على ضفاف وردة رسم اليراع ضحكته بالذكريات، وما حال هذه الوردة حين نُهديها لمستحقٍ يرويها بالدعاء والشفاء؟
الشاهد في الأمر قال الراوي: ما دعاني لكتابة هذه السطور هي فحوى زيارتنا لمريض بالمشفى، وهو في حالة الاستعداد لإجراء عملية جراحية، وقس عليها من مشاهد (تراجيدية وكوميدية)، وما ترتبط بالدراما الواقعية، والمُعاشة بكل لحظة فيما بيننا..
نعم، كما هو الحال خطوات آتية، وأفواه بالية.. فالبعض يأتي من باب إدخال السرور واكتساب الأجر والمثوبة وترك المعنوية العالية، والآخر يأتي من باب (مثل ما جيتني جيتك يا الحبيب )!
من هُنا يأتي دور المُخرج برصد الألوان الدهنية على تلك الأفعال والأقوال:
ـــ فلان بن فلان مات وما له أثر.
ـــ فلتان بن علان تشرب فيه المرض وللتو خاطب له عروس، واليوم بيودع الدنيا.
ـــ الأخ: خليل الدهر في غرفة الملاحظة المشددة ( ICU )، وممنوع من الزيارة.
ـــ الحبيب: فاقد أمل في ليلة زفافة (اشقلوه بالإسعاف، واسردوه سراد بالمحجر والدختر)!
ـــ البعض من خلف الستار يسلك (يو، علامه، خطاه الشر، وخطاك اللاش)!
ـــ البعض مُنفعل بالكلام، وشغله الشاغل (يبرم في هالمسباح تقول صنقل)، وعبارة لسان الحال: (أخلص ولا املص متى بتموت، تراك أشغلتنا سرّد ورّد مثل مزراق الحايك عليك)؟!
ـــ البعض (فال أم الدعوة دلة شاي رايحه، وترمس قهوة جايه بالتمر).. على بند: (غمس بالحلى وما جاك في وجهي)، والغريب في الأمر أن البعض كل شيء (يهفه ويلته ويزخه) عدا الشاي تُقام الحرب إذا وضعت بالكوب ملعقة سُكر!
ـــ البعض كلما أراد مغادرة الغرفة خاطبه صديق المرافق: (توّك جاي ما تثاثيت، استرح أشوي عاد، وشلون نُباك)؟!
ـــ والبعض يحسب على أطراف أصابعه كم (صنية مندي حطوا بالعزاء أمس، وأيش بيحطون بالختمة بعد بكرة)؟!
.. كل هذا والمريض المسكين يُكابد الألم والتوتر من كل حدب وصوب، وكلام الزوار راوية يتلوها مسرحية بفصول مُطولة!
همسة نُخبوية:
إذا كنت لا تمتلك طاقة إيجابية لا تذهب إلى المشفى، فكل من هناك يبحثون عن كلمة دافعة، ووجبة رافعة.. كما قال أحد الأحبة: " ثلاثة أرباع العلاج ابتسامة صادقة "، وآخر يقول: " أكتب على كل وردة تُهديها لمريضٍ تزوره عقبال ما تجي بعرسي بالورد ".. لتكون الخاتمة لي ولك: اطلب الأجر واترك الأثر.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق