زياد المشوخي
عندما يحل ضيف عزيز لزيارة أحدنا يستعد لإستقباله أتم الإستعداد، ويسعى جاهداً لتوفير ما يحبه الضيف، وعندما يبدأ العام الدراسي نستعد له أتم الإستعداد كذلك، وهكذا الحال في مواسم الإجازات، فماذا عن شهر رمضان؟
عادة ما يُستقبل شهر رمضان بالتزود بالأطعمة المتنوعة المتعددة الأصناف، حتى أصبحت سمة من سمات هذا الشهر، وهذا أمر لا ضير فيه طالما بقي في حدود المقبول والمعقول، ولم يصل إلى حد الإسراف.
إلا أننا يجب أن يتجاوز إستعدادنا وإستقبالنا لهذا الشهر شراء قائمة الأطعمة إلى أمور أخرى من أجلها فُرض الصوم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة/ 183).
فإنّ الصيام من أكبر أسباب التقوى، ولكن النفس إن لم تتهيأ وتستعد له فإنّه قد يمضي عليها هذا الشهر كما مضى غيره، ومهما كان حماسها في أوّله فإنّه قد يفتر ويضعف، وقد تفوت الأيام المعدودات دون أن يشعر.
وإن من خير ما يُستقبل به شهر رمضان التوبة لله عزّوجلّ، وأن يحاسب الإنسان نفسه، ولنعلم أن فضل الله واسع، وقد قال (ص): "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهنّ، إذا اجتنبت الكبائر".
ولنعلم أنّ هذا الشهر موسم للربح؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم، فهلموا إلى التنافس في هذا الموسم، فقد لا يتكرر.
ولنتذكر إخوة لنا كانوا معنا في رمضان مضى ولم يدركوه هذا العام، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم في خوف وجوع وعطش وحصار، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم محرومون من رؤية ذويهم وأهليهم، ولنشكر الله عزّوجلّ على نعمه التي لا تعد ولا تحصى".
ارسال التعليق