بحمده وعظمته والأعلى وما إلى ذلك.
وفي ذلك تكون الصلاة حركة في عقلنة الحب، بحيث أنّك تحب ربك من خلال ما تعيشه في صلاتك من صفات ربك، وما تؤديه في صلاتك من تجسيد عبوديتك في إسبال يديك وفي انحناء ظهرك وفي سجود جبهتك.

- صيامٌ وقيام:
وهكذا – أيها الأحبة – عشنا في صلوات شهر رمضان فيما أعطانا الله وفيما فرضة علينا وفيما استحبه لنا في الليل والنهار. ولذلك كان شهر رمضان شهر الصيام والقيام، فأنت تدعو ربك لتذكره فتتحدث معه: أعنّا على صيامه وقيامه لأنّ الصيام إذا لم ينفتح على القيام فإنّه قد يكون مجرد حالة سلبية في داخل ذاتك لا تعطيك شيئاً.

- أدعية شهر رمضان:
ثمّ تنطلق الجولة الواسعة الغنية بكل الفكر وبكل الروح وبكل الحياة وبكل المشاعر والأحاسيس والعواطف وبكل الخطوط وبكل المبادئ في أدعية شهر رمضان، هذه الثروة الفكرية الروحية الحركية التي إذا تعمّقت فيها رأيت أنّ الدعاء يمثل حركة ثقافية تمونك بكل تفاصيل العقيدة وبكل امتدادات الحركة في الحياة وتمونك بأن تفهم داخلية نفسك وهل أنت تطيع ربك أو تعصيه.
فعلى أي أساس تقوم الطاعة وعلى أي أساس تبنى المعصية؟ هذا هو السؤال. وهكذا نجد أنّ الإنسان العاصي في حياته يحاول من خلال الدعاء في شهر رمضان أن يعلن أنّ معصيته لا تعني الابتعاد عن إيمانه وأن معصيته لا تعني التمرد على ربه، وأنّ معصيته لا تعني الاستهانة بربه وإنما تعني حالة من خطرات النفس وحالة طارئة من خلال ما يحدث للإنسان "إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ولا بأمرك مستخف ولا لعقوبتك متعرّض ولا لوعيدك متهاون ولكن خطيئة عرضت" – ليس لها عمق في النفس، لأنّ عمق النفس هو الإيمان والإيمان لا يسمح للإنسان في كل جذوره في الذات أن يتكبّر على ربّه أو أن يبتعد عن طاعته "ولكن خطيئة عرضت وسوّلت لي نفسي" – والنفس أمارة بالسوء – "وغلبني هواي" والهوى يصدّ الإنسان عن الحق "وأعانني عليها شقوتي" هذه العناصر الداخلية التي قد تجل الإنسان شقياً من خلال كل هذه التراكمات التي تزحف إلى عقله وقلبه وحياته.
وهكذا – أيها الأحبة – نلتقي في الأدعية في المعنى الذي يجعل الإنسان يتدلل على ربه بحيث يشعر كما لو كان طفلاً يلعب بين يديه ويتدلل عليه "اللّهمّ إنّ عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن ظلمي وسترك على قبيح عملي وحلمك عن كثير جرمي عندما كان من خطأي وعمدي أطمعني في أن أسألك مالا أستوجبه منك الذي رزقتني من رحمتك وأريتني من قدرتك وعرّفتني من إجابتك فصرت أدعوك آمناً" – كما لو كنت لا أعيش أي أساس للخوف – "وأسألك مستأنساً لا خائفاً ولا وجلاً، مدلاً عليك فيما قصدت فيه إليك، فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور".

- إستحضار الفيوضات:
وهكذا ينطلق الإنسان ليستحضر في نفسه كل فيوضات ربه في حياته الداخلية الخارجية وفي الناس من حوله. تصور إنّك في دعاء صغير واحد تختصر كل ما يعيشه الناس من مشاكل وآلام وأوضاع سلبية حتى إنّك تفكر في الراقدين في القبول لتطلب من الله أن يعطيهم الفرح "اللّهمّ أدخل على أهل القبور السرور، اللّهم إغن كل فقير، اللّهمّ اشبع كل جائع، اللّهمّ اكسُ كلّ عريان، اللّهمّ اقض دين كلَّ مدين، اللّهمّ فرّج عن كل مكروب، اللّهمّ ردّ كل غريب، اللّهمّ فكّ كلّ أسير، اللّهمّ أصلح كل فاسد من أمور المسلمين، اللّهمّ أشف كل مريض، اللّهمّ سد فقرنا بغناك، اللّهمّ غير سوء حالنا بحسن حالك، اللّهمّ إقضِ عنّا الدين وأغننا من الفقر إنك على كل شيء قدير".
ماذا يمثل هذا الدعاء؟ إنّه يمثلك وأنت تستحضر في وعيك وفي وجدانك كلّ هموم العالم، ونلاحظ أنّه لم يتحدث عن المؤمنين فحسب بل عن كل فقير وكل جائع وكل عريان، مما يعني أنّك قبل أن تدعو تفيض إنسانيتك في نفسك فتحمل هموم كل المرضى وكل الجائعين وكل المدينين وكل الغرباء وكل الذين يعانون مشكلة في الحياة، وبهذا تتربى إنسانيتك لتستحضر في نفسك كلمة الإمام علي (ع) في حديثه مع مالك الأشتر (رض) "فإنّ الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".

- امتزاج الفكر بالروح:
لذلك – أيها الأحبة – ففي كل هذه الأدعية التي تتضرع بها في النهار وفي الليل وفي السحر حامداً مسبحاً مستغفراً ذاكراً مهللاً مكبراً منفتحاً في كل آلامك تفرشها بين يدي ربك، لابدّ لنا أن نختزن ذلك كله وأن نتثقف بذلك كله لأنّ ذلك يمثل ثقافة يمتزج فيها الفكر بالروح وتمتزج فيها حركة الدنيا بحركة الآخرة، فأنت لا تبتعد عن دنياك عندما تطلب من الله أن يرزقك وأن يمنحك الصحة والعافية والولد والأمن وما إلى ذلك. ولكنك تجعل ذلك كلّه في اتجاه الآخرة، وبذلك فأنت تعيش في دنياك آخرتك كما تعيش في مادتك روحك وفي فكرك عاطفتك. وهذه هي قيمة الثقافة الإسلامية التي جاء بها القرآن، فهي ليست ثقافة معلّبة ولكنها ثقافة تقتحم الإنسان.
إقرأوا القرآن جيِّداً لتجدوا أنّ القرآن يحدّثكم عن الجانب الفكري بالأسلوب العاطفي، ويحدثكم عن الجانب العاطفي بما لا يبتعد عن حركة الفكر ويحدثك عن الله ليتقرب الله إليك في وعيك فتشعر إنّ الله معك في نومك ويقظتك، وإنّ الله معك في مرضك وفي عافيتك وإنّ الله معك في خوفك وأمنك (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة/ 40)، وتشعر بأنّ هذا الإحساس العميق بمعيّة الله هو الذي يعطيك السكينة التي يفيضها الله عليك من خلال الاندماج في رحاب ربك.
وهكذا – أيها الأحبة – لابدّ لنا من أن نجعل الدعاء حالة يومية عندنا، حتى أن أغلب أدعية شهر رمضان ليست مخصوصة في معانيها ومضمونها في شهر رمضان، فعندما نقرأ (دعاء الافتتاح) مثلاً فإنّه دعاء تستطيع أن تفتتح به خطوتك ويومك ورحلتك إلى ربك، وبحيث تتحرك مع الله في كل صفاته وتنفتح على الرسالة في الرسول (ص) وعلى الولاية في الأئمة (ع) وتنفتح على كل حالة الجهاد والصراع حتى تصل إلى أن تعلن رغبتك إلى الله في دولة إسلامية يعزّ الله بها الإسلام وأهله، ويذل بها النفاق وأهله وتتحول فيها إلى داعية إلى طاعة الله، وأن تكون مشروع قائد في سبيل الله لتحصل بذلك على كرامة الله، ثمّ لتختم ذلك بأن تطلب من الله أن يعرّفك الحق ولتكون كل حركة حياتك بالحق بحيث يكون الحق هو سرّ حياتك.

- الحاجة إلى الزاد الروحي:
لذلك – أيها الأحبة – إنّنا بحاجة إلى هذا الزاد الروحي، وهذا الدعاء الغني بالمعطيات لأنّه – كما قلنا – فيه ثقافة الروح وفيه ثقافة العقل وفيه حركية العقيدة في كل تفاصيلها، سواءً كانت العقيدة بالله أو بالرسول أو باليوم الآخر أو بأولياء الله. إنّنا نقرأ إسلامنا في هذا التراث من الدعاء، لذلك لا تجعلوا الدعاء مجرد موسم تدخلونه في وقت معيّن أو زمان معيّن لأنّ الله قال لنا (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر/ 60)، ولأنّ الله قال لنا من دون وقت ومن دون مكان (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة/ 186)، ولأنّ الله هددنا على بعض التفاسير (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) (الفرقان/ 77)، والمقصود بها الدعاء كما هو القرينة في الآية (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/ 60).
والدعاء – أيها الأحبة – هو هذه العبادة التي تختلف عن كل العبادات لأنّ كل عبادة لها زمانها، ولأنّ بعض العبادات لها مكانها، ولكن الدعاء هو العبادة المتحركة التي تملك تحديدها من دون أن يعيّن الله لك ذلك، وان كان يستحب لك ذلك، إنّك تملك وحدك أن تدعو، فعندما تنام يمكن لك أن تودّع اليقظة بدعاء ربّما يتحول إلى أحلامك وأنت نائم، وأن تنام تحت رعاية الله سبحانه وتعالى، ولتدعو عند يقظتك، ولتدعو وأنت تأكل وأنت تشرب وأنت تمارس لذاتك وأنت تتحرك مع الناس، وأنت تبدأ عملك وتتحرك في تجاربك مع الناس لتدعو لأبويك ولقرابتك ولأوليائك لمن حولك ولتعيش حركة دعائية توحي بها إلى نفسك.

- الدعاء مسؤولية:
إنّ كل مواقع الدعاء مسؤوليتك، وإنّ كل ما يدو به الإنسان لربه سواء كان شيئاً يخصه أو شيئاً يشمل الناس هو مما للأبد للإنسان أن يعيش همومه وقد ورد عندما في الدعاء للاخوان بظهر الغيب "من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكاً يقول ولك مثلاه" إنّ الأساس في ذلك – والله العالم – هو أنّ الله يريدنا أن نربي أنفسنا على أن نعيش هموم الآخرين في حياتنا من دون أن يعرفوا ومن دون أن يشعروا إخلاصاً منا للأخوة الإيمانية لنبسط همومهم بين يدي ربنا كما لو كانت همومنا.
إنّه أسلوب تربوي إسلامي يشدك إلى الناس الآخرين ويجعلك تفكر بهم تماماً كما تفكر في نفسك، ويرتفع أهل البيت (ع) حتى عن هذا المستوى، فهذه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) عندما تدعو – في صلاة الليل، وكانت بحاجة إلى أن تدعو لنفسها، إلا أنّها كانت تدعو للناس من حولها ويسألها ولدها الإمام الحسن (ع) وهو في طفولته الأولى "يا أماه لما لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، فقالت: يا بني الجار ثم الدار" فليست المسألة هي أن تساوي الآخرين بنفسك بل المسألة عندهم أن تقدم الآخرين على نفسك (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر/ 9).

- الجدب الروحي:
لذلك – أيها الأحبة – ففي هذا الجدب الروحي الذي نعيشه في هذه الصحراء القاحلة التي تعيش في داخل عقولنا وقلوبنا، هذه الصحراء التي ليس فيها إلا لفح السموم وليس فيها إلا غبار التراب، قد نحتاج إلى هذا الخصب الروحي، وقد نحتاج إلى هذه الينابيع الروحية، قد نحتاج إلى الإحساس بحضور الله في عقولنا ليشرق الله في عقولنا بالحق الذي يشمل العقل كلّه وليشرق الله في قلوبنا بالمحبة التي تنفتح على القلب كلّه وليشرق الله في حياتنا بالصدق والاستقامة التي تهدي حياتنا إلى الصراط المستقيم.
أيها الأحبة: إنّ شهر رمضان كان الخزان الذي يحتوي ذلك كله وقد مضى ومضت لياليه، والسؤال هنا: ماذا بقي لنا منه حتى لا نكون مثل من تحدث عنهم الإمام علي (ع) في (نهج البلاغة) "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ" – إنّه عاش الصيام جثة بلا روح وكم من قائم أو "وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء حبذوا نوم الأكياس وإفطارهم"، لأنّ القضية هي أنّك كلما كنت كيّساً أكثر وعاقلاً أكثر وواعياً أكثر فإنّك تعرف كيف تصلي جيِّداً وكيف تصوم جيِّداً، فإذا أفطرت كان فطرك في طاعة، وإذا تخففت من الصلاة كان تخففك في طاعة.
أيها الأحبة: إنّ قصة شهر رمضان هي قصة أن ننمو أكثر وأن ننفتح أكثر، وأن نتحرك في إسلامنا أكثر وأن نحب الناس أكثر وأن تكون مسؤوليتنا في الحياة أكثر ليحبّنا الله أكثر. وبذلك نلتقي بالعيد في مفهومه الإسلامي "إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر وقيامه" قبله لأنّه صيام الوعي ولأنّه قيام العبودية، قبله لأنّه الصيام الذي يعيش الإنسان فيه مع الله والقيام الذي يعرج الإنسان فيه بروحه إلى الله، وعندما نعيش مع الله فأين كل تلك الوحول الأخلاقية والنفسية والمادية في حياتنا، إنّنا نعيش مع الصفاء ومع النقاء ومع كل الينابيع المتدفقة من الله سبحانه وتعالى وهي ينابيع الفكر والروح والحركة والحياة، فتعالوا من أجل أن نعيش السنة رمضاناً في معنى رمضان وإن ابتعد عنا زمان رمضان.

المصدر: الندوة/ ج4

ارسال التعليق

Top