• ٨ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٣٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإعداد الروحي والتهيئة النفسية لدخول الشهر العظيم

عمار كاظم

الإعداد الروحي والتهيئة النفسية لدخول الشهر العظيم

لقد منّ الله عزّوجلّ على هذه الأُمّة الإسلامية بمنن عظيمة، ونِعَم كبيرة، ومواسم خير كريمة، ومن أجلّ تلك المواسم، وأعظم تلك الوظائف، موسم رمضان، ووظيفة الصيام والقيام فيه.

لذلك، فإنّ من أهم ما ينبغي أن يستقبل به المسلم شهر رمضان الكريم، ويعينه على الصيام والقيام، وما يجنبه المبطلات الحقيقية التي تذهب بالأجر والثواب، الآتي:

أوّلاً- التوبة من جميع الذنوب والآثام: فالتوبة هي وظيفة العمر، ومُحتاج إليها في كلّ وقت وحين، وحكمها الوجوب، وينبغي أن يتوب العبد من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها وبقي على البعض الآخر قُبلت توبته إذا توافرت شروطها.

ثانياً- إخراج الزكاة على مَن وجبت عليه وحال حَوْله أو اقترب: وذلك لمضاعفة الأجر والثواب، وأفضل الزمان هو شهر رمضان.

ثالثاً- دراسة ومراجعة الأحكام المتعلقة بالصيام، والقيام، وصدقة الفطر. فمن وجب عليه الصيام وجب عليه وجوباً عينيناً أن يعلم ما لا يصح الصيام إلّا به، وأن يعلم مفسدات الصيام، وكيفية صلاة القيام، وأحكام صدقة الفطر، متى تخرج؟ وعمّن تخرج؟ ومن أي شيء تخرج؟

رابعاً- ردّ المظالم إلى أهلها أو استعفاؤهم منها: فنقوم بردّ الحقوق إلى أهلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ومن مات منهم ردت إلى ورثته، أو استعفاؤهم عنها، وإن تعذر كلّ ذلك فالاجتهاد في الدُّعاء والاستغفار لأصحابها.

خامساً- الخروج من الخصومات والمشاحنات: كذلك من أوجب الواجبات التي يجب علينا التخلّص منها قبل حلول شهر الصيام التخلّص من الخصومات والمشاحنات والخروج منها، وصلة هؤلاء وطلب العفو والسماح منهم، حيث لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام، والمتخاصمان أكثر من ثلاثة أيّام لا يرفع لهما عمل حتى يتصالحا، سيّما لو كان المخاصَمُ من ذوي الأرحام والقرابات.

سادساً- محاولة التفرغ من الأعمال الإضافية غير عمله الأصلي التي تضيع وقته أو يشقّ معها الصيام، أو يصعب معها القيام، أو تشغله عن الذكر وتلاوة القرآن، قبل حلول شهر رمضان، حتى يتفرغ لصيامه وقيامه.

سابعاً- أن يعزم على أن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً: أي أن يعزم على أن يصوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً، وعلى أن يقوم لياليه كذلك إيماناً واحتساباً، حتى ينال الفضل والثواب الذي وَعَد به الصادق المصدوق، وهو غفران ما تقدّم من الذنوب.

ثامناً- أن يصوم صيام مودع لرمضان: أي على المرء أن يصلي صلاة مودع، وأن يصوم، ويحجّ، صوم وحجّ مودع، لعلّه لا يدرك شهر رمضان القادم، فالعبادة عندما يؤدِّيها العبد بهذه النيّة وبهذا الخوف يحافظ عليها ويحتاط فيها أكثر، ويخشى من فسادها وضياعها.

تاسعاً- استقبال شهر رمضان بالبهجة والسرور: حيث ينبغي للمسلمين أن يستقبلوا شهر رمضان بالبهجة، والسرور، والفرح، والحبور، كما يستقبلون الغائب العزيز، والضيف الكريم. كذلك، ولا ينبغي أن ينظروا إليه كضيف ثقيل، وزائر غير مرغوب فيه، وأن يستشعروا عظمته، ويستصحبوا فضائله، ويتذكروا جوائزه، فإنّ ذلك يخفف الصعاب، ويقلل المشاق.

ارسال التعليق

Top