• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الحب من طرف واحد ليس رهاناً خاسراً

الحب من طرف واحد ليس رهاناً خاسراً
ثمة مغامرات عاطفية يكتب لها النجاح أحياناً لاشك في أنّ الحب هو شعور إنساني جميل، وهو ضروري أيضاً، إذ يعتمد عليه طرفا الزواج في القبول والإيجاب. ولكن، ماذا عندما يكون الحب من طرف واحد، هل يمكن عندها الرهان على تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة؟ أم أن ذلك يعد أمراً صعب المنال؟ يقال إنّ الحب من طرف واحد هو عبارة عن مشاعر رقيقة ينسحبها الإنسان حول طرف آخر لا يبادله المشعر نفسها. وعلى الرغم من مشاعر التعاسة والألم التي يسببها هذا الأمر، فإنّ المشكلة الحقيقية تظهر عند التفكير في اتخاذ الخطوة التالية التي تعقب ذلك، وهي الزواج. وهي الفكرة التي تتباين حولها الآراء، بين فريق ينظر إلى الأمر بعين العقل، فيرى في الزواج القائم على حب من طرف واحد مغامرة حظها من الفشل أكبر من النجاح، وحجتهم في ذلك أنّ الزيجات التي تقوم على حب متبادل بين الطرفين باتت تبوء بالفشل. لكن، ماذا إذا كانت الزيجة قائمة على حب من طرف واحد؟ وبين فريق ثانٍ يرى الأمر بعين العاطفة، فيرى أن حسن العشرة والكلمة الطيبة كفيلان بإذابة قلب الحجر، فما بالك بقلب البشر؟ في الواقع بين كلا الرأيين مساحة واسعة تتسع لمزيد من الرؤى والخبرات.   - إسعاد الزوجة: تؤيد فاطمة المزروعي (موظفة في الكلية الجامعية للتقنيات الحيوية) المثل الشعبي الذي يقول: "خليك مع اللي قلبه يحبك ويسعدك، ولا تروح مع اللي قلبك يحبه ويبكيك". وتشير إلى أن حجتها في ذلك "في أنّ الرجل إذا أ؛ب زوجته عمل على إسعادها بالوسائل كافة حتى يكسب قلبها، وهذا الأمر كفيل بتحريك مشاعر الزوجة عاجلاً أم آجلاً. في حين أنّ المرأة إذا أحبت أعطت كل ما لديها من حب وحنان حتى تكسب قلب الرجل، وهذا لا ينفع أحياناً مع بعض الرجال". في الأ؛وال كافة، يبدو أن ثمة أموراً أخرى لا تقل أهمية عن الحب، إذ تضيف المزروعي: "إنّ الحياة تتغير بعد الزواج وتقل جذوة الحب في ظل الأعباء الأسرية والالتزامات. وعندها، تتضح أهمية مقومات أخرى مثل الوفاء والعشرة الطيبة والإحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وشريك الحياة في تحقيق الاستقرار للأسرة والوصول بها إلى بر الأمان". إلا أن فاطمة المزروعي تستحسن التريث والتأني عند اتخاذ قرار الارتباط في حالات الحب من طرف واحد، مؤكدة أن "فترة الخطوبة مهمة كفترة للتعارف، ولأن يحاول كل طرف الانسجام مع ميول الآخر ورغباته من ناحية الثقافة والفكر والسلوك والعواطف. وبعدها يتعين عليهما أن يتخذا قراراً عقلانياً، إما بالاستمرار أو الانفصال. ولا يعتبر الانفصال في هذه المرحلة قراراً خاطئاً على طول الخط، حتى وإن تسبب في معاناة أحدهما لفترة إلى حين مداواة جراحه ومشاعره".   - زواج متكافئ: من جهتها، تؤكد هالة العزيز (متزوجة منذ 25 عاماً) أنّ "الحياة الزوجية لا تفشل في كل الأ؛يان إذا كان الحب بين الزوجين من طرف واحد، لأنّ العشرة تولد الحب". وتضيف: "الدليل على ذلك أنني تزوجت زواجاً تقليدياً منذ 25 عاماً ولا يزال زواجي ناجحاً بكل المقاييس، حيث استطعنا أن نتغلب أنا وزوجي على المشكلات التي واجهتنا حتى ساد التفاهم والنجسام بيننا". لكنها تعود لتؤكد أنّه إذا كان الزواج سيقوم على حب من طرف واحد، فمن الأفضل دائماً أن يكون هذا الطرف هو الزوج". وتبرر وجهة نظرها تلك بقولها: "إذا أحب الرجل المرأة بصدق، فإن ذلك يعد ضماناً كافياً لاستقرار الحياة الزوجية بينهما. وفي الأحوال كافة، فإنّ الإنسان العاقل يجب ألا ينجرف وراء عواطفه التي قد تجره إلى أوهام حب من طرف واحد، فيبني عليه آمالاً وأحلاناً تنهار في النهاية، لأنّ الطرف الآخر لا يتقبله".   - الحب بين طرفين: أما مريم يوسف (ابنه هالة/ طالبة جامعية)، فتشير إلى أن "من المستحب ألا يكون الحب من طرف واحد حتى لا تفشل الحياة الزوجية عند أول عقبة يواجهها الزوجان في الحياة". وتؤكد أنّ "الجيل الجديد أكثر واقعية، بحيث إنّه لم يعد يعتمد في إتخاذ قرار الزواج على الخيال والرومانسية، بل بات يفكر بطريقة منطقية وعقلانية، لأن ظروف الحياة اختلفت".   - تجربة فاشلة: بدورها، تؤكد شروق غنام (موظفة) "أنّ الحب من طرف واحد أمر مؤلم، لأنّ المحب يشعر بالمهانة والتعاسة عندما لا يتقبله الطرف الآخر، وإذا لم ينجح في الارتباط به واضطر إلى الارتباط بشريك آخر، فإنّه يظل يفتش عن شبيه له، الأمر الذي يؤثر في استقرار حياته الزوجية". وتشير غنام إلى أنّه "ربما يؤول الأمر إلى نهايات مختلفة وفقاً للطرف الذي يحب الآخر". وتضيف: "تحظى الزيجة باحتمالات نجاح أكبر إذا كان الحب من طرف الزوج، لأنّ الحب في حد ذاته كفيل بجعل الزوجة تشعر بالأمان والاستقرار بغض النظر عن مشاعرها تجاه زوجها. على العكس مما يمكن أن يكون عليه إذا ما كانت الزيجة قائمة على حب من طرف الزوجة وحدها، لأنّها مهما جاهدت وضحت في سبيل إسعاد زوجها وحاولت كسب قلبه ومشاعره، إلا أن محاولاتها تلك ستظل مهددة بالفشل". رأي شروق، يأتي بحسب ما تقول "نتاج تجربة، مرت بها، وهي تروي تفاصيل تلك التجربة قائلة: "لقد فشلت حياتي الزوجية بعد أن تبين لي زيف مشاعره نحوي، حيث اكتشفت أن زواجنا قام على حب من طرفي فقط، وأني أخطأت في تقييم حقيقة مشاعره نحوي. وعندها، كان الإنفصال أمراً لا مفر منه لتصحيح الوضع". وتضيف: "أي زوجة تحتاج إلى الحب والحنان والكلمة الحلوة حتى تشعر بالاستقرار، وهو ما لم أجده أثناء الزواج. لذا، فشلت حياتي بسبب عدم التفاهم وفقدان الحب".   - زواج ناجح: من ناحيتها، ترى سارة بوشناق (موظفة) أنّ "الحياة الزوجية لا تنجح إلا إذا كان هناك حب متبادل بين الزوجين". وتقول: "لقد تزوجت بعد قصة حب استمرت عامين، فقد بدأت العلاقة بالحب من جانبه، لأنني كنت منشغلة بدراستي الجامعية في مصر، وكان هو يعمل في دبي". وتوضح: "لقد حاول مراراً وتكراراً اقتحام قلبي وتحريك مشاعري نحوه، حتى نجح في ذلك وشعرت بميل عواطفي نحوه وتقبله كزوج". على الرغم من ذلك، تؤكد سارة أن "فترة ما بعد عقد القرآن كانت مهمة في حياتنا، لأننا أرسينا خلالها القواعد الصحيحة لحياتنا