• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أبواب الجنان مفتوحة في شهر رمضان

عمار كاظم

أبواب الجنان مفتوحة في شهر رمضان

ونحن في شهر رمضان والغفران، يحاول الواعون أن يتفكروا في كيفية التعامل مع معاني هذا الشهر، بحيث يستفيدون منه بأحسن حال، ويخرجون منه بثمار روحيّة وأخلاقيّة تعينهم على مواجهة الصّعوبات. يستقبل المؤمن الصوم بصدر منشرح ورحب، وهمّة عالية، وانفتاح بالمشاعر على عظمة الله والتفكّر فيها، ومعايشة هذه العظمة في حياته العمليّة، فلا يصغر أمام الشّهوات والمناصب والمواقع والأشخاص، بل يستمدّ كرامته وعزّته من الله. يقول تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185). من وجهة نظر الشرع ليس هناك تقديس لفترة من الزمان على غيرها من حيث المبدأ، فالزمان كلّه واحد عند الله، إلّا أنّ الله يخصّ فترة عن غيرها ويفضّلها في الثواب ليمتحن إيمان عباده ويقرّبهم إليه بالطاعة والعبادة، وشهر رمضان هو أهمّ هذه الفترات التي خصّها الله وأجزل فيها الجزاء والثواب. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو يعلم العبد ما في رمضان يودّ أن يكون رمضان السنة». وفي الحديث إشارة إلى ضرورة التعرّف على فضيلة هذا الشهر واليقين بها والشعور بهذه النعم اللّامتناهية التي يغدقها الله على عباده في هذا الشهر المبارك.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) - لمّا حضر شهر رمضان -: «سبحان الله! ماذا تستقبلون؟! وماذا يستقبلكم؟!» قالها ثلاث مرّات. أي ماذا تستقبلون من مضاعفة للأجر والثواب والحسنات، وأمّا ماذا يستقبلكم من آثار هذه البركات على التقوى وتهذيب النفس وصفاء السريرة وسوى ذلك. ومن هذه البركات: غفران الذنوب: ولعلّها من أهمّ ما أنعم الله تعالى علينا في هذا الشهر، فكلّ إنسان خطّاء، وشهر رمضان أهمّ محطة فتحها الله لعباده تكفيراً عن ذنوبهم. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الشقيّ حقّ الشقيّ مَن خرج من هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه».

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان أنّ هذه الفرصة لا يمكن أن تُعوّض خلال السنة قوله: «مَن لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلّا أن يشهد عرفة». فتح أبواب السماء: وذلك للدعاء والعبادة والعمل الصالح. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ أبواب السماء تُفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان، ولا تُغلق إلى آخر ليلة منه». تصفيد الشياطين في شهر رمضان: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا استهلّ رمضان غلّقت أبواب النار، وفتّحت أبواب الجنان، وصفّدت الشياطين». «في حديث: يقول الله تعالى لجبرئيل: انزل على الأرض، فغلّ فيها مردة الشياطين حتى لا يفسدوا على عبادي صومهم». وهذه النعمة الإضافية من شأنها أن تخفّف على الإنسان الكثير من الأعباء في مسيرة تزكيته لنفسه ويرقى بشكلٍ أسرع إلى رضوانه ومغفرته. تقسيم الأرزاق وكتابة الآجال: عن الإمام الصادق (عليه السلام) - فيما يوصي ولده إذا دخل شهر رمضان -: «فاجهدوا أنفسكم، فإنّ فيه تقسم الأرزاق، وتُكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر». والملاحظ أنّ الحديث ربط بين ما يُكتب ويُقسم في هذا الشهر وبين جهد الإنسان نفسه ليقول أنّه كلّما جاهد المرء نفسه أكثر كلّما أغدق الله عليه أكثر فأكثر. سبيل إلى رضوان الله تعالى: عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): كان من دعائه إذا دخل شهر رمضان: «الحمد لله الذي حبانا بدينه واختصّنا بملّته، وسبلنا في سُبل إحسانه لنسلكها بمنّه إلى رضوانه، حمداً يتقبّله منّا، يرضى به عنّا، والحمد لله الذي جعل من تلك السُّبل شهره رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام».

ارسال التعليق

Top