• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دليلك الشامل للتعرف إلى مرض السكري ومضاعفاته

أسرة

دليلك الشامل للتعرف إلى مرض السكري ومضاعفاته
  مقدّمة: يعد داء السكّري أحد الأمراض المزمنة الأسرع انتشاراً في العالم. وهو حالة مرضية خطيرة ترافق المريض طوال العمر، وإن لم تتمّ معالجتها بالشكل الصحيح فقد تُتلف تباعاً كلّ عضو في الجسم، وتؤدّي في بعض الحالات إلى الوفاة. وبالرغم من أنّ العلم لم يتوصّل حتّى اليوم إلى اكتشاف علاج شافٍ يساعد على التخلّص نهائياً من داء السكّري، إلاّ أنّه يسعك اتّقاء خطر الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته من خلال اتّباع التدابير الاحترازيّة اللازمة. وفي حال تمّ تشخيص المرض في مراحله الأولى، فستتمكّن من التحكّم به باتّباع نمط حياة صحّي. وتُظهر الدراسات العلميّة والإحصائيات المتكّررة أنّ عدد المصابين بداء السكّري في تزايد مستمّر حول العالم، فمقابل كلّ مريض يتمّ تشخيص إصابته بداء السكّري، ثمّة شخص آخر لا يدري أنّه مصاب بهذا المرض. لذا نقدّم لك هذا الدليل الصحّي الذي يعرّفك أكثر إلى داء السكّري ويزوّدك بنصائح فعّالة قد تحدّ من خطر إصابتك بالسكّري من النوع الثاني. ويجيب هذا الدليل عن العديد من الأسئلة الهامّة التي قد تراودك، كما يمدّك بالمعلومات الصحّية اللازمة التي تساعدك على التعامل مع هذا المرض وتداعياته الخطيرة.   - ما هو داء السكّري؟ ينجم داء السكّري عن ارتفاع غير طبيعي في معدّل الجلوكوز في الدم، علماً بأنّ الجلوكوز يُعدّ مصدراً أساسياً للطاقة في الجسم. ويمكنك الحصول عليه من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل الخبز ورقائق الذرة والمعكرونة والأرز والخضار الغنيّة بالنشويات والفواكه والحليب واللبن. ويقوم جسمك بتحليل الكربوهيدرات وتحويلها إلى الجلوكوز الذي يدخل في ما بعد إلى مجرى دمك. إلاّ أنّ خلاياك لا تتمكّن من امتصاص الجلوكوز وتحويله إلى طاقة ما لم يتوفّر في جسمك هرمون خاص يُعرف بالأنسولين وهو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، أي الغدّة الموجودة تحت المعدة تماماً. ويُصاب الإنسان بداء السكّري عندما يتوقّف البنكرياس عن إفراز الأنسولين، أو عندما يفرزه بكميّات قليلة وغير كافية، أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي تمّ إفرازه بفعالية في الجسم، ما يؤدّي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم وبالتالي إلى الإصابة بالسكّري. واعلم أنّ ارتفاع مستويات الجلوكوز في دمك لمدّة من الزمن قد يلحق ضرراً كبيراً بأوعيتك الدموية وأعصابك، ما يؤدّي إلى إصابتك بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة منها أمراض القلب والكلى، والسكتة الدماغية، ومشاكل البصر، والتقرّحات، وبتر الأطراف.   - أنواع السكّري: * السكّري من النوع الأول. * السكّري من النوع الثاني. * سكّري الحمل. * مرحلة ما قبل السكّري.   وهي الحالة التي تتخطى فيها مستويات الجلوكوز في الدم المعدّلات الطبيعية، من دون أن تصل إلى حدّ مرتفع بما يكفي لتشخيص الإصابة على أنها داء السكّري. وإن لم يخضع المريض في هذه المرحلة للوقاية والعلاج، فسيرتفع احتمال إصابته بداء السكّري من النوع الثاني.   - السكّري من النوع الأول: يُمثّل السكّري من النوع الأوّل حوالي 10 إلى 15% من مجمل حالات السكّري. ويتمّ تشخيصه عادة خلال مرحلة الطفولة أو في بداية سنّ البلوغ، علماً بأنّه قد يظهر في أيّ مرحلة عمرية. وإن كنت مصابة بداء السكّري من النوع الأول، فهذا يعني أنّ البنكرياس في جسمك يعجز عن إفراز الأنسولين بسبب تلف الخلايا المسؤولة عن إنتاجه. وفي هذه الحالة، يتوجّب عليك التعويض عن هذا الأنسولين، أي عليك كسائر مرضى السكّري من النوع الأوّل أن تتزوّد بجرعات يومية من الأنسولين كي تمارس حياتك بشكل طبيعي. - ما هو سبب الإصابة بالسكري من النوع الأوّل؟ لا يزال سبب الإصابة بالسكّري من النوع الأوّل مجهولاً، علماً بأنّ الخبراء يؤكّدون ارتباط الأمر بالجينات، إذ يُصاب المرء بالسكّري من النوع الأوّل عندما يتسبّب عاملٌ ما كالالتهاب الفيروسي في تحفيز جهاز المناعة على تدمير الخلايا التي تُنتج الأنسولين في البنكرياس. وبالرغم من أنّه يصعب التنبؤ بالإصابة بهذا النوع من السكّري أو القيام بأيّ خطوات احترازية للحؤول دون حدوثه، إلاّ أنّ اتّباع نمط حياة صحّي مهم جدّاً للسيطرة على المرض.   - كيف تتم السيطرة على السكّري من النوع الأوّل؟ لا يتوفّر علاج نهائي حالياً لداء السكري من النوع الأوّل، لكن يمكنك إن كنت مصاب بمرض السكري أن تسيطر عليه من خلال: * أخذ الأنسولين لمدى الحياة عن طريق الحقنة أو المضخّة. * اتّباع نظام غذائي صحّي. * المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية ومختلف النشاطات البدنية. * مراقبة مستويات الجلوكوز في دمك باستمرار. * مراجعة الطبيب بشكل دوري والالتزام بتوصياته الصحية.   - السكري من النوع الثاني: يعدّ هذا النوع من السكّري الأكثر انتشاراً حول العالم، وهو يشكّل حوالي 85 إلى 90% من مجمل حالات مرضى السكّري. وبالرغم من أنّه يُصيب عادة البالغين ممّن تجاوزوا سنّ الـ45، إلاّ أنّه يتمّ اليوم تشخيص المزيد من الإصابات بهذا النوع من السكّري لدى الشباب وحتّى لدى بعض الأطفال. إن كنت مصاب بداء السكّري من النوع الثاني، فهذا يعني أنّ البنكرياس لديك ينتج كميات قليلة من الأنسولين لا تكفي لتلبية حاجة جسمك، أو أنّ الأنسولين لا يعمل بفعالية. ويُعتبر السكّري من النوع الثاني أحد الأمراض التي تنجم عن نمط الحياة الذي يتّبعه الإنسان، وهو غالباً ما يرتبط بارتفاع ضغط الدم، ومستوى الدهون الضارّة أو الكولستيرول، فضلاً عن اكتساب الوزن الزائد وبشكل خاصّ لدى الأشخاص الذين تتكدّس الكيلوغرامات الزائدة لديهم في منطقة البطن أو الذين تتّخذ أو أجسامهم شكل "التفّاحة". وقد أظهرت الأبحاث أنّه في حاول واظبت على تناول الأطعمة الصحيّة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكنك أن تتّقي مرض السكّري من النوع الثاني أو حتّى أن تأخّر احتمال إصابتك به بنسبة قد تصل إلى 60%. ما هو سبب الإصابة بالسكري من النوع الثاني؟ ما من سبب واحد يؤدّي إلى الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، بل ثمّة عدد من العوامل التي قد تؤثر مجتمعة على احتمال إصابتك بهذا المرض. فإن كنت معرّض لخطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، يمكنك اتّقاؤه أو تأخير احتمال إصابتك به عبر اتّباع نمط حياة صحي يتضمّن: ·       الحفاظ على وزن صحّي. ·       ممارسة الرياضة بانتظام. ·       اختيار الأطعمة الصحيّة. ·       مراقبة مستوى ضغط الدم لديك والسيطرة عليه. ·       مراقبة الكولستيرول لديك. ·       عدم التدخين.   - كيف تتم السيطرة على السكّري من النوع الثاني؟ بالرغم من أنّه ما من علاج شاف متوفّر حالياً لمرض السكّري من النوع الثاني، إلاّ أنّ تناول الأطعمة الصحّية وممارسة النشاط الرياضي هما كلّ ما تحتاج إليه في البداية للسيطرة على السكّري، كما يتوجّب عليك فحص مستويات الجلوكوز في دمك بانتظام، فإن كنت تعاني من ارتفاع كبير في مستويات الجلوكوز بالرغم من اتّباعك نمط حياة صحّي، ستضطرّ إلى الاستعانة بأقراص الدواء أو جرعات الأنسولين والتقيّد بإرشادات الطبيب لتحدّ من خطر المضاعفات الناتجة عن السكّري.   - سكّري الحمل: تُصاب المرأة بسكّري الحمل خلال فترة الحمل، وهو عادة يزول بعد الولادة. حقيقة علمية: تُصاب 5 إلى 8% من مجمل النساء الحوامل بسكّري الحمل. ومن جملة أعراض سكّري الحمل الشائعة نذكر الشعور الدائم بالعطش، والرغبة الملحّة والمتكرّرة في التبوّل، والإرهاق. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأعراض لا تظهر في معظم الأحيان بوضوح. وفي حال لم يتّم تشخيص الإصابة بسكّري الحمل أو معالجته، فقد ينجم عن ذلك مشاكل خطيرة مثل الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو طفل ثقيل الوزن. ويتّم عادة فحص السكّري لدى معظم النساء الحوامل بين الأسبوعين 26 و28.   - ما هو سبب الإصابة بسكري الحمل؟ خلال الحمل، تقوم المشيمة بإفراز هرمونات تساعد على اكتمال تكوّن الطفل ونموّه، غير أنّ هذه الهرمونات تعطّل أحياناً عمل الأنسولين في جسم الأم، ما يتسبّب في إصابتها بسكّري الحمل، سيّما وأنّ المرأة الحامل تحتاج إلى كميّات مضاعفة من الأنسولين كي ينتقل الجلوكوز من دمها إلى خلاياها حيث يُستخدم لمنحها الطاقة. فإن كان جسم المرأة الحامل عاجزاً عن إنتاج هذه الكمية من الأنسولين، لابدّ أن تُصاب بالسكّري. أمّا النساء اللاتي يُعتبرن أكثر عرضة منم غيرهنّ للإصابة بسكّري الحمل فهنّ: ·   النساء اللاتي تخطّين سنّ الثلاثين ويعانين من الوزن الزائد، ومن وجود داء السكّري من النوع الثاني في تاريخ عائلاتهنّ الصحي. ·   النساء اللاتي عانين من سكّري الحمل خلال تجارب الحمل السابقة، وأولئك اللاتي يواجهن صعوبات في إكمال فترة الحمل الطبيعية. ·   النساء المنحدّرات من بعض المجموعات العرقية منها شعوب الهند وفييتنام والصين والشرق الأوسط وبولنيسيا وميلانيسيا.   - كيف تتم السيطرة على سكّري الحمل؟ إن أُصبت بسكّري الحمل، فمن الضروري أن تراجعي بانتظام طبيبك وغيره من الاختصاصيين في مجال الرعاية الصحية لتحافظي على مستويات الجلوكوز في دمك. ومن التقنيّات التي قد تساعدك على السيطرة على السكّري: ·       مراقبة مستويات الجلوكوز في دمك. ·       اتّباع نظام غذائي صحّي. ·       ممارسة النشاطات الرياضية. ·   الاستعانة بحقن الأنسولين عند الحاجة، سيّما وأنّ أقراص الأدوية التي تخفّض الجلوكوز لا تُستخدم عادة خلال الحمل. تجدر الإشارة إلى أنّه بعد ولادة الطفل، تقلّ على الفور حاجة الجسم المتزايدة إلى الأنسولين ويزول داء السكّري، إلاّ أنّ ذلك لا يقلّل من أهميّة إجرائك التحاليل بعد مرور 6 إلى 8 أسابيع على الولادة لتتأكّدي من صحّة الأمر. يُذكر أنّ المرأة التي تُصاب بسكّري الحمل يزداد احتمال إصابتها بالسكّري من النوع الثاني مع تقدّمها في العمر.   - مرحلة ما قبل السكّري: مرحلة ما قبل السكّري هي الحالة التي يبدأ فيها مستوى الجلوكوز في الدم بالاضطراب، فيرتفع ويتخطّى المعدّل الطبيعي بقليل، من دون أن يصل إلى الحدّ الكافي لتشخيص الحالة على أنّها إصابة فعلية بداء السكّري من النوع الثاني. ويمرّ الآلاف في الوطن العربي بمرحلة ما قبل السكّري التي تنقسم إلى نوعين: ·       اختلال معدّل الجلوكوز في الدم على الريق. ·       خلل تحمّل الجلوكوز. ويعمد الأطباء إلى تشخيص هاتين الحالتين استناداً إلى نتائج اختبار تحمّل الجلوكوز عن طريق الفم والذي يُطلب منك خلاله شرب محلول يحتوي على نسبة عالية منم الجلوكوز، وبعد مرور ساعتين من الزمن يتمّ أخذ عيّنة من دمك لتحليلها في المختبر. واحذري جيّداً إن لا تظهر في مرحلة ما قبل السكّري أيّ أعراض واضحة أو إشارات مسبقة، وإن لم تأخذيها على محمل الجدّ، وتحاولي تداركها، فستكونين عرضة للإصابة بالسكّري خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام.   - ما الذي يتسبّب بمرحلة ما قبل السكّري؟ غالباً ما تنتشر مرحلة ما قبل السكّري بين الأشخاص الذين يتضمّن تاريخ عائلاتهم الصحّي داء السكّري، أو الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد ولا يمارسون أيّ نشاط رياضي، لاسيما إن كانت الكيلوغرامات الزائدة تتجمّع لديهم في منطقة البطن. غير أنّ تشخيص معاناتك من مرحلة ما قبل السكّري لا يعني بالضرورة أنّك ستصابين حتماً بالسكّري من النوع الثاني، بل يعني أنّك أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات جلوكوز طبيعية في الدم، كما يزداد احتمال إصابتك بعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى كأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية.   - كيف تتّم السيطرة على مرحلة ما قبل السكّري؟ إنّ تشخيص مرحلة ما قبل السكّري يتيح لك فرصة الوقاية من أمراض القلب والشرايين. أمّا سبل الوقاية، فترتكز بشكل كبير على تحسين نمط حياتك، ذلك أنّ خسارتك للوزن الزائد من خلال اتّباعك نظاماً غذائياً صحيّاً وممارستك التمارين الرياضية تعزّز قدرة جسمك على استخدام الأنسولين ومعالجة الجلوكوز بشكل فعّال. وإن كنت تمرّين بمرحلة ما قبل السكّري، فلا داعي لاختبار مستويات الجلوكوز في دمك، لأنّ طبيبك سيطلب منك إعادة الخضوع لاختبار تحمّل الجلوكوز عن طريق الفم بعد مرور 12 شهراً على الفحص الأول، ما لم تشتكي من ظهور أعراض السكّري قبل ذلك.   - نمط الحياة الصحّي: إنّ اتّباع نمط حياة صحّي قد يساعدك على الوقاية من الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، وعلى الحدّ من مضاعفاته. - الغذاء الصحّي: يساهم النظام الغذائي الصحّي في المحافظة على وزنك، وتنظيم مستويات الضغط والكولستيرول في دمك، كما أنّه يساعدك على التحكّم بمستويات الجلوكوز في دمك. وتتضمّن مبادئ التغذية الصحية الخطوات التالية: ·       تناول مجموعة واسعة ومنوّعة من الأطعمة المغذّية. ·   تجنّب اكتساب الوزن الزائد من خلال الاكتفاء بتناول الطعام الذي يلبّي حاجة جسمك، وممارسة النشاطات الرياضية. وإن كنت مصاب بداء السكّري، فاعلم أنّك لست بحاجة إلى اتّباع أيّ حمية غذائية خاصّة بمرضى السكّري، إذ كلّ ما عليك فعله لضبط السكّري هو اتّباع النصائح التالية: ·       اختر وجبة معتدلة الحجم، وابتعد عن الوجبات الضخمة. ·       تناول وجباتك اليومية بانتظام خلال النهار. ·       اختر الوجبات قليلة الدهون، وتجنّب تناول الدهون المشبعة. ·   إحرص على أن تتضمن وجباتك الكربوهيدرات الغنيّة بالألياف والتي لا ترفع مستوى السكّر في الدم مثل الخبز الأسمر ورقائق الفطور المصنوعة من الحبوب الكاملة، والفاصولياء المجفّفة، والعدس، والخضار النشوية، والفواكه. ويمكنك دوماً الاستعانة بإرشادات أخصّائي التغذية أو الطبيب. -        المؤشّر السكّري: يتمّ هضم كلّ الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات لإنتاج الجلوكوز. ولكنّ هذه العملية تختلف من حيث السرعة، إذ قد يتمّ هضم بعض الأطعمة ببطء فيما يتمّ هضم بعضها الآخر بسرعة. ويُعتبر المؤشر السكّري إحدى الطرق الناجحة لمعرفة مدى تأثير الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات على مستويات الجلوكوز في الدم. تقوم الأطعمة ذات المؤشر السكّري المنخفض برفع مستويات الجلوكوز في دمك ببطء وخلال فترة زمنية طويلة نسبياً، خلافاً للأطعمة ذات المؤشر السكّري المرتفع التي ترفع مستوى السكّر في دمك بسرعة كبيرة. ويساعدك تناول الأطعمة ذات المؤشر السكّري المنخفض على: ·       الشعور بالشبع لمدّة أطول بعد تناولك الطعام. ·       تزويدك بشكل تدريجي بالطاقة بين الوجبات. ·   المحافظة على استقرار مستويات الجلوكوز في دمك، لأنّ هذه الأطعمة تطلق الجلوكوز في مجرى دمك بشكل أبطأ وخلال مدّة أطول. تجدر الإشارة إلى أنّه لا يتعيّن عليك اتّباع نظام غذائي يقتصر على تناول الأطعمة ذات المؤشر السكّري المنخفض، ذلك أنّ تناول صنف واحد منها خلال كلّ وجبة يعود عليك بالفائدة. بعض الأطعمة ذات المؤشر السكّري المنخفض: ·       الخبز الأسمر. ·       المعكرونة. ·       الشوفان. ·       التفّاح. ·       المشمش. ·       البرتقال. ·       اللبن. ·       الحليب. ·       الفاصولياء المجفّفة. ·       العدس. بعض الأطعمة ذات مؤشّر السكّري المرتفع: ·       الخبز الأبيض. ·       حبوب ورقائق الفطور المصنّعة. ·       الأرز ذو الحبّة الصغيرة. ·       البطاطا. ·       معظم أنواع البسكويت الهش. ·       البطيخ.   -        ممارسة النشاط الرياضي: تسهم ممارسة النشاط الرياضي بانتظام في التحكّم بالعديد من العوامل الخطيرة التي قد تؤدّي إلى إصابتك بداء السكّري، إذ تساعدك الرياضة على خسارة الوزن الزائد، كما أنّها تعزّز دورتك الدموية، وتحول دون تقلّص شرايينك. وتجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة النشاطات الرياضية بانتظام تعزّز فعالية الأنسولين في جسمك. ولا تقتصر فوائدها على السيطرة على مرض السكّري إن كنت مصاب به، بل قد تحميك أيضاً من الإصابة بالسكّري من النوع الثاني. الفترة الزمنية: لتحصل على الفوائد الصحيّة المنشودة، ننصحك بممارسة أيّ نشاط رياضي معتدل لمدّة 30 دقيقة على الأقلّ في معظم أيّام الأسبوع. أمّا إن كنت تريد خسارة بعض الوزن، فننصحك بتمديد فترة النشاط الرياضي إلى ساعة في اليوم. ولابدّ من الإشارة إلى أنّ النشاط الرياضي المعتدل يتضمّن أموراً كثيرة مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة الهوائية. وإن لم تكن قادرة\ على ممارسة النشاط الرياضي لمدّة 30 دقيقة متواصلة، يمكنك أن تقوم بنشاطات عدّة تتراوح مدّة كلّ منها من 10 إلى 15 دقيقة ليكون مجموعها 30 دقيقة أو أكثر. ولتلتزم بممارسة هذه التمارين، عليك: ·       اختيار نشاطات بسيطة وسهلة التنفيذ. ·       التنويع بين النشاطات لتتفادي الملل. ·       استخدام عدّاد الخُطى، وهو عبارة عن آلة تقيس المسافة التي تمشيها لتتمكّن من تحديد أهدافك والتحمّس لبلوغها. ·       ممارسة الرياضة مع الأصدقاء والعائلة ليشجّع أحدكم الآخر. ·   تدوين نشاطاتك اليومية، كأن تسجّل عدد النشاطات التي تمارسيها ومدّتها الزمنية، وأن تعبّر عن مشاعرك قبل ممارسة التمارين وبعدها.   -        لماذا يعتبر الوزن مهماً؟ تُعتبر المحافظة على وزن صحّي إحدى أهمّ الخطوات التي يمكنك اتّباعها لتسيطر على مرض السكّري، ذلك أنّ الوزن الزائد يُصعّب عليك ضبط مستويات الجلوكوز والضغط والكولستيرول في دمك، كما أنّه قد يزيد من احتمال إصابتك بالمضاعفات الصحّية الخطيرة. ولتعرف ما إذا كان وزنك صحّياً، يمكنك أن تقيس مؤشّر كتلة الدهون في جسمك عبر زيارة الموقع الإلكتروني التالي على شبكة الإنترنت www.bmi-calculator.net. واعلم أنّ الوزن الزائد يزيد من خطر إصابتك بالسكّري من النوع الثاني لأنّه يدفع خلايا جسمك إلى مقاومة عمل الأنسولين. وإن كنت تعاني من الوزن الزائد وبشكل خاصّ في منطقة البطن، قد تُحدث خسارة نسبة صغيرة من وزنك (5%) فرقاً شاسعاً وتقلّل من احتمال إصابتك بالسكّري من النوع الثاني، وتقيك من مضاعفاته، وتعمل على تأخير ظهورها. وإن كنت بحاجة إلى خسارة بعض الوزن، فاعلم أنّ أفضل طريقة لخسارة الوزن الزائد والمحافظة على وزن مثالي تكمن في التخفيف من استهلاك الأطعمة وزيادة التمارين الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أنّ خسارة الوزن بشكل تدريجي، أي بمعدّل كيلوغرام واحد في الشهر تُعطي نتائج مضمونة تدوم أكثر من تلك التي تنتج عن فقدان الوزن بشكل سريع. إليك بعض النصائح لمساعدتك على خسارة الوزن: ·       تناول كميّة أقلّ من الطعام. ·       اكتف بوجبات صغيرة. ·       تناول الطعام ببطء. ·       توقّف عن تناول الطعام عندما تشعر بالشبع. ·       خفّف من تناول الأطعمة بين الوجبات الرئيسية. ·       إشرب الكثير من الماء. ·       تناول القليل من الأطعمة الغنيّة بالدهون. ·       أكثري من تناول الخضار. ·       تناول الوجبات في أوقات منتظمة، ولا تحرم نفسك من أيّ وجبة. ·       إحرص على عدم تناول الطعام ما لم تشعر بالجوع. ·       ابتعد عن الأسباب التي تدفعك إلى تناول الطعام، مثل التوتّر أو الملل. ·       سجّل الأطعمة التي تناولتها خلال الأيام القليلة الماضية لتكتشف الأسباب التي تدفعك إلى تناول الطعام. ·   مارس التمارين الرياضية. إن كنت قلق بشأن وزنك، ننصحك باستشارة الطبيب، ذلك أنّ السيطرة على الوزن غالباً ما تتطلّب مساعدة عدد من الأخصّائيين. وإن كنت تعاني من السمنة، فقد يصف لك الطبيب بعض الأدوية أو يوصي بإجراء عملية جراحية.   -        التدخين: تشير الدراسات العلمية إلى أنّ المدخّنين هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بداء السكّري بنسبة 50% تقريباً. ويُعدّ التدخين سبّباً رئيسيّاً لظهور مضاعفات السكّري غير المرغوب فيها، ولازدياد خطر انسداد الشرايين الناجم عن السكّري والذي قد يتطلّب في بعض الحالات بتر الأطراف.   - مضاعفات السكّري: إنّ إهمال تشخيص أو علاج داء السكّري من النوع الثاني لفترة طويلة من الزمن، قد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة منها: ·       تضرّر الأوعية الدموية الكبيرة ما يؤدّي إلى مشاكل خطيرة في القلب والدورة الدموية. ·       تضرّر الأوعية الدموية الصغيرة ما يتسبّب بمشاكل في النظر، والقدمين، والكليتين. وقد تتضرّر أجزاء أخرى من الجسم نتيجة الإصابة بمرض السكّري، كالجلد، والأسنان، واللثة، والجهاز الهضمي، وجهاز المناعة. وبالرغم من خطورة هذه المشاكل الصحّية، إلاّ أنّه يسعك تفاديها. فعمرك لدى تشخيص إصابتك بالسكّري، وتركيبة جسمك الجينية، ووزنك، ونشاطك البدني، ومستوى الضغط والكولستيرول في دمك، وإقبالك على التدخين، عوامل عديدة تؤثر على تفاقم المضاعفات لديك.   -        أمراض القلب والشرايين: تُعتبر أمراض القلب والشرايين، والنوبات والذبحات القلبية، أحد أبرز أسباب الوفيات حول العالم، غير أنّ خطر هذه الأمراض يتزايد عند الإصابة بداء السكّري، إذ غالباً ما يشكو الأشخاص المصابون بالسكّري من ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولستيرول لديهم. وعندما تترافق هاتان المشكلتان الصحيّتان مع ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. إذ أظهرت الدراسات أنّ أكثر من 80% من مرضى السكّري يموتون بسبب النوبات أو الذبحات القلبية. كما تساهم بعض العوامل الأخرى كالتدخين، وقلّة النشاط الرياضي، ووجود أمراض قلبية وعائية في تاريخ العائلة الصحّي في مضاعفة الخطر. إلاّ أنّك في المقابل تستطيع التمتّع بصحّة جيّدة والوقاية من المضاعفات الخطيرة لمرض السكّري من خلال ضبط مستويات ضغط الدم والكولستيرول لديك عبر إجراء تعديلات صحّية مناسبة على نمط حياتك تتضمّن تناول المأكولات الصحية، وممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على وزن صحّي، والالتزام بتعليمان الطبيب، وتناول الأدوية الموصى بها.   - مشاكل النظر: قد تُعرّضك الإصابة بالسكّري إلى مواجهة بعض المشاكل البصرية الخطيرة التي قد تؤدّي في بعض المشاكل البصرية الخطيرة التي قد تؤدّي في بعض الحالات إلى العمى. وإن لاحظت أيّ تغيّرات في بصرك، اتّصل على الفور بطبيبك أو بطبيب العيون. مشاكل النظر الشائعة: ·   اعتلال الشبكية: وهو تضرّر الشرايين الدموية الصغيرة في الجهة الخلفية من العين بسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. وفي حال أُصيبت هذه الشرايين بالانسداد أو النزيف، فقد يفقد المريض بصره أو يُصاب بالعمى. وقد يساعد اكتشاف المشكلة بشكل مبكر وعلاجها بالليزر إلى الحدّ من خطورة الضرر وتفاقمه. غشاوة الرؤية وعدم وضوحها: عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم قد يتغيّر شكل عدسة العين بشكل مؤقّت، ما يؤدّي إلى تشوّش النظر، وإن شعرت بذلك، بادري إلى استشارة طبيبك. ·   الساد أو الماء الأبيض: هو عبارة عن إعتام عدسة العين، ويكثر انتشاره بين مرضى السكّري ومن الممكن معالجته بعمليّة جراحية. ·   الزرق أو المياه الزرقاء: ينجم عن ارتفاع ضغط العين، ويتسبّب في تلف أنسجة العصب البصري الذي يصل العين بالدماغ ما يؤدّي إلى العمى، لكن العلاج المبكر قد يحول دون فقدان البصر. واعلمي أنّه من الضروري أن تُجري فحصاً لعينيك كلّ عام أو عامين عند طبيب العيون أو عند طبيب مختصّ في البصر وخبير في مجال السكّري.   -        مشاكل القدمين: إنّ الإصابة بمرض السكّري قد تجعلك عرضة لمشاكل القدمين مثل التغيّرات الجلدية، وظهور مسامير الجلد، والتقرّحات، فضلاً عن اعتلال أعصاب القدم ما قد يؤدّي إلى بترها. ويقلّل انخفاض تدفقّ الدم إلى القدمين من قدرة الجراح على الالتئام ويزيد من خطر إصابتك بالالتهابات. كما أنّ تلف أعصاب قدميك قد يولّد لديك بعض الأحاسيس المزعجة مثل الحكّة أو الحرقة أو التحذير. وقد تصاب أحياناً بجروح في قدميك من دون أن تتنبّه إليها. واعلم أنّ الضرر قد يزداد في حال: ·       كنت تعاني من مرض السكّري منذ زمن طويل. ·       كانت مستويات الجلوكوز في دمك مرتفعة جداً ولفترة طويلة من الزمن. ·   كنت تدخّن أو لا تمارس الرياضة. ