• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الطالب «شاهد وضحية» على «أزمة» المعلم مع التقنية

الطالب «شاهد وضحية» على «أزمة» المعلم مع التقنية

عن مدى اتساع الفجوة التقنية بين الطلبة والمعلمين، يوضح أحد  الطلبة بمدرسة نموذجية، أنّ هناك معلمين وتحديداً من الشباب باتوا أكثر معرفة من الطلبة، بكل ما هو جديد في عالم التقنيات والرقائق الإلكترونية التي تغرق الأسواق يومياً بمستجداتها، لذلك ينسجم الطلبة معهم أكثر من المعلمين الذين ابتعدوا عن ذلك العالم المليء بالمعرفة.
ولأن ذلك العالم فرض نفسه بقوة على العملية التعليمية، وأصبح له دور فاعل في تعزيز التحصيل الدراسي، أمسى المعلم الذي لا يمتلك مهارات تقنية في معزل حقيقي عن الطلبة الذين باتوا لا يجدون عنده ما يثري معارفهم ويمكنهم من مواكبة المستجدات، كما يرى الطالب.
إجابة سؤال:
ويضيف إنّ كثيراً من هؤلاء المعلمين يعجزون عن الإجابة عن أسئلة الطلبة المتعلقة بطرق البحث عن المعلومات بواسطة الحاسب الآلي أو أسماء المواقع العلمية التي يمكن أن يستفيد منها الطلبة عند إجرائهم الأبحاث مثلاً، فمنهم من يعلن عدم معرفته، ومنهم من يطلب إرجاء الإجابة إلى الحصة المقبلة، وفي تلك المعطيات تظهر بوضوح الفجوة التقنية بين المعلم والطالب.
وفي السياق نفسه، يقول طالب أخر بمدرسة أخرى ، إنّ من المفارقات أن يصادفك معلم متمكن من المادة العلمية لدرجة أن الطلبة يعتبرونه فقيهاً في مادته، غير أنك تفاجئ به حينما تجده لا يعلم أي شيء عن مبادئ التكنولوجيا الحديثة، بل يمكنه بالكاد استخدام هاتفه المحمول، وفي حال تعطله لسبب بسيط تجده يلجأ إلى الطلبة لإنقاذه.
ولذلك يفضل هؤلاء المعلمون الطرق التقليدية في الشرح داخل الفصل الدراسي، لافتاً إلى أنّ استخدام التقنيات الحديثة في التدريس بات ضرورة ملحة وليست رفاهية أو كماليات كما يعتبرها البعض. ويشير إلى أنّ هناك معلمين يحرصون على الجمع بين الأساليب الحديثة في الشرح ومواكبة التطور التقني المتسارع. لذلك تجدهم أكثر تأثيراً في الطلبة.

مفترق طرق
ويؤكد أحد الطلاب بمدرسة تعليمية أخرى ، أنّ المشكلة المطروحة باتت واقعاً يفرض نفسه على كثير من المعلمين في العديد من المدارس، مبدياً استغرابه من هجرة بعض المعلمين لوسائل التكنولوجيا الحديثة، في الوقت الذي لم يعد لدى أي شخص القدرة على الاستغناء عنها، فما بالك حينما يؤكد لك معلم وأكثر أنهم لا يمتلكون بريداً إلكترونياً، والسبب الحقيقي في ذلك هو إعلان هؤلاء المعلمين العصيان على مواكبة التطور.
لذلك تجدهم بين مفترق طرق، فلا هم قادرون على البقاء بين أحضان التقليدية، ولا هم مستعدون لمسايرة التطور، وما بين هذا وذاك ضريبة يدفعها الطلبة، خاصة أننا تعودنا على أن المعلم كالنهر لا ينضب مهما طال به الزمن.

ارسال التعليق

Top