• ٢١ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

إعداد الطفل لدخول المدرسة

أحمد حسن

إعداد الطفل لدخول المدرسة

يتلقّى الأطفال مبادئ التربية الأساسية في الأسرة، فهم منذ أن يولدوا، وترى أعينهم صور هذه الحياة الدنيا، يتأثرون بما يحيط بهم.

هذا التأثير يكون في البداية محصوراً ضمن الأسرة في البيت أو عبر زيارات قليلة تقوم بها إلى الأقارب والأصحاب بين الفينة والأخرى.

ويكبر الأطفال وينتقلون إلى المدرسة وهي الخلية الثانية التي يقع على عاتقها تربية النشء وتعليمهم.

وقبل بدء العام الدراسي وفي أيامه الأولى، يجب أن نهيئهم نفسياً وحياتياً لدخول المدرسة.

فما هي مسؤولية الأسرة في ذلك؟ وهي التي سترسل طفلها إلى معهده الأوّل.

وما هي مسؤولية المدرسة في استقباله؟ حتى يصل إلى أحضان معلمه وكنفه، وقد أصبح مستعداً ومهيأ بشكل يجعله يتلاءم وحياته الجديدة.

* إنّ المطلوب من الأسرة أن تحدِّث الطفل عن المدرسة وما فيها من معلمين وإدارة وأصدقاء وما تحتويه من مرافق وصفوف وقاعات بشكل حكائي مبسط، ولفت انتباه الطفل إلى ما يعرض في التلفاز من تلاميذ وهم ينشدون أو يتعلمون وأن تقول له: غداً ستكون مثلهم. أو تعرفه بالمدرسة عن طريق أقراص تعرض على الفيديو أو الكمبيوتر، ليكون الطفل على إطلاع ومعرفة بالعالم الذي سيدخله، وإنّ الأطفال الذين درسوا في رياض الأطفال، أسرع تأقلماً بالحياة المدرسية من غيرهم، لأنّ هناك تشابهاً بين الرياض والمدارس، ونتيح أيضاً للأطفال الصغار أن يستمعوا لإخوتهم أو أبناء الجيران الذين سبقوهم إلى المدرسة أن يحدثوهم عنها.

* عند تسجيل طفلك في المدرسة، اختر المشرف الذي سيقوم بتعليمه بالإتفاق مع الإدارة سواء كان معلماً أو معلمة، ويمكنك معرفة كفاءته من التلاميذ السابقين وأهليهم، ومن أصحابك في المدرسة، فالمعلمون يتمايزون في المدارس فأحدهم نشيط يتفانى في تربية التلاميذ، وآخر خمول لا يقوم بواجبه، وهذا ينعكس على مستوى التلاميذ التربوي إيجابياً وسلبياً.

* كيف سيذهب طفلك إلى المدرسة؟ مشياً على الأقدام أم في الحافلة.

إن كان سيذهب ماشياً فعلمه آداب السير والمرور وكيف يعبر الشارع، ودعه يذهب إلى المدرسة مع إخوته أو أولاد الجيران.

أما إذا كان سيذهب راكباً، فعلمه قبل افتتاح المدرسة كيف يصعد إلى السيارة وكيف ينزل منها، وكيف يتعامل مع الركاب.

وفي الأيام الأولى من دخوله المدرسة اصحبه إلى الحافلة، وراقبه حتى يركب فيها ويستقر على مقعده، وخاصة إذا لم يكن مع أصدقاء من حيه.

* زود المدرسة بعنوانك المفصل ورقم هاتفك وجوالك لتتمكن المدرسة من الاتصال بك عند الضرورة أو الطوارئ، وزودها بعنوان آخر يمكنها الاتصال بك إذا لم يكن أحد في المنزل.

* أن نبدي اهتماماً بدخول أطفالنا المدرسة بالحديث عنها وشراء بعض الحاجيات اللازمة، ومعرفة أخبار المدرسة وما فيها، فالطفل يزداد إهتمامه بالمدرسة إذا ما وجد أهله مهتمين بها.

* أن نحدث أبناءنا عن أهمية العلم والتعلم، ودور المدرسة في ذلك، ونجيب عن أسئلتهم ونقول لهم غداً في المدرسة ستتعلمون أكثر وتجدون إجابات أوسع لأسئلتكم.

* أن نعد أطفالنا بأننا سنكون قريبين منهم، ونصحبهم في اليوم الأوّل، وننتظر انصرافهم لعدة أيام، أو نجعلهم يذهبون ويعودون مع إخوتهم أو أبناء جيرانهم الذي سبقوهم في دخول المدرسة بسنوات، ونطلب منهم أن لا يغادروا المدرسة قبل الانصراف وأن لا يصحبوا أحداً من الكبار الذين لا يعرفونهم ولو أبدوا لهم تودداً أو نصحاً، خشية حدوث بعض المشكلات.

* أن نسأل أطفالنا عن اليوم الأوّل الذي قضوه في المدرسة وعن مشاعرهم، وكيف تحدث معهم المعلم؟ وكيف استقبلتهم المدرسة؟

وتلعب المدرسة دوراً هاماً في سرعة اندماج الطفل في الحياة المدرسية وتكيفه معها، بعدة طرق منها: تعريفه بالمدرسة، وبأصدقائه ومعلميه، وإقامة حفلة لاستقبالهم.

إنّ دخول الطفل إلى المدرسة سيمر بسلام وأمان، إن استعدت الأسرة لذلك وهيأت طفلها نفسياً لهذا اليوم، أما إذا لم تهيئه، فقد يصدم الطفل من اليوم الأوّل لدوامه المدرسي، وربما يترتب على ذلك عقد نفسية تؤثر على تعلمه وسيره المدرسي، لذلك علينا أن نهتم بهذا اليوم أيّما إهتمام، لكي يتأقلم الطفل مع المدرسة، ويعتبرها بيته الثاني.

 

المصدر: كتاب تربية الأطفال بين البيت والمدرسة

ارسال التعليق

Top