• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

اللون.. شعر صامت

اللون.. شعر صامت

◄إنّ ما تنعم به من جمال الكون وجلال الطبيعة يرجع إلى ما فيها من ألوان بديعة تمتزج مع بعضها وتكّون مجموعات جذابة لا تعد ولا تحصى وما كنا لنشعر أو نحس بهذا الجمال كلّه لولا تلك العين التي وهبها الله تعالى لنا لنميّز بين الألوان والمركّبات اللونية ويقدر عدد الألوان التي تستطيع العين أن تميزها بما يتراوح بين 100.000 إلى 300.000 لون ونحن إذاً نخفض الهبة الإلهية ونصونها إنّما نستعين بها في الفن والإبداع وهما أثمن بواعث التراث الحضاري والإحساس باللون.

ليس اللون صفة من صفات الأجسام إنّما هو نتيجة إحساس العين بالموجات المختلفة فحينما ينعكس الضوء على جسم ما فإنّه يمتص بعض موجات هذا الضوء ويرد البعض الآخر وهذا الجزء المردود يؤثر في خلايا العين وتدركه فإذا نظرت مثلاً إلى زهرة حمراء تراها حمراء لأنّها تعكس إلى عينيك الأشعة الحمراء من الضوء وتمتص الألوان الأخرى ويتوقّف الإحساس باللون على أمور ثلاثة:

1- أصل اللون.

2- زهو اللون: أي مبلغ تأثيره على العين.

3- صفاء اللون: أي مبلغ تجدده عن الإختلاط بالأبيض.

وتعتبر الألوان الثلاثة: الأحمر والأصفر والأرجواني ألواناً حارة لأنّ النار والشمس والدم مصادر الحرارة والدفء. أمّا الأزرق والأخضر وما قاربها فهي ألوان باردة لأنّ السماء والماء مصادر البرودة. والألوان الحارة زاهية صارخة تعبّر عن الفرح والسرور والضياء والنور والغنى.

أمّا الألوان الباردة فهادئة كآبية وهي تعبّر عن الحزن والكآبة والظل والظلام والبؤس والشقاء. وإذا أردنا أن نطلي جدران غرف الطعام مثلاً وجب علينا أن نختار لها الألوان الزاهية كالأرجواني أما غرف النوم فيجب أن نختار لها الألوان الهادئة كالبنفسجي وأن نختار الغرف المطالعة الألوان الباهتة كالأزرق أو الأخضر أو الرمادي.►

 

المصدر: كتاب فلسفة الألوان

ارسال التعليق

Top