د. محمد رضا/ ترجمة: زهراء يكانة
◄"إنّني أخشى النجاح لأنّه يؤدي إلى سكوني وشل حركتي". (برنارد شو)
"إنّ النجاح لا يحالف أحداً في الدنيا سوى من لم يقعد عن العمل في انتظار الآخرين ولا يبتغي الحصول على شيء إلّا بمسعاه". (شيلر)
إنّنا جميعاً نسعى من أجل النجاح في نيل المكانة اللائقة بنا إلّا أنّ الشباب أشدّ رغبة من الآخرين في هذا المضمار. مع أنّ النجاح مفهوم عام يتجسد لدى كلّ إنسان بشكل خاص إلّا أنّ هذه الرغبة لا تلبى لدى الشباب في أي مرحلة من مراحل نيله النجاح إلّا وتنتابه الرغبة في السعي للحظي بمثل هذه النتيجة في المرحلة التالية أيضاً فتشدهم أرواحهم نحو بذل محاولات كبرى وتبعث في نفوسهم حيوية ونشاطاً جديداً يحثهم على مواصلة المسيرة.
وللنجاح مظهران، المظهر الأوّل: المتمثل بالتطور والرقي والآخر يدخل في إطار التوفيق في التكيف مع مشاكل الحياة عندما تتكالب الصعاب على الإنسان الذي يجسد مفهوم النجاح تجسيداً عينياً إن أفلاح في التكيّف مع الأوضاع السيئة. إنّ الارتياح النفسي الذي يشعر به الشاب في كلّ مرحلة من مراحل النجاح يدفعه لاجتياز المرحلة التالية كما إنّ نيل النجاح في جانب من جوانب الحياة يؤثر في الجوانب الأخرى ويرسخ روح الثقة بالنفس لديه.
مسؤوليتنا إزاء الشباب:
1- من الأفضل تنظيم نمط العلاقات مع الشباب على نحو يشعرهم بأنّهم قد أحرزوا النجاح في مجال واحد على أقل تقدير، وتقييم نجاحهم وفق الصيغ الاجتماعية الإيجابية بشكل يشعرهم بمكانتهم في المجتمع.
2- تفهيم الشباب بأسلوب ودي حميم عند إحرازهم نجاح ما، أنّ عليهم وضع هدف آخر نصب أعينهم تحرزاً من ابتلاء قدراتهم – التي يمكن استثمارها في سياق تحقيق نجاح آخر – بالسكون والاسترخاء.
3- يجب أن يدرك الشباب دورهم الذاتي في إحراز النجاح مثلما يستشعرون "دور الأسرة"، الأتراب وعوامل أخرى في هذا المجال وأن يعلموا أنّ دور الإرادة – وهي العامل البنّاء في هيكلية الشخصية – من أبرز الأدوار المؤثرة في أمر النجاح.
4- تلقين الشاب ضرورة وضع عوامل الفشل المحتملة نصب عينيه إلى جانب عوامل النجاح بغية الحفاظ على اعتداله الروحي والفكري والتأهب لتحمل الفشل عندما توصد الأبواب في وجهه.
5- إنّ النجاح في الأمور المستصغرة والقليلة الأهمية في ظاهرها يعد مقدمة لنيل النجاح في كبريات الأعمال، كما يؤدي تحمل المسؤوليات الصغيرة إلى الاستعداد لتحمل مسؤوليات كبرى. ولهذا من الضروري أن يتجنب الشباب الاهتمام بصغر المسؤوليات أو عظمها بل الإمعان في سلوك الشخصية التي تتحمل أعباء هذه المسؤولية أو تبادر للقيام بذلك العمل ونمط إيفائه لها هو ما يهم الآخرين عند تقييمهم لهذه النشاطات.
6- يعد "بعد النظر" من الشروط المهمة لإحراز النجاح وهو شرط يفترض تواجده لدى الشاب المتأهب لتحمل المسؤوليات المستقبلية.
7- يجب امتناع الشباب – عند شعورهم بالحرمان أو خيبة الأمل إثر تجارب الفشل – عن النظر إلى هذه الحالات على أنّها بمثابة فقدان كلّ شيء، فقد تكون الحوافز التي تثار في كيان الإنسان إثر معاناته منها أكثر تأثيراً من الشعور الذي ينتابه بعد نجاحه.
8- على أيّة حال، لابدّ أن لا ننسى أنّ الخير والحسنى بجميع أشكالها هي من عند الله ومن المسلّم به أنّ الشاب عندما يدرك أنّ ما يحرزه من نجاح هو رحمة من لدن الباري تعالى فإنّه سيحفظ نفسه من خطر الوقوع في أسر الغرور والأنانية ويعمل على سمو معنوياته وارتباطه مع الله.►
المصدر: كتاب الشباب والقوّة الرابعة للحياة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
رامي سرمد كريم
اني فقير أخلاقياً ومؤدب هل سوف أنجح في الحياة؟