فتوح المجادي
◄يمكن تعريف عملية الغش بأنّها سلوك يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي أو معنوي أو ارضاء لحاجة نفسية بالإضافة لمساهمته في استمرار ضعف التحصيل المدرسي. وهو سلوك غير خلقي ينم عن شخصية غير أمينة أو غير سوية وغير مؤهلة للقيام بالمسؤوليات الأسرية والاجتماعية المتوقعة من صاحبها في الحياة العادية الرائدة. والغش نوع من الكذب والسرقة والتلوّن وهذه الصفات معاً هي مؤشر للجبن والعجز والتواكل والتي تُعبّر بالتالي عن شخصية غير قادرة عموماً على الموازنة والحكم بين الخير والشر.
ماهية الغش وسلوكه الملاحظ لدى التلاميذ:
يتمثل الغش في الاختبارات واداء الواجبات المدرسية بحصول التلميذ على الإجابة المطلوبة لسؤال أو واجب بطرق غير مشروعة أو عادية ويلاحظ أنّ القيام بالغش يكون بواحد من المظاهر السلوكية التالية:
- نقل التلميذ الواجب اليومي من كراسة قرين له بشكل تلقائي بدون ادراك مواطن الصحة والضعف فيه أو محاولة تعلم ما يجده من مفاهيم ومبادئ وحلول.
- نسخ التلميذ لإجابة السؤال الاختباري عن ورقة قرين له في الأمام أو الجنب.
- سؤال التلميذ لقرين له عن إجابة السؤال وأخذها شفوياً منه.
- إعداد التلميذ لإجابات بعض الأسئلة المتوقعة على ورقة صغيرة أو راحة يده أو ساقه أو وجه مقعده أو على الحائط الذي بجانبه أو في كراسة يضعها تحت ورقة الإجابة ثمّ قيامه بنقل الإجابة المطلوبة من المصدر الذي أعدّه.
- فتح التلميذ للكتاب المقرر أو المذكرة أو نسخ الإجابة حرفيا منهما.
- نقل التلميذ في الحالات المتطرفة للإجابة المطلوبة من مصدر خارج الغرفة الدراسية اما بواسطة قرين له أو بخروج التلميذ نفسه بحجة الحاجة للشرب أو الذهاب إلى الحمام.
- إنجاز التلميذ للواجب بشكل غير كامل كما يحدث في أعمال النسخ في اللغات حيث يعمد التلميذ إلى كتابة أول الموضوع وفقرة من وسطه ثمّ نهايته تخلصاً منه لكثرته غالباً.
أسباب الغش:
- الرغبة في الحصول على تقديرات عالية.
- عدم الاستعداد للامتحان.
- وجود الفرص السانحة للغش.
- الرغبة في ارضاء الآباء والمدرسين أو الاثنين معاً.
- الخوف من التأخر في الترتيب بين الزملاء.
- الرغبة في الشعور بالزهو بين الزملاء.
- مفاجأة الاختبار وعدم الاعلان السابق عنه.
- غموض الامتحان.
- صعوبة الامتحان.
- عدم وجود تعليمات واضحة للامتحان.
- عدم الثقة بكفاءة النفس.
- عدم وجود اشراف دقيق على الامتحان.
- ضغط الزملاء من الطلبة للقيام بالغش.
- عدم كفاية الوقت للإجابة عن الامتحان.
- خلو مواد المقرر من عناصر التشويق.
وهناك بعض الخصائص الشخصية للطلبة الذين يقدمون على الغش منها أنهم:
- أكثر تعرضاً لمرضى العصاب.
- أكثر حباً للانطواء.
- محبون للتسلط.
- سلبيوا التكيف مع الآخرين.
وهناك بعض المقترحات للحد من الغش من أبرزها:
- وضع امتحانات تناسب جميع الطلبة.
- أن يعطى الطلبة امتحاناً واحداً فقط في اليوم.
- اقامة علاقات جيدة بين المدرسين والطلبة.
- أن تكون مدة الامتحان كافية للإجابة.
- تبسيط المناهج.
- تطبيق نظام المقررات.
- أن تكون الامتحانات داخل الفصول.
- أن تكون أسئلة الامتحانات موضوعية.
وهناك بعض الملاحظات والتوصيات للقضاء على ظاهرة الغش في الامتحانات:
الجانب الأوّل: أنّ الامتحانات بحد ذاتها تشكل ركناً أساسياً في عملية تقويم الطلبة ودفعهم إلى المزيد من الدرس والاستعداد.
أمّا الجانب الثاني: فإنّه على الرغم من المكانة التي تحتلها الامتحانات في مسيرة العملية التربوية فهي تواجه مشكلات تتمثل في أسلوب الامتحانات وفي متابعة الطلبة سواء في المدرسة أو المنزل في امكانية الاستغناء عن الامتحانات وطرح البدائل لها يضاف إلى ذلك الظواهر التي تواكب عملية الامتحانات كظاهرة الغش أو ظاهرة الدروس الخصوصية إلى غير ذلك من العوامل التي قد يكون لها آثار كبيرة تنعكس سواء في إيجابيتها أو سلبياتها على المفهوم الأساسي الذي من أجله أُنشئت الامتحانات. الأمر الذي تنعكس مؤشراته على نفسية الطلبة بشكل أو بآخر.►
ارسال التعليق