من المهم للغاية مراقبة سلوك أطفالنا، خاصّة في السنوات الأولى من أعمارهم، لأن ذلك سيوفّر علينا تفاقم أية مشكلة قد يتعرّضون إليها، كمشلة تقليد الأولاد الفتيات في تصرّفاتهم أو حركاتهم، أو هواياتهم.ولهذه الظاهرة أسبابها وطرق علاج، يوضحها المستشار النفسي لسلوك الأطفال جزاء بن مرزوق المطيري.
تعتبر المرحلة التي تتراوح ما بين سنّ الولادة وحتى السنوات السبع، مرحلة تلقّي وتكوين، حيث تتشكّل شخصيّة الطفل في هذه المرحلة وتأخذ خصائصها الإنمائية بوضوح، ويكتسب الطفل الخبرات والمهارات ويعبّر وعن ذاته من خلالها. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الطفل في هذه المرحلة الرغبة في الاستطاع والاستكشاف، والحاجة إلى الفهم وإلى المشاركة وتأكيد الذات، وكذلك الرغبة في تسجيل كل ما يسمع ويقلّد لكل ما تقع عليه عيناه، وخاصّة الكبار. ويتمتّع بخيال واسع يختلط فيه الواقع بالخيال.
- طفل وحيد مع جمع من الفتيات:
ويبيّن المطيري أن سلوك الولد الوحيد في وجود مجموعة من البنات، يحتّم عليه مشاهدة تصرّفاتهنّ باستمرار، وبالتالي فإن تقليده لشقيقاته هو سلوك طبيعي جداً، حيث أنه لا يوجد معه ولد آخر حتى يكتشف جنسه. لذا، فإن كلّ ما يقوم به الطفل في هذه المرحلة من تصرفات وتقليد لشقيقاته لا يعدو كونه تصرّفات بريئة وتقليداً عفوياً، فهو لا يعرف أن هناك ذكراً وأنثى حتى يستطيع أن يحدّد اللعب مع هذا وذاك.
والتقليد في هذه المرحلة لا يخشى أن يصبح الولد مثل البنات إذا كبر، لذا يجب التصرّف معه بشكل عفوي، بدون أن يعاقب على تصرّفاته تلك بعقاب بدني، بل يجب أن يتقرّب منه الأب ويجعله دائماً بجواره حتى يكتشف شخصيته. وهو، بهذا الحالة، يبدأ التمييز بين الجنسين، وبهذه الطريقة نستطيع أن نعالج هذه المشكلة.
ويجدر بالوالدين عدم إشعار الطفل بانزعاجهما من تصرّفاته تلك، لأن ذلك قد يدفعه إلى العناد، ثم مواصلة سلوكه في التقليد، لتكون النتيجة ثباته على ذلك السلوك ليصبح جزءاً من حياته. لذا، يجدر بالوالدين التغافل عن هذا السلوك حتى يختفي، إلى جانب التوجيه.
- نصائح توجيهية للأب:
· أعطه بعض المسؤوليات الخاصّة بالرجال، كاتخاذ قرارات تخصّ الأسرة من سفر أو نزهة.
· اجعله يخرج من البيت ويحضر بعض الاحتياجات والمستلزمات الأسرية.
· خذه معك دوماً إلى المسجد أو السوق.
· دعه يتواجد في مجتمعات ذكورية، من وقت لآخر.
· حبّبه في الرياضات الذكورية.
ارسال التعليق