تحتفل نساء العالم في الثامن من شهر مارس/ آذار من كلّ عام بـ "يوم المرأة"، الذي يمثّل لدى الكثيرات حدثاً مهماً، تتويجاً بإنجازات قدمنها، بينما لا تزال أخريات يرفعن شعارات المطالبة بحقوقهنّ وإن تفاوتت درجة وطبيعة تلك المطالب بين بلد وآخر، تبعاً للظروف الاجتماعية والاقتصادية. وسواء أكنّ نساء محتفلات أم مطالبات، فإنّهنّ يملكن من الوعي والحماسة ما يكفي، كي يضعن بصماتهنّ الخاصة في الحياة، إذا ما توافرت لهنّ الظروف المناسبة، ونلن الدّعم من المجتمع. أمّا الخبر السعيد فنجده لدى كلّ امرأة عرفت معنى أن يكون الرجل سندها، ومكمّلها، فدعم الرجل للمرأة، حقيقة تلمسها نساء كثيرات، بعيداً عن أفكار تشيع أنّ بينهما حرباً من الصعب أن تنتهي، فقد خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى ليكون كلّ منهما معيناً للآخر، فللرجل في حياة المرأة دوراً أساسياً، فهو المكمّل وهو شريان حياتها في كلِّ مرحلة تعيشها، سواء أكانت عاملة أم ربة منزل، فلا غنى لأحد منهما عن الآخر. كذلك فإنّ النساء العربيات بطبيعتهنّ يحتجن إلى وجود دوافع ومحفّزات ليتجرأن، ويعبرن عن أنفسهن، فتقاليدنا العربية تقلّص نوعاً ما من شجاعة المرأة في ما يتعلّق بتعبيرها عمّا تحبّ أن تكون وتفعله. أما عن دور المجتمع في دعم المرأة، نلاحظ أنّ المجتمعات تختلف عن بعضها بعضاً في ما يتعلق بتقديم الدعم للنهوض بواقع المرأة، حيث إذا ما نظرنا إلى واقع المرأة في المجتمعات العربية في الوقت الراهن وجدنا أنها تحصل على خمس وعشرين في المئة من حقّها مقارنة بالمجتمعات الغربية، وهذه النسبة تختلف من مجتمع عربي إلى آخر، انّ واقع المرأة في المجتمعات العربية أفضل بكثير من واقعها في القارة السوداء، مما يوجب علينا ألا نكيل المجتمعات كافة بالمكيال نفسه، لأنّنا في هذه الحالة سنظلم المرأة العربية، وعلى أساس القاعدة النسبية نفسها، نرى أنّ كرامة المرأة في الدول العربية أفضل ما هي عليه في أوروبا وأمريكا، حيث إنّ حرية المرأة شيء، والقوانين الاجتماعية شيء آخر، وبالتالي يتوجب علينا دائماً النظر إلى تجارب الآخرين لنأخذ منها ما يفيد مجتمعاتنا المحلية. أنّ المجتمع تقدّم بما فيه الكفاية ليكون يوم المرأة العالمي سبباً للاحتفال، فحال المرأة اليوم مختلف كثيراً عما كان قبل ما يزيد على عشرة أعوام، حين كانت عوائق عديدة تقف في وجه المرأة وتحول دون تحقيق ذاتها. أنّ وجود يوم عالمي للمرأة بمثابة تذكير للمرأة المهمّشة بضرورة المطالبة بحقوقها، فهناك الكثير مما يستلزم أن تطالب به النساء في بعض البلدان وخصوصاً تلك التي لم تمنح المرأة بعد حقوقها كما يجب، لا سيما في ما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية، وقانون الجنسية، وحقّ حضانة الأطفال، وتسلمّها المناصب القيادية.. إنّه فرصة للتفكير بما وصلت إليه المرأة، وتذكير بالخطوات التي يجب أن تتّخذها لتحقيق أهدافها في السنوات القادمة. اليوم، إنّ المرأة بعد أن كانت بسيطة، باتت عظيمة، وخصوصاً المرأة العربية التي تعتبر شعلة من النشاط والحماسة والذكاء، الرجل ليس محارباً بل هو السند الحقيقي لسعادة المرأة وراحتها.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق