◄إنّ السر وراء النجاح والتقدم في الإنسان رجل أم امرأة هو ذاته ووجوده وقناعاته وقراراته المصيرية فلن يحقق الاّ من يرى في نفسه القدرة على تحقيق ذلك الهدف فالرؤية السليمة للذات تشكل المحور الأساس والرئيس للانطلاق والحركة نحو أهدافه السامية مستشهدة بقول أمير المؤمنين (ع): "هلك امرؤ لم يعرف قدره".
في هذا الموضوع عشرة قواعد مهمة تكمن وراء النجاح والتفوق، فالبعض يرى السعادة في المال والثروة والبعض يراها في الجمال وآخرون يرونها في أخذ الدرجات والشهادات العلمية...
لكن كلّ هذه لا تعكس إلاّ جانب واحد من جوانب السعادة ولكنها ليست السعادة الحقيقية والأبدية والخالدة. إنّ الإيمان بالله والتقوى هو الطريق الأساس للوصول إلى النجاح والسعادة الدنيوية والأخروية وهو العامل الهام الذي يصوغ شخصية الإنسان ذلك لأنّ الإيمان يزرع في قلب الإنسان الطمأنينة والتوازن والهدوء والإعراض عنه تعالى يولد الشقاء وضنك العيش والاضطراب والقلق والأمراض النفسية فعندما يتعمق الإيمان في القلب سيحول الشخص إلى إنسان عظيم.
أما القاعدة الثانية فهي تعيين الهدف:
ما الذي يحدد قيمة المرء في الحياة؟ الذي يحدد قيمة الإنسان هو الهدف أكان عالياً أم دانياً جاء في الرواية (وإنما لكل امرئ ما نوى) والنية هي التي تكشف عن ذلك الهدف ومهما كان الهدف أسمى ترتفع قيمة الإنسان. بعد تعيين النية يخطو الإنسان نحو النجاح لأنّه من أهم سبل الوصول إلى النجاح والمستقبل الزاهر إذن حدثوا أنفسكم دائماً متسائلين ما هو هدفي في الحياة؟ هل أريد إن أصبح عالماً أو مؤلفاً أو دكتوراً أو مديراً؟ ثمّ اطرحوا هذه الأسئلة:
لماذا اخترت هذا الهدف؟
كيف أصل إلى هدفي؟
متى أصل إليه؟
اكتبوا هذه الأسئلة مع أجوبتها بخط جميل واجعلوها في مكان بارز حتى تنظروا إليها كل يوم ليدفعكم للوصول إلى أهدافكم ثمّ خاطبوا أنفسكم كل يوم كم خطوة سرت إلى الأمام؟ كم درجة ارتقيت في سلم النجاح وكم تكاملت واقتربت من الهدف؟ وحاولوا إن يكون يومكما أفضل من الأمس.
القاعدة الثالثة: العمل في سبيل التقدم:
من أهم الأشياء التي توصل الإنسان إلى أهدافه السامية هو العمل الجاد؛ بنظرة دقيقة إلى صفحات الكون والنظام الذي يحكمه ينكشف حقيقة أساسية وهي إن كلّ موجود يحس في قرار ذاته سواء كان غريزاً وفطرة إن وجوده وكماله يرتبط بمقدار عمله وسعيه؛ خُلف الإنسان في هذه الحياة ليعمل وليتحمل المسؤولية ويصنع الحضارات ولا فرق في العامل بين إنّ يكون رجلاً أو امرأة. إنّ العلماء والعظماء واعيان النساء ما وصلوا إلى المراتب الرفيعة إلا بالعمل والجد ويخطئ من يتصوران العظمة يمكن الوصول إليها بغير ذلك؛ كلّ حقائق الحياة تشير إلى أنّ الإنسان لا يمكن أن يصل إلى أهدافه السامية الّا بالعمل والسعي الدائم.
أما القاعدة الرابعة، فهي استثمار الفرص وكيف يمكن لأي شخص أن يستثمر وقته وساات حياته على الأمور الآتية:
1- العبادة ومناجاة الرب.
2- تصدي المرأة في داخل البيت لتوفير ضروريات الحياة السعيدة ومستلزماتها.
3- صلة الرحم وزيارة المؤمنين.
4- التثقيف الذاتي.
5- محاسبة النفس وتزكيتها.
6- التفكير في نعم الله ومخلوقاته... إلخ.
القاعدة الخامسة، هي العلم طريق التفوق: التزود بالعلم والمعرفة فلا يمكن أن يكون الإنسان متفوقاً إلا إذا كان متسلحاً بالعلم، والعقل لا ينمو حتى يستنير بنور العلم والمعرفة بشتى حقولها لذلك أكّد الإسلام على أهمية العلم وفضله وحث على طلبه واكتسابه مستشهداً بآيات القرآن الكريم منها (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزّمر/ 9)، داعياً إلى التدبر والتعمق فيها ويبقى الشيء المهم ألا وهو مصادر العلم الأصلية التي هي القرآن الكريم.
أمّا القاعدة السادسة في النجاح، هي الصبر والثبات:
هي إحدى المفردات التي يتوقف عليها مستقبل كل أمة وحاضرها أيضاً وكذلك تتوقف عليها الآفاق المستقبلية لكل شخص كذلك تتوقف عليها سعادة الإنسان أو شقائه ونسمعها كثيراً لكن بدون تأمل، يمكن تقسيم الصبر إلى صبران صبر سلبي وإيجابي أما الإيجابي فهو مقرون بالعمل وهو مصداق استعمال الإرادة الإنسانية فذو الإرادة القوية يمكن له إن يصبر ويتحمل مرارة الصبر وحلاوته. أما الصبر السلبي يعني الخمول وعقد الآمال وتركها وكم من الأفراد أقبلت إليهم الأعمال والمواقف وجاءتهم الفرص الثمينة فلم يصبروا عليها فضاعت عليهم الثمرات؛ كلّ عمل في الحياة صغير أو كبير يحتاج إلى الصبر.
القاعدة السابعة، هنالك آراء كثيراً منها:
البعض يرى إنّ القضاء والقدر هو الذي يحدد موقع الإنسان في الحياة وهو المحدد دون غيره ولا مفر من ذلك ولكن إذا قلنا بذلك فذلك يعني الجبر. إذن دائرة القدر ضيقة وخارجة عن إرادة الإنسان في جميع المجالات فهناك مجموعة أقدار تصنع مستقبل الإنسان ويقول البعض البيئة والمجتمع.
القاعدة الثامنة، العزيمة والإرادة:
ونسأل هنا ما هي الأسباب التي تحدد موقع ومستقبل الإنسان؟ لنجيب انّها إرادة الإنسان فلكي يصل الإنسان إلى النجاح لابدّ من الايحاء الذاتي والتمرين والممارسة واتخاذ القدوة ذات الصفات المتميزة، والتأمل في حياة العظماء والاستشارة والتوكّل على الله.
القاعدة التاسعة، التي انطوى عليها سر النجاح هي ماذا تكون النتيجة:
إذا أردنا أن نكون من العظماء ونرتقي سلم النجاح والتقدم علينا أن نبدأ بالتخطيط وتعيين الهدف ونواصله بالعمل والجدية ولا نتوقف حتى نهاية الطريق، ولا نؤجل عمل اليوم إلى الغد ونتحذر آفات الوقت ونبتعد عن التوافه؛ ونستفيد من تجارب الآخرين ونتعاون جميعاً في طريق الحق ولا نفقد الأمل مهما طال ونستقيم في مهمتنا؛ ونتعلم من الجبل الثبات ومن الجمل الصبر والقناعة ومن الديك النهوض مبكراً ومن الزهر البشاشة ومن الأسد الشجاعة ومن النمل العمل الدؤوب؛ ومن المرأة الشفقة؛ فعند ذلك تكون النتيجة الوصول إلى العظمة والقمة والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
القاعدة العاشة، هي سر نجاح الأُمّة:
ثمّ إن ما ذكرنا في سر نجاح الفرد يجري بتمامه في نجاح الأُمّة أيضاً لأنّ الأُمّة تتكون من فرد وفرد وفرد مضافاً إلى إنّ الأمة الإسلامية كانت ناجحة ومتقدمة عندما كانت تعمل بقوانين السماء التي رسمها القرآن الكريم وبينها رسول الله (ص) ولكن عندما تركت هذه القوانين وعملت بقوانين الغرب والشرق أخذت بالتراجع والتقهقر.
المصدر: مجلة بشرى/ العدد 91 لسنة 2010م
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق