• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الخشونة والرقة

د. فوزية الدريع

الخشونة والرقة

◄معظم النساء حين يعجب الواحدة منهنّ رجل، تعجبها خشونته، قوّته، جلافته. ولطالما سمعت نساء حين يتحدّثن عن إعجابهنّ برجل، تشرح الواحدة منهنّ قوّته، خشونة معاملته وكيف أنّه "حمش". وقلّما تجد امرأة تتحدّث عن رقة الرجل وإنسانيته، وإن كان مفهوم النساء لرقة الرجل في زمننا الحديث صار مختلفاً بعض الشيء.

هناك بعض النساء ممّن يلعبن اللعبة بشكل خطر جدّاً. بحيث تسعى الواحدة منهنّ للحصول عليه كإنسان خشن، وتتحدّث بهيام عن فحولته؛ ولكنّها بعد الزواج لا تعود تريده خشناً قوياً، وكأنّها تريد أن يكون هناك زر هي مَن تستطيع أن تتحكّم فيه.

إنّ الرجل الشرقي أكثر قلقاً من غيره، لأنّ كلّ المجتمع مازال يقول له: "تخشن". والتفكير العصري يقول له: "كن رقيقاً"، بينما تضعه المرأة في معضلة بين الأمرين.

الحقيقة، إنّ الرجل يحتاج رأياً حازماً وقلباً فيه رقة ورحمة. ولعلّ من الذكاء أن تسعى المرأة إلى اختيار الرجل الذي فيه موقف جاد وفي حناياه رحمة.

إنّ المشكلة الحقيقية الآن، هي أنّ المرأة بدأت تتبنى لنفسها موضة غير جيِّدة، خلاصتها إنّ الرقة مشكلة لأنّها تعكس الضعف. وأنّ نساء اللون الوردي، هنّ نساء يتم اضطهادهنّ. لذلك، بدأت المرأة تتصرّف بشراسة في الشارع، في العمل، وحتى في بيت الزوجية.

إنّ تفكير المرأة صار كتفكير رجل الأعمال، سواء أكانت في مجال الأعمال أم في غيره. طبعاً، شيء جيِّد أن تكون في المرأة جدّية؛ ولكنّها لا يجب أن تقتل الرقة فيها.

هناك حقيقة نعلمها، وباتت معلومة بشكل مؤكد علمياً الآن، وهي أنّ انعدام الرقة والخشونة في سلوك المرأة، يجعل هرموناتها الأنثوية تختل.

إنّ مشكلة المرأة العصرية، أنّها ومنذ خروجها للتعليم والعمل، صارت قويّة. وفي الجانب الآخر، تجد أنّ الرجل الشرقي أصبح اتّكالياً، وهذه المعادلة خطرة.

نحن في حاجة إلى عودة العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة. والعلاقة الطبيعية هي عبارة عن تبادل مصالح واحتياجات كلا الطرفين، وتقدير الرجل لرقة وأهمية دور المرأة وتقديرها هي لخشونته وعقلانيته.

إنّ المرأة الذكية، ولأجل توطيد العلاقة مع الرجل، تحتاج إلى أن تظهر له بأنّها تحتاج إليه. وعبارة مثل: "ممكن تساعدني" أو "محتاجة مساعدتك" في أي أمر، سواء في المطبخ، البيت أو السيارة، هي عبارة جيِّدة.

إنّ هذا السلوك هو بمثابة دعوة للرجل تجعله يشعر بأنّ المرأة تريده أن يكون جزءاً مهماً منها، جزءاً قوياً تحتاج إليه. وفي المقابل، إنّ الأمر يعني للرجل أنّه ليس فقط مجرد عضلات، بل احتياج نفسي للمرأة، وهنا يتحفّز بداخله إحساس رجولته وأنوثة المرأة.► 

ارسال التعليق

Top