• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دليل الزيارة الناجحة إلى المتحف

دليل الزيارة الناجحة إلى المتحف

    لا يقتصر دَور المتحف على إحتضان مجموعة من الأعمال الفنية القيّمة، التي تُعلّق على جدرانه أو تترك "مشلوحة" في زواياه المضاءة بأسلوب فنّي فحسب، بل أيضاً على تأدية دور أساسي في تعريف الجمهور إلى متحف الحضارات البشرية، وخلق حوار ثقافي وحتى إنساني بين الشعوب لتقريب وجهات النظر بينهم.

    إنطلاقاً من هذا، عليك قبل أن تذهب إلى المتحف أن تلتزم بالقواعد التالية:

    - قم بمعاينة الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف الذي ترغب في زيارته. فغالبية المتاحف أنشأت مواقع لها على الشبكة الإلكترونية لتسهيل إيصال المعلومات إلى الناس، بحيث يكونون أكثر إستعدداً لما سيرونه في المتحف.

    - اعلم أن غالبية المتاحف، صغيرةً كانت أم كبيرة، تَضم مجموعتين من الأعمال الفنية: المجموعات الدائمة والمعارض الخاصة.

    فما المقصود بالمجموعات الدائمة؟

    هي تلك الأعمال الفنية التي أصبحت ملكاً للمتحف، إما عن طريق الشراء المباشر أو عن طريق أحد المتبرعين من الراعين الأثرياء للمتحف. في الإجمال، يحرص القيّمون على المتحف، أن تضم مجموعتهم الدائمة مدارس مختلفة من الفنون، إضافة إلى التنويع في الأعمال الفنية. مثلاً، يمكن لهذه المجموعة أن تضم أعمالاً فنية قديمة وأخرى معاصرة، أو أعمالاً متخصصة كالتصوير الفوتوغرافي أو الفن الأميركي أو أعمال خاصة بالفن النسائي. بالنسبة إلى المعارض الخاصة، فهي معارض تكون متاحة للجمهور لفترة زمنية مُحدَّدة. هذا النوع من المعارض يحتضن عادة أعمالاً لفنان مُعيَّن جُمعت من متاحف عديدة من كل أنحاء العالم، أو أعمالاً تعكس حركة أو مدرسة فنية معيّنة. وغالباً ما يستغرق التحضير لهذا النوع من المعارض سنوات من التخطيط والبحث وبذل جهد تعاوني بين المتاحف، من أجل التمكّن من إقامة مثل هذه المعارض.

    - تَصفّح المواقع الإلكترونية للحصول على مَزيد من التفاصيل حول المعارض الخاصة، وأخذ المعلومات الأساسية والمهمة لناحية أوقات المعرض وما إذا كان ثمّة رسوم يجب دفعها، لكي لا تفاجأ لدى وصولك إلى المعرض بأنّ الدخول، مثلاً، يحتاج إلى شراء تذكرة.

    - احرص على معرفة موقع المتحف، حتى لا تتوه على الطريق وتضيع وقتك في البحث عن العنوان. كذلك، حاول أن تحصل على رقم الهاتف الخاص بالمتحف، ليتسنّى لك الإتصال للإستفسار عن أي معلومة. من الأمور المهمة التي يجب أن تفعلها، التأكد من مواعيد عمل المتحف، إذ ثمّة متاحف لا تفتح أبوابها أمام الزوار في أيام معيّنة، وأنت لا تريد مثلاً أن تصل إلى المكان بعد جهد جهيد، لتفاجأ بأنّ المتحف مغلق، أو أنّ المعرض قد انتهى أو أنّ الأبواب لا تفتح إلا بعد 4 ساعات.

    * داخل المتحف:

    عليك أن تختار بين طرق عدة لتنظيم عملية تجولك داخل المتحف.