الزوجية، وحاول كل منا أن يتفهم الآخر". وتضيف: "بعد الزواج، تعلقت به وأصبحت أحبه أكثر من ذي قبل، لأني شعرت بمدى صدق حبه لي وحرصه على راحتي ومعاملتي بلطف ورقة أمام الناس واحترام مشاعري". وتميل بوشناق إلى تبرئة ساحة الزواج القائم على حب من طرف واحد من المسؤولية عن فشل الزواج، حيث تشير إلى أنّه "عندما يفشل الزواج، لا يكون ذلك بسبب أنّه قائم على الحب من طرف واحد، بل بسبب سوء العشرة والمعاملة، وعدم تفهم الزوجين لطبيعة الحياة". وخلافاً للآراء السابقة التي رأت أن فرصة استقرار الزواج تكون أكبر إذا كان قائماً على الحب من طرف الزوج، فهي تحذر من أنّه "أحياناً تعمد الزوجة إلى استغلال حب زوجها لها ومحاولته كسب رضاها بشتى السبل، فتسعى إلى السيطرة عليه وتقوم بابتزازه، معتقدة أن ذلك يمثل تعويضاً عادلاً لها عن موافقتها على الارتباط بشخص يحبها ولا تحبه".   - عواصف وهمية: "الحب من طرف واحد هو بمثابة عواطف وهمية محكوم عليها بالفشل ومحكوم على صاحبها بالمعاناة". هذا ما تقول شذى قنديل (طالبة)، التي تشير إلى أنّ "الحب من طرف واحد يجعل صاحبه يشعر بالضيق ويدفعه نحو الانغلاق على نفسه، إما بسبب تأمله من تجاهل الطرف الآخر لعواطفه، أو بسبب شعوره بالمهانة والإذلال بعد رفضه". وتؤكد أنّ "الزواج الذي يقوم على حب من هذا النوع محكوم عليه بالفشل عاجلاً أم آجلاً". وإذا تكشف أن لديها ما يبرر وجهة نظرها، تقول: "إحدى قريباتي وافقت على الارتباط برجل يحبها في حين أنها لم تكن تبادله المشاعر ذاتها، واستمر زواجهما 10 سنوات أنجبا خلالها 3 بنات، وعلى مدى تلك السنوات حاولت جاهدة أن تحب زوجها أو أن تتقبله، لكنها عجزت عن ذلك فكان الطلاق". ولذا، تعتبر بوشناق أن "فترة الخطوبة مهمة للشاب والفتاة للتأكد من مشاعرهما والتأكد من قبول أحدهما للآخر، حتى لا يقدما على خطوة ربما يندمان عليها لاحقاً".   - إذلال وإهانة: أما هشام عزّ الدين (موظف)، فيقول: "إنّ الرجل يختلف في عواطفه عن المرأة، فهو لا يُعَول كثيراً على نجاح زواج قائم على حب من طرف واحد خصوصاً إذا كان هو ذلك الطرف". ويضيف: "أنا لا أقبل أن أتزوج بفتاة لا تحبني، ولا أتصور أن أرتبط بإنسانة لا تبادلني المشاعر والأحاسيس ذاتها التي أشعر بها تجاهها". ويتابع ناصحاً بني جنسه قائلاً: "إنّ الرجل إذا انجذب نحو فتاة فإنّه يبادر إلى مصارحتها بحقيقة مشاعره، فإذا شعر منها بصد أو رفض حاول مرة ثانية وثالثة، فإذا فشل عليه أن يترك الأمر وينصف عنها حتى لا يشعر بالإذلال". ويرى عزّ الدين أنّ "الرجل يسعد بالزوجة التي تحبه، لأنّها تحسن عشرته في السراء والضراء. أما إذا كان الحب من جانب الرجل فقط، فمن الصعب أن يتوقع منها ذلك، وربما اتخذت من حبه لها نقطة ضعف تتحكم فيه من خلالها".   - ورطة: في سياق متصل، يرفض عمار الحمصي (موظف) أن يتقدم من فتاة لا تبادله مشاعر الحب ذاتها، لأنّه يرى أنّ "الزواج القائم على حب من طرف واحد يبوء غالباً بالفشل، ويكون سبباً في جلب التعاسة إلى صاحبه وإلى آخرين لا ذنب لهم". ويقول: "أحياناً، يجد الإنسان نفسه في ورطة نتيجة انجراف مشاعره نحو فتاة يرى فيها كل ما يحلم به، بينما هو يعلم يقيناً أنها لا تحبه، ومع ذلك يحاول معها جاهداً على أمل أن تستجيب، وهو يستمر في مشاعره تلك مادام أسير قلبه ومشاعره، حيث تغلب العواطف على العقل". ويضيف الحمصي: "إذا كان قدر هذا الشخص أن يبقى حبه من طرفه فقط، وعجز عن الإرتباط بمن يحب، فإنّه يقضي عمره في البحث عن أخرى شبيهة بها، وقد يعثر عليها، وربما أقنعها بالزواج به، وهي بدورها زيجة مهددة بالفشل، لأنّه سيدرك خطأه بعد الزواج، عندما سيتبين أنّ الإنسانة التي تزوجها تختلف عن تلك الموجودة في مخيلته".   - الحب يبرر الأخطاء: أما أحمد مقلد (موظف)، فيرى أن "ما تعارفت عليه المجتمعات من أنّ الحب يأتي بعد الزواج هو خطأ كبير"، كما أنّه يؤكد أنّه لا يقبل أن يكون الحب من طرف واحد. ويقول: "ربما يتخذ الشاب، أو الفتاة، قراراً بالزواج معتمداً على شعور الطرف الآخر نحوه بالحب، ويكون متوقعاً أن ذلك يُعد كافياً لاستقرار الزيجة واستمرارها. والحقيقة أنّه في غياب قد معقول من القبول ومشاعر الحب المتبادلة بين الطرفين، فإنّ احتمالات الفشل تبقى أكبر من احتمالات النجاح، لأنّ الحب هو الذي يدفع كلا الزوجين نحو التعامل بشكل إيجابي مع الالتزامات والمسؤوليات التي تترتب على الزواج وتكوين أسرة". وفي ما يتعلق بالظروف والملابسات التي تحيط بقرار الزواج القائم على حب من طرف واحد، يرى مقلد أنّ "هذا النوع من الزيجات لا يحدث إلا في ظروف استثنائية وتحت ضغوط معيّنة". ويضيف: "لا يتخذ الإنسان قراراً بالارتباط بشخص لا يحبه إلا تحت ضغوط معينة، مثل تأخر سن الزواج، أو تحقيقاً لتطلعات مادية. ومهما كانت الدوافع، فإنّ هذه الزيجات تبقى قائمة على مساحة كبيرة من التوقعات، وهذا خطأ فادح، لأنّ الزواج قرار مصيري لا يصح أن يُبنى على التوقعات".   - زواج تقليدي: من وجهة نظر تبدو مخالفة بعض الشيء، يؤكد سامح غيم (موظف، متزوج منذ 20 عاماً) "نجاح الحب من طرف واحد في الإبحار بالزواج إلى بر الأمان". وهو لا يكتفي بذلك، بل يقدم نفسه دليلاً على ذلك، ويقول: "لقد تزوجت زواجاً تقليدياً، وكان الحب والإعجاب من طرفي فقط، فالمجتمعات العربية لا تعترف بالحب قبل الزواج وتعتبره عيباً، والرجل الشرقي أيضاً يبحث عن فتاة لم يشغل قلبها أحد". ويضيف: "لا أخفي أنني كنت خائفاً من الفشل في بداية حياتي، ولكن بمرور الوقت وجدت أن زوجتي تسعى إلى إرضائي وفهمي، وبدوري حاولت من جانبي أن أعينها على الشعور بالاستقرار والأمان، فتعاملت معها بحب. علماً بأن من المعروف عن المرأة أنها تتمتع بذكاء عاطفي يمكنها من استشعار مدى صدق الرجل وتقييم حقيقة مشاعره نحوها". ويخلص غيم إلى أنّ "الزواج الناجح لابدّ أن يتوافر له عنصراً التكافؤ الاجتماعي والثقافي، ثمّ تأتي العاطفة في النهاية لتتوج هذه العلاقة بالانسجام".   - حسن العشرة: حول تأثير الحب من طرف واحد في الحياة الزوجية ترى الاستشارية الأسرية، أمينة اليماحي أنّ "العبرةليست بالحب الذي يكون قبل الزواج، بل بالحب الذي يأتي بعد الزواج. وتقول "ليس من الضروري أن تسبق الحياة الزوجية علاقة عاطفية، والدليل أن هناك زيجات لا حصر لها تمت بعد قصص حب استمرت سنوات، إلا أن تلك الزيجات انتهت إلى الفشل بسبب عجز الزوجين عن ترجمة مشاعر الحب إلى تصرفات مسؤولة تتسم بالواقعية والنضج وتدفع في اتجاه استقرار الزواج". وفي مقارنة سريعة بين الماضي والحاضر تقول اليماحي "الزواج في السابق كان تقليدياً ويتم عن طريق الأهل. فلا الزوج يختار الزوجة، ولا المرأة تختار الرجل. ومع ذلك كانت الأغلبية العظمى من الزيجات تعد ناجحة بفضل حسن العشرة والكلمة الطيبة والنظرة الواعية إلى الحياة الزوجية، ومن هذا كله يتولد الحب". هذا الحب الذي يأتي عقب الزواج هو الذي تعول عليه اليماحي لاستقرار الأسرة، تقول: "تعمل ظروف الحياة الضاغطة، والمسؤوليات الأسرية المتزايدة على وضع صعوبات وعقبات عدة في طريق الحياة الزوجية، لكن وجود الحب بين الزوجين يجعل العلاقة بينهما تتسم بالمودة والرحمة، ويجعلها أكثر استعداداً للصبر والتضحية، وأشد حرصاً على تلمس السبل لتجاوز كل العقبات والصعوبات". لكنها تعود لتؤكد "أنّ العلاقة بين الزوجين يمكن أن تستمر وتستقر في غياب الحب، إلا أنها يستحيل أن تستمر في حالة غياب حسن العشرة أو مقابلة الإحسان بالإساءة". وتقول: "هناك أكثر من حالة وردت إليها في المحكمة كانت الزوجة فيها تحب زوجها، في حين كان هو لا يبادلها تلك المشاعر فيهملها وقد يهجرها. وعلى الرغم من ذلك، كنا نرى أنّ الزوجة تصر على التمسك بزوجها وزواجها ولا تريد الطلاق على الرغم من شدة الألم الذي تشعر به".   - تردد واكتئاب: "الحب، بمفهومه الواسع، هو شعور يتكون لدى الإنسان منذ الطفولة، يكتسبه الإنسان من الوالدين، ويؤثر في سلوكياته وتصرفاته، وله تأثير مباشر في الحياة الزوجية". يقول الطبيب النفسي د. هيثم شبايك، لافتاً إلى أنّ "الحب الناجح يقوم على ثلاثة مقومات أساسية هي: العقل، العاطفة والاتصال الجسدي. فإذا فقد الحب أحد تلك المقومات أصبح ناقصاً ومحكوماً عليه بالفشل. كذلك يعتبر الحب فاشلاً إذا كان من طرف واحد". ويؤكد د. شبايك أن "مشاعر الحب والانجذاب العاطفي تشكل محوراً أساسياً في اختيار شريك الحياة، ويساعد على بلورة تلك المشاعر التناسب والتكافؤ في العمر ومستوى من الثقافة، والتفاهم والانسجام في الأفكار والمبادئ، فضلاً عن الطموحات المستقبلية. فكل هذه العوامل تولد بينهما عاطفة قوية، وتخلق مشاعر حب عميقة متبادلة بين الطرفين تساعد على تحقيق زواج ناجح، على عكس ما يكون عليه الأمر في حالة الزواج القائم على حب من طرف واحد". وماذا إذا لم تنتهِ مشاعر الحب بالزواج؟ وإلى أي مدى تؤثر تجربة الحب من طرف واحد في صاحبها؟ يجيب د. هيثم شبايك قائلاً: "إنّ الشخص الذي يحب من طرف واحد، يصبح عرضة للإصابة بالإكتئاب النفسي وفقدان الثقة بنفسه وبالآخرين، كما يصاب بالتردد والحساسية الشديدة تجاه أي علاقة جديدة قد تقوم مع طرف آخر في المستقبل، حيث يطارده شبح الفشل الذي تصدى له في العلاقة السابقة التي كانت من طرف واحد في حال فكر في الدخول في علاقة حب جديدة أو زواج".

ارسال التعليق

Top