• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المعاني العظيمة لعيد الأضحى المبارك

عمار كاظم

المعاني العظيمة لعيد الأضحى المبارك

شُرعت الأعياد في الإسلام لحكم سامية ولمقاصد عالية، فالعيد فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية، ولتجديد قيمة التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة، يصادف عيد الأضحى المبارك في يوم العاشر من ذي الحجة، حيث يحتفل العالم الإسلامي بهذه المناسبة في كلّ أنحاء الارض. ويأتي هذا العيد بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الذي يكون فيه الحجاج متوقفين على جبل عرفة لأداء أهم مناسك الحج، ويعتبر هذا اليوم أيضاً ذكرى قصة سيدنا إبراهيم (ع) عندما أراد التضحية بإبنه إسماعيل لتلبية أمر الله تعالى، وفي هذا اليوم يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله بالتضحية. يطلق على عيد الأضحى عدة أسماء وهي يوم النحر، والعيد الكبير، وعيد الحجاج، وعيد القربان، ومهما اختلف اسمه من بلد إلى آخر فإنه يتسم بالصلوات وذكر الله، والعطاء، والفرح، والعطف على الفقراء، وزيارة الأرحام والأقارب. وربط العيد بأداء الواجب -وهو معنى سامٍ- يختلف عن المناسبات الدنيوية، فالإسلام سما بمعنى العيد، وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض؛ ولذلك فإن العيد يُعدُّ من شعائر العبادة في الإسلام.

إنّ العيد هو يوم للطاعة والعبادة والتقرّب إلى الله تعالى، وهو اليوم الذي يسأل العبد فيه ربه قبول أعماله وعباداته؛ وما مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي جعلها الله مستحبّة في هذا اليوم، إلّا انعكاس لفرحه الحقيقي بقربه من الله، وتوفيقه لأداء الفرائض وشموله بالعناية والرحمة الإلهيّة. يأتي العيد كلّ عام ليرسخ روابط الأخوة والمحبة بين الجيران والأقارب فيتبادلون التهنئة والزيارة فيما بينهم. وفي يوم العيد تتحقق معاني الطاعة والامتثال لأمر الله، كما تحظى النفوس بوسائل الاستمتاع بما أباحه الله، فيتحقق للمسلم بذلك نعيم القلب ونعيم البدن. وللعيد أهمية كبيرة في حياة البشر وهذا ما دفع الأمم السابقة إلى اتخاذ أعياد شتى لها.

وإن من المعاني العظيمة للعيد والتي ينبغي ألا تغيب عن ذهن المسلم أن يعلم في ديننا فسحة ومجال رحب للترفيه عن النفس فيما أحل الله. ففي يوم العيد، ينبغي إصلاح حالات الخصام والشقاق، والنزاعات، والخلافات، والمخاصمات، والعمل على تصفية القلوب، وتعميم التسامح، وتنقية النفوس، وتوحيد الصفّ، والكلمة، وشدّ أواصر المسلمين، وتوطيد اللُّحمة الاجتماعية، لاسيّما العائلية. ولا ننسى في هذا اليوم، الرأفة بالفقراء والمحتاجين وقضاء حوائج المؤمنين، ومؤانسة الأهل، والاهتمام بالزوجة والأولاد، وزيارة الأخوة والأقارب، وعيادة المرضى، وزيارة قبور الموتى المؤمنين، لاسيّما الشهداء.

فلقد شرع الإسلام الأعياد والمناسبات ومنها عيد الأضحى على أمة الإسلام ليفرح الناس وتسعد المجتمعات وجعله نقطة انطلاق لإصلاح العلاقات بينهم بالتسامح والتصافح والعفو ولين الجانب والتزاور وصلة الأرحام وهو فرصة للتبسم وطلاقة الوجه رغم أن هذه الدنيا لا تنتهي مشاكلها ولا تتوقف ابتلاءاتها ومع ذلك يأمرنا الإسلام أن نفرح وندخل السرور على من حولنا.

فالحياة لا تحتاج منا إلى اليأس والحزن ولكنها تحتاج إلى العمل والصبر والبذل والتفاؤل وراحة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر. هذا هو يوم عيدكم، عيد الأضحى المبارك جعله الله للمسلمين كافة في جميع بقاع الأرض يوم فرح وعبادة وشكر وتسامح وأخوة وتصافح وصلة رحم وبذل للمعروف وإطعام وتوسعة على الأهل والجيران والفقراء والمساكين والمحتاجين، واختص الله به المسلمين دون غيرهم من أمم الأرض وإنّ من نعم الله على المسلمين أن أعيادهم تأتي بعد عبادات عظيمة، فعيد الفطر يأتي بعد صوم رمضان وقيامه وعيد الأضحى يأتي مع فريضة الحج والوقوف بعرفة، وفي ذلك إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يكافئ عباده بالإحسان إحساناً وبالشكر تفضلاً وعرفاناً.

ارسال التعليق

Top