    1- الجولات الفردية:

    إنّها الجولة التي تقوم بها بمفردك داخل المتحف. يُفترض أنك كوّنت فكرة عن الأعمال الفنية المعروضة التي ستراها في المتحف، وذلك من خلال معاينتك الموقع الإلكتروني الخاص به. فإذا أبديت إهتماماً بشيء مُعيّن، احرص على أخذ خريطة المتحف أو أي كتيّبات متوافرة في مكتب الإستعلامات، لأنها ستشكل أداة أساسية لك لمساعدتك على العثور على العمل الفني الذي تريده. معرفة أين تقع التحفة الفنية التي تثير إهتمامك، توفر عليك الكثير من الوقت.

    2- الشخص الذي عمل كدليل فني:

    يمكنك الإستعانة بموظف متخصص ليساعدك على التجول داخل المتحف. هذا النوع من الموظفين يُعرف باسم الدليل المتحفي، وهو شخص تلقى تدريباً متخصصاً في تزويد الزوار بالمعلومات عن المتحف وعن مجموعته الدائمة أو معرضه الخاص. في الإجمال إنها جولات مجّانية ولن تكون مُرغماً على دفع أي رسوم للدليل.

    3- التجول بمساعدة تسجيلات صوتية:

    تُقدّم المتاحف خدمة التجول في القاعات بمساعدة تسجيلات صوتية، تحتوي على شرح وافر من المعروضات الدائمة والمعارض الخاصة، وهي عادة تكون غير مجانية، إذ يتم دفع رسم محدد مقابل الحصول على الجهاز الخاص بهذا النوع من التجول.

    4- البرامج والفعاليات:

    في أغلبية الأوقات يتم تنظيم سلسلة من المحاضرات أو حفلات موسيقية، بالتزامن مع معرض خاص لفنان معيّن تعرض أعماله. والمحاضرون هم في معظم الأوقات متخصصون في تاريخ الفنون أو أمناء متاحف، سبق لهم تنظيم معارض خاصة. يمكن لهذه الفعاليات أن تكون مصدراً مهماً للحصول على معلومات قيّمة عن فنان محدد أو مدرسة فنية ما.

    5- الإستراحة:

    تضم غالبية المتاحف مكانين أساسيين لأي زائر: المقهى ومتجر بيع التذكارات أو الكتب. في مرحلة ما من التجول داخل المتحف، يشعر الزائر برغبة عارمة في الجلوس وتناول بعض الطعام ومناقشة ما شاهده مع صديق. من المهم أن تعلم بأن مقاهي المتاحف وعلى الرغم من جمال ديكورها وشكله المريح، فإن أسعارها مرتفعة، لكن الطعام الذي يُقدَّم عادةً ما يكون جيِّداً. بالنسبة إلى المكاتب داخل المتاحف، فهي مناسبة جدّاً لإختيار كتاب عن المتحف أو بطاقات بريدية أو ملصقات عن أعمال فنية أحببتها. وفي حال كنت تزور المتحف لمشاهدة معرض خاص، وكنت مهتماً فعلياً بالأعمال المعروضة، لا تتردد في شراء الـ"كتالوغ" الخاص بهذا المعرض حتى ولو كان ثمنه باهظاً، فهو يستحق سعره لأنّه يضم صوراً ذات جودة عالية ومقالات كتبها أهم نقاد الفنون والمؤرخين الفنيين.

    * معلومات مهمة لمساعدتك في التجول داخل المتحف:

    سواء أكنت تتجول داخل المتحف بمفردك أم برفقة دليل، فإنّك سترى نوعين من البطاقات المدوّن عليها معلومات معلقة على الحائط بالقرب من عمل فني ما. البطاقة الأولى تكون بمثابة بطاقة هوية العمل الفني، وهي تحتوي على اسم الفنان وجنسيته وتاريخ ميلاده وعنوان العمل وتاريخ رسمه أو صنعه ومقاسات اللوحة واسم المجموعة التي ينتمي إليها العمل والرقم التسلسلي الخاص بالمتحف. والبطاقة الثانية تحتوي على تعليقات دوّنها أمناء المتحف، وهي توفّر للقارئ شرحاً واضحاً عن العمل الفني وتذكر أحداثاً مهمة في حياة الفنان. هذا النوع من البطاقات يعطي الزائر لمحة عن خلفية العمل الفني، ما يساعده على فهمه بشكل أفضل. لكن مؤخراً تم التشكيك في أهمية هذه البطاقات، ففي الوقت الذي يشدد مؤيدوها على أهميتها للجمهور، يعتبر بعض منتقديها أنها غير ضرورية وهي تلهي الزائر وتُبعده عن مشاهدة العمل الفني المعروض.

    * آداب التصرف في المتحف:

    1- لا تقترب كثيراً من العمل الفني المعروض، واحرص على الإبتعاد عنه مسافة قدم على الأقل، ليتسنّى لك تأمّله بشكل كامل أو لتتمكن من رسمه على ورقة. تذكر دوماً ألا تلمس أي لوحة أو منحوتة أو أي عمل فني آخر. انظر أمامك، وانتبه إلى الأشخاص الآخرين الموجودين في الصالة، وحاول، من باب اللياقة، ألاّ تقف أمامهم أثناء تأمّلهم للوحة ما.

    2- انتبه إلى محيطك ولا تصطدم بزوار آخرين أثناء تأملك إحدى القطع الفنية. وانظر جيِّداً أمامك لكي لا تُوقِع مثلاً عن طريق الخطأ تمثالاً معروضاً أو آنية ثمينة.

    3- تحدّث بهدوء وبصوت خافت لكي لا تُزعج الزوار الآخرين. في المقابل يمكنك طرح أسئلة على موظفي المتحف للإستفسار عن أي معلومات.

    4- أغلبية المتاحف تَضع قوانين حول إستخدام التصوير الفوتوغرافي، احرص على الإستفسار عن هذه القوانين قبل إستخدام كاميرا التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو.

    5- تَفادَ حمل أي حقائب كبيرة الحجم، مثل حقيبة الظهر أو حقيبة اليد، وذلك تفادياً لوقوع أي حادث مؤسف، إذ تميل هذه الحقائب الضخمة إلى أن تصطدم بعمل فني ما وتؤدي إلى تلفه.

    6- إستخدم فقط قلم رصاص لتدوين أي ملاحظات، لأنّ إستعمال أقلام الحبر الجاف أو السائل، يُمكن أن يؤدي عن طريق الخطأ إلى تلطيخ عمل فني ما ببقع الحبر التي يصعب إزالتها.

    7- لا تتناول أي طعام أو تشرب أي سوائل في منطقة العرض. حتى أكثر الأشخاص حرصاً على عدم سكب أي شيء على الأرض، يُمكن أن يُوقع فتات خبز أو يسكب المشروب عن طريق الخطأ، ما يسبّب ضرراً للعمل الفني أو التحفة الفنية أو ربّما يؤذي الزوار الآخرين. كما أنّ الطعام يعتبر جاذباً للحشرات، التي يمكن أن تحدث ضرراًَ كبيراً في الأعمال الفنية المهمة، من خلال تلف قماش اللوحات وأوراق الكتب النادرة.

    8- لا تركض أو تصرخ داخل المتحف. ثمّة متاحف تطلب من زوارها الجلوس والتأمل في الأعمال الفنية المعروضة بهدوء وصمت، على عكس متاحف أخرى تتميز بعرضها أعمالاً تعتمد على التفاعل مع الزوار.

    9- إذا كنت تزور المتحف برفقة أطفالك، احرص على عدم تركهم يتجولون بمفردهم ومن دون مراقبة في المتحف، لكي لا يضيعوا في القاعات الضخمة ولكي لا يتسببوا في تلف عمل فني ما.

    10- تذكّر أنّ قواعد المتحف والإرشادات وُضعت لسبب جوهري ولمصلحة الجميع. من خلال اتّباع الـ"إتيكيت" الخاص بزيارة المتاحف، فإنك تساعد على الحفاظ على الأعمال الفنية الثمينة، وتَضمَن بذلك بقاءها صالحة وفي حالة جيِّدة لأجيال أخرى.   

ارسال التعليق

Top