الغيب عبارة عن الأمور الغائبة عن الحواس الظاهرية، وقد استعمل القرآن الكريم هذا اللفظ كثيراً كما في قوله تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...) (البقرة/ 2)، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) (الأنعام/ 59).
وربّما استعمل الشهادة معها (.. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ...) (الأنعام/ 73).
وقد استوحى فلاسفة الإسلام من هذا التعبير القرآني فاصطلحوا على الطبيعة بعالم الشهادة، وعالم الملكوت بعالم الغيب.
وتكفي حواسنا في الإعتقاد والإيمان بعالم الشهادة، بل إنّما سمي هذا العالم بالشهادة، لعلاقته الوثيقة بحواسنا، فهو محسوس وملموس لنا، فلا نحتاج إلى الدراسة والتعلم للإيمان بوجود هذا العالم.
وإنّما نحتاج إلى الدراسة والتحقيق، للتعرف أكثر على حقائقه، ولكن هذه الحواس لا تجدي وحدها في التعرف والإيمان بعالم الغيب، بل نحتاج في ذلك للعقل الذي هو مرتبة من الغيب في وجودنا، ونحتاج أيضاً إلى قوة أكثر خفاءً لشهود الغيب.
المصدر: مجلة الفضيلة تنتصر
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق