أكتب إليك لعلي أجد لديك حلاً لمشكلتي، فأنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاماً، بدأت قصتي منذ كنت في العاشرة من عمري عندما علمت أن أمي تتحدث إلى رجل آخر غير أبي ولم تنكر ذلك بل جعلتني أمينة على سرها هذا، وخوفاً على نفسي وأخوتي من الضياع، إذا ما علم والدي، فقد التزمت الصمت لتعود أُمّي إلى صوابها مرّة أخرى وتمتنع عن الحديث إلى ذلك الرجل بعد أن علمت بنواياه السيِّئة نحوها وخلال تلك الفترة كنت قد بدأت الدخول إلى عالم الانترنت من بوابة كتابة التقارير والدراسات المطلوبة منا في المدرسة، غير أنه وبعد فترة من الوقت بدأت في استخدام أبواب ذلك العالم العجيب ومن بينها بالطبع غرف الدردشة، وعالم الشات، لأتعرف إلى أحد الشباب والذي كان يكبرني بنحو 5 سنوات حيث أعجبت برجاحة عقله وتفكيره وبمرور الوقت حصل هذا الشاب على الايميل الخاص بي، وعلمني كيفية استخدام المسنجر في محادثاتنا الطويلة ليصارحني بحبه لي، وكنت في الخامسة عشرة من العمر، حينذاك لم أرد أن أرده خوفاً عليه من الصدمة، لكن مع مرور الوقت أصبحت أشعر بالشفقة عليه لا الحب، وحاولت أن أنهي هذه العلاقة غير أن أمي التي كانت على معرفة بكل خطواتي رفضت إنهاء تلك العلاقة، المهم أنّ الأمر تطور وتعرفت على آخر عبر الإنترنت، أشعر بتأنيب الضمير تجاه والدي وأريد أن أتحرر من هذا العبء، أشيروا عليّ ولا تتأخروا في الرد، خاصة وأنّ الدراسة دخلت في مرحلة الجد ولم يعد أمامي شيء أقدمه لوالدتي سوى التفوق. لعل ما لفت نظري في رسالتك ليس بدايتها ولكن نهايتها.. فطالما أن ضميرك مازال حياً يا ابنتي فكل شيء يمكن علاجه والشفاء منه، ولاشك أن أُمّك تتحمل إلى حد بعيد وزر الحالة التي وصلت إليها خاصة وأنها من المفروض أن تكون قدوة لك، ولعل الحالة التي تمرين بها هي انعكاس لعقدة اليكترا والتي تشعر الابنة خلالها بالكراهية لأمها والانجذاب الشديد لأبيها، وما رفضك لحب هذا الشاب إلا انعكاس لتلك الحالة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد بدأت مبكراً للغاية يا ابنتي العزيزة الدخول إلى عالم الرجال وأخشى عليك وأنت في هذه السن الصغيرة من تداعيات مثل هذه التصرفات. يبقى علينا أن نبحث عن حلول وأولها ضرورة مداومتك على الصلاة ومحاولة ارتياد دروس العلم في المساجد حتى ولو مرّة أسبوعياً، لأن عليك أن تصنعي لنفسك جداراً واقياً من الأخلاق والفضيلة لتتمكني من التخلص من تلك العناصر السلبية، ثانياً عليك أن تغلقي صفحات الحب والهوى، فما زلت في مرحلة المراهقة ومشاعرك متقلبة وسوف تتغير مع تقدمك في العمر، إضافة إلى ذلك عليك الاهتمام بدراستك ومستقبلك والاهتمام بأخوتك. ابنتي العزيزة مستقبلك وسمعتك وسمعة أبيك بين يديك فلا تخوني الأمانة وعودي إلى ربك واستغفري لأفعالك لعل الله يمن عليك بنعمة الأمان والاستقرار، واطلبي من أمك أن تتوقف عن الضغط عليك فيما يتعلق بأمر هذا الشاب وافهميها أنّ الأهم عندك الآن هو مستقبلك ودراستك، وأرجو أن تكون أخبارك التالية أفضل من سابقها إن شاء الله.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق