• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الاتجاهات القرآنية لصنع البيئة الأخلاقية

حسن موسى الصفار

الاتجاهات القرآنية لصنع البيئة الأخلاقية

يمكننا أن نستشف التوجه القرآني في المجال الأخلاقي من خلال المحاور التالية:

 

المحور الأوّل: التأكيد على دور العائلة في تنمية الأخلاق:

من المشاكل الكبيرة التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا أنّ العائلة ما عادت تولي الاهتمام الكافي بمسؤولية التربية.. ما عادت العائلة تقوم بمهمة تنمية القيم والأخلاق وغرسها في نفوس الأبناء!

أصبح الوالدان منشغلين باهتمامات كثيرة ومتشعبة، وواضح جدّاً كيف أنّ تربية الأطفال والاهتمام بهم أصبح قسم كبير منه على كاهل الخادمات، وقد تحدث الباحثون في دراسات متعددة عن الآثار النفسية والاجتماعية لتخلي العائلة عن دور الحضانة والتربية.

العائلة هي المحور الأساس في صنع البيئة الأخلاقية، وحينما نرى هذه المظاهر من التسيب الأخلاقي في سلوك الأبناء والشباب فعلينا أن نعلم بأنّ ذلك ناتج عن خلل في اهتمام العائلة بهؤلاء الأبناء واحتضانهم.

لم تعد نسبة الاهتمام التربوي تتناسب وحجم التحديات الراهنة، فلابدّ من مضاعفه مستوى الاهتمام بالأبناء من قبل العوائل.

مطلوب من العائلة أن تضع برنامجاً لتنشئة أبنائها على الأخلاق والقيم، وذلك بأن يكون الوالدان قدوة صالحة، وأن يشركوا الأبناء معهم في أعمال الخير، وإظهار الأخلاق الفاضلة الكريمة، وإقناع الأبناء عبر الوسائل المؤثرة في نفوسهم بالقيم والفضائل والمسالك الأخلاقية.

القرآن الكريم يشير إلى مسؤولية العائلة في التنشئة الأخلاقية، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم/ 6).

أنت مسؤول أن تحمي نفسك من الانحراف وأن تقي أهلك، وهذا خطاب موجه لكلّ أفراد العائلة، ليس للرجل فقط، وإنما للرجل والمرأة، ولكلّ عضو مؤهل لاستقبال هذا الخطاب من القرآن الكريم، فهو مطالب بهذا الأمر.

وفي آية أخرى يقول تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه/ 132).

التنشئة الأخلاقية تحتاج إلى صبر.. تحتاج إلى نفس طويل، كما تحتاج إلى خطة، فلا يكفي مجرد الحديث العابر.

القرآن الكريم يحدثنا عن مثال، وعن نموذج للأب الذي يتحاور مع ابنه، ويتخاطب معه لإقناعه بمنهج الأخلاق والالتزام بالقيم، حينما يتحدث القرآن الكريم عن وصايا لقمان لابنه، فإنّه يشير إلى منهج سلكه وطريقة اتبعها، حتى يقنعه ويزرع في نفسه الإيمان بالله وتوحيده، وليس مجرد كلمات قالها ذات مرّة واكتفى بها، فالآيات الشريفة خلاصة لفكرة ومنهج كان يمارسه لقمان مع ابنه، وهي قصه من أجل الاقتداء والتأسي، فهي آيات تدعو كلّ أب أن يتحدث مع أبنائه بالأسلوب المؤثر المناسب لهم، وفي ذلك وردت آيات مفصلة:

1-    يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان/ 13).

إنّ الحديث مع الأبناء ينبغي أن يكون حديثاً وجدانياً من القلب إلى القلب، يفيض بالشفقة والحنان، وليس بلغة الأوامر الصارمة، لذلك يشير القرآن الكريم إلى استخدام لقمان أسلوب الموعظة في حديثه مع ابنه، بما يعنيه هذا الأسلوب من إثارة الضمير والوجدان والعوطف النبيلة.

2-    (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان/ 16).

إنّ مساعدة الابن على تشكيل رؤيته للحياة والوجود على أساس الإيمان بالله تعالى وأنّه وحده المؤثر في الكون والحياة، لا شريك له، وأنّ المصدر والمرجع إليه، هذه الرؤية هي التي تكون مصدر الشعور بالمسؤولية، واعتماد السلوك القويم.

هكذا يتحدث لقمان لابنه عن تأثير كلّ عمل يقوم به، وأنّه محاسب على كلّ عمل مهما صغر:

3-    (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) (لقمان/ 17).

4-    (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان/ 18).

5-    (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان/ 19).

هذه الوصايا تمثل عناوين ومحاور للقضايا التي ينبغي للأب وللعائلة أن تهتم بتنشئة الأبناء عليها، بدءاً من منهج التواصل مع الله تعالى عبر الصلاة وسائر العبادات، مروراً بتحمل المسؤولية الاجتماعية تجاه القيم والأخلاق، حيث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوفر على نفسية الصمود وروح الثبات أمام تحديات الحياة، وانتهاءً بحسن المعاشرة مع النّاس والتزام السلوكيات الفاضلة.

إنّ وصايا لقمان يقدمها القرآن الكريم كعناوين للبرنامج التربوي الذي يجب أن تضعه العائلة لتنشئة أبنائها على أساس مبادئ الأخلاق والقيم.

ونحن بحاجة إلى وجود برامج ومشاريع ومؤسسات للتأهيل التربوي.

 

المحور الثاني: وجود فئات تتبنى الدعوة إلى قيم الأخلاق:

في كلّ المجالات هناك حاجة لمؤسسات اجتماعية، مؤسسات تدعو للاهتمام بالبيئة، وأخرى تهتم بالفقراء والمحتاجين، وثالثة للعناية بالمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والجوانب الصحية.

كذلك نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات تدعو إلى الفضيلة، وتبشِّر بالقيم الأخلاقية، في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد.

وهذا يتطلب وجود فئات تفكر وتخطط، وتنتج برامج تدعو للالتزام بالقيم الأخلاقية المختلفة، ولو أخذنا الالتزام بقواعد المرور مثالاً، نجد أنّ الحاجة ماسة على هذا الصعيد، فهناك حالة من الضعف على مستوى الالتزام بقواعد المرور، وفي كلّ سنة – وخاصة بمناسبة أسبوع المرور – تنشر إحصائيات مرعبة، حتى أنّ إحدى الإحصائيات تقول: إنّ عدد ضحايا حوادث المرور في منطقتنا يزيد على عدد القتلى في بعض الحروب الأهلية التي تجري في بعض البلدان!!

والسؤال: كيف يمكن مواجهة هذه الحالة؟

نحن بحاجة إلى مؤسسات تتبنى الدعوة إلى الالتزام بقيم السلامة المرورية، ومراعاة كلّ ما يرتبط بهذا الجانب.

وكذلك على صعيد البيئة والنظافة العامة، يمكن للإنسان أن يلحظ بسهولة مستوى الاهتمام المتدني بنظافة الأماكن العامة، كالحدائق والمتنزهات والشواطئ، فترى الكثير من العوائل تقضي وقتاً على الشاطئ وتتناول فيه الأطعمة، لكنها لا تعتني بالنظافة، فتترك بقايا الطعام والأوساخ على الأرض، مع وجود صناديق مخصصة للقمامة بالقرب منها!!

فنحن بحاجة إلى من يذكر بقيم الالتزام بالنظافة في الأماكن العامّة.

وما أحوجنا إلى مؤسسات وجماعات تتبنى نشر ثقافة العفاف، وتحصين أبناء المجتمع وبناته من طوفان الإعلام الهابط، الذي يحرض الأهواء والشهوات، ويدفع نحو الرذائل وانتهاك الأعراض.

إنّ بعض من يسقطون في فخ الشهوات من الشباب والشابات ينقصهم الوعي والنضج، ويتعرضون لحالات من الخداع والتغرير والابتزاز، بينما يمكن حمايتهم بشيء من التوعية والتثقيف وعرض التجارب المؤلمة التي وقع فيها أندادهم.

صحيح أنّ عامة النّاس يعرفون هذه القيم، لكنهم يحتاجون إلى التذكير، فمشكلة البشر لا تنحصر في عدم المعرفة، بل ما يعرض لهم من الغفلة والنسيان، لذلك يقول الله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات/ 55)، لابدّ من التذكير وإثارة الاهتمام.

من هنا يتحدث القرآن الكريم عن ضرورة وجود فئات تحمل هم التبشير بالقيم الأخلاقية.

يقول تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران/ 104)، والأُمّة هي الجماعة، والخير عنوان عام.

والمعروف هو كلّ ما ينفع النّاس ويفيدهم، والمنكر ما يضر النّاس وما يخالف الشرع.

ينبغي أن تتشكل لجان متخصصة في الدعوة للخير والمعروف، وأن تلقى الدعم الكافي من المجتمع.

وينقل لنا القرآن الكريم تجربة فئة من قوم نبي الله موسى (ع)، كانت تدعو إلى الخير والفضيلة، وموقف فئة أخرى سعت للتثبيط، والتقليل من شأن الموعظة يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الأعراف/ 164).

وذلك يعني أنّه حتى لو لم تجد الفئات العاملة الاستجابة بالمستوى المطلوب والمتوقع فإنّ ذلك لا ينبغي أن يثبط عزيمتها، بل على العاملين أن ينطلقوا بكلّ قوة، رغم كلّ الصعوبات التي يمكن أن يواجهوها، فذلك من طبيعة الحياة وطبيعة الصراع بين الخير والشرّ.

ويشير القرآن إلى فئة تتحمل المسؤولية أكثر من بقية الفئات والشرائح، وإن كانت المسؤولية عامة، وهم العلماء بالدين يقول تعالى: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة/ 63).

إنّ مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية عامة، على كلّ مكلف حسب استطاعته وإمكاناته، لكن العلماء يتحملون المسؤولية الكبرى على هذا الصعيد.

 

المحور الثالث: الرأي العام الاجتماعي:

ينبغي أن يكون هناك رأي عام باتجاه الخير والاستقامة، بحيث يشجع الجميع للسير في طريق الأخلاق والقيم، ويزجرهم ويبعدهم عن طريق الانحراف والفساد، وهذا ما نلحظه في بعض المجالات من العادات والتقاليد التي يتأثر الإنسان بالرأي العام الضاغط نحوها بصورة سلبية، فنجد البعض يبالغ في مراسيم الزواج، رغم عدم اقتناعه بها، وذلك استجابة للرأي العام الضاغط.

كذلك يجب أن نصنع رأياً عاماً ضاغطاً باتجاه القيم والأخلاق، وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم، أنّ البيئة الأخلاقية ينبغي أن تصنع من خلال وجود هذا الرأي العام الضاغط، يقول الله تعالى: (.. وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر/ 3).

ونحن نرى أنّ الذي يقود سيارته عكس السير فإنّ جميع السائرين ينبهونه إلى خطئه، وهذا ما ينبغي أن يكون في مختلف المجالات، فكلّ من يخالف القيم والأخلاق ينبغي أن يجد من ينبهه ويردعه، بالطريقة المناسبة المؤثرة.

يقول تعالى: (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة/ 79).

فالنهي عن المنكر وهو الاعتراض والردع عن العمل السيِّئ القبيح يجب أن يكون ممارسة عامة لأبناء المجتمع، بأن يتصدى كلّ واحد منهم لنهي الآخر عن ارتكاب الخطأ، فهو يُنهى كما قد يُنهى من قِبَل الآخرين.

يقول العلامة ابن عاشور: "وأطلق التناهي بصيغة المفاعلة على نهي بعضهم بعضاً، باعتبار مجموع الأُمّة، وأن ناهي فاعل المنكر منهم هو بصدد أن ينهاه المنهي عندما يرتكب هو منكراً فيحصل بذلك التناهي".

وإذا لم يتوفر في المجتمع رأي عام يستنكر ويدين الانحراف والفساد، فإنّ المجتمع يسير نحو البؤس الأخلاقي.

وكذلك نجد في الآيات التي تدعو إلى إصلاح ذات البين، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات/ 10).

يجب أن يكون هناك رأي عام ضاغط باتجاه إصلاح ذات البين، ومبادرات عملية لتحقيق الإصلاح ومعالجة أي سوء تفاهم بين أفراد المجتمع، أو فئاته أو تكتلاته.

 

المحور الرابع: إجراءات رادعة للفساد والانحراف:

فلا يصح أن يترك المجال لذوي النزعات الشريرة أن يعبثوا بأمن المجتمع واستقراره دون ردع ومواجهة، بل لابدّ من وجود قوانين وأنظمة للعقوبة والردع، ولهذا تناول القرآن الكريم عدداً من العقوبات التي شرعها الله تعالى لردع الفاسدين والمجرمين، كعقوبة العدوان على الممتلكات (السرقة) (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة/ 38).

وعقوبة انتهاك الأعراض (الزنا): (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور/ 2).

وعقوبة البهتان واتهام الناس في أعراضهم وأخلاقهم: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور/ 4).

فمع تأكيد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير والصلاح، إلا أنّه لابدّ من وجود العقوبات الرادعة، حتى تتكامل وسائل صنع البيئة الأخلاقية في المجتمع.

ونرى المجتمعات المتقدمة كيف حولت جوانب مهمة من السلوك الأخلاقي في التعامل الاجتماعي حولتها إلى قوانين وأنظمة صارمة نافذة، كالقوانين الرادعة للعنف الأسري، وتجريم التمييز العنصري والتحريض على الكراهية، والاعتداء على الحرِّيات وخصوصيات الأفراد.

 

خلاصة وتوصيات:

·      الالتزام بالقيم والأخلاق يمثل تحدّياً خطيراً أمام مجتمعنا في عصر العولمة والتحولات الاجتماعية.

·      الالتزام الأخلاقي ليس حالة كمالية ثانوية، بل هو ضرورة لأمن المجتمع وتماسكه وتقدمه.

·      لكي تأخذ الأخلاق مداها في المجتمع لابدّ من إرساء بيئة أخلاقية.

·      العائلة هي التي تضع حجر الأساس للالتزام الأخلاقي في نفوس الأبناء، فلابدّ من توجيه الاهتمام بالتربية العائلية.

·      وجود المؤسسات والجمعيات التي تتبنى نشر القيم والدعوة إلى مكارم والأخلاق ومواجهة الرذائل والمفاسد يشكل ركناً أساساً في صنع البيئة الأخلاقية.

·      يجب أن يتحول الالتزام الأخلاقي إلى رأي عام في المجتمع، في مقابل حالة اللامبالاة وانعدام الشعور بالمسؤولية.

·      وأخيراً لابدّ من قوانين وأنظمة صارمة تردع من يعبث بأمن المجتمع الأخلاقي.

 

المصدر: كتاب صنع البيئة الأخلاقية

ارسال التعليق

Top