تحدَّث القرآن الكريم عن أنواع شتّى من الموت، منها:
1- موت الفرد
فكلّ شخص من هذه البشرية ـ ومهما شاط به قطار الزمن ـ سيلفه يوماً رداء الموت، ويطويه بجناحه.
قال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النِّساء/ 78).
ولا تقتصر هذه السنّة الإلهيّة الكونية على النوع البشري، فكلّ حيّ ولجته الروح سيشرب يوماً نخب كأس الموت: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (الأنبياء/ 35).
وكم هنالك من فرق بين (كلّ إنسان) و(كُلُّ نَفْسٍ)، فالآية الشريفة تعبّر بسياج (كُلُّ نَفْسٍ)؛ لتمدّ ذراع البحث لكلّ عالم الأحياء: إنسانياً كان أم حيوانياً أم غير ذلك.
2- موت الأُمّة
وكما أنّ للفرد موتاً، للأُمّة ـ ككيان وقوّة ووجود اجتماعي ـ موت وفناء وزوال واندثار، وهي سنّة إلهيّة في المجتمعات عامّة، كما فُنيت سبأ وعاد وثمود وكندة، وفُني المجتمع الفينيقي والفرعوني واليوناني والروماني، وفُنيت إمبراطورية الفرس والروم، وفُنيت الدولة الأُموية والعبّاسية والعثمانية، واندثرت حضارات بشرية كثيرة، كانت يوماً ما.. شامخة عتيدة ذات مهابة وجلال.
قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف/ 34).
3- فناء العالم
فكلّ ما خلقه الله في هذا الكون: من مجرات وكواكب ونجوم و...، سيُفنى يوماً، ويبقى وجه الله ـ جلّ وعلا ـ.
قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) (الرحمن/ 26-27).
وقد فصّلت كثير من الآيات القرآنية الكريمة هذه النهاية المروِّعة للعالم، وتساقط النظام الكوني العتيد بأسره، ومن مشاهدها المذهلة:
(انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن/ 37-38).
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) (التكوير/ 1-6).
(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (الانفطار/ 1-4).
(إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) (الانشقاق/ 1-5).
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق