واقعُ التقوى ليس الخوف
واقعُ التقوى ليس الخوف، وإن كانت فيها جنبةُ خوفٍ تدعو إلى الاتقاء، وإنّما دافعُها الأكبر أنّها رافعةٌ لمستوى الحياة، كونها مُؤدّى كلّ عبادة وتشريع وحُكم قضائي أو أخلاقي.
واقعُ التقوى ليس الخوف، وإن كانت فيها جنبةُ خوفٍ تدعو إلى الاتقاء، وإنّما دافعُها الأكبر أنّها رافعةٌ لمستوى الحياة، كونها مُؤدّى كلّ عبادة وتشريع وحُكم قضائي أو أخلاقي.
الزمن - كما هو معلوم - زمنان: حسابيّ يقاسُ بآلات الحساب الوقتية الميكانيكية، وزمن نوعيّ لا يُحسَب بالساعات والدقائق والثواني، بل يُحسَب بمقدار ما يستوعب من أعمال ونشاطات وإبداعات وفعّاليات مختلفة.
سنعمل مزاوجة بين المواصفات التي طرحها القرآن لهذه الفئة المجتمعية الخطيرة، وبين خصائصها المُدركَة أو المشخّصة في الميدان، لئلا نتحدّث عن مفهوم التعويق بشكل تنظيري بعيداً عن الواقعية التي تقدّم الدلائل والشواهد الحيّة على كلّ خصلة ذمية من خصال المعوّقين.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ (النساء/ 43)، العفوّ الكثير العفو، الغفور الكثير المغفرة، وكلمة (كثير) في تعبيراتنا (قصيرة) و(مقصّرة) قد يفهم بها كثير الدنيا، ولكن رحمة الله وعفوه وغفرانه من الكثرة اللّامتناهية وليس من الكثرة المتناهية، لكثرتنا حدود وليس لكثرته حدود.
كما في الخرائط الجغرافية، فإنّ خارطة الإنسان تحتوي على تضاريسه من جبال وسهول ووديان، وجدب وخصب، وليس ذلك غريباً، إذ إنّ الطبيعة والإنسان معاً مخلوقا الله تعالى، وبصمات الخلق الرَّبّاني في كلّ الكائنات حاضرة بهذه الدرجة أو تلك، هناك (مشتركات) وهناك (مُفترَقات) أو (فوارق)، ولسنا هنا في صدد الحديث عن تضاريس الجسد أو المادّة، فذلك له بحثهُ المختصّ، ومساحتهُ المختلفة، وأبعاده الكثيرة.
في مدرسة القرآن دروس كثيرة وغنيّة في تعليم التالي للكتاب (المتتلمِّذ على يديه) كيف يحترم الآخر (موالفاً) أم (مخالفاً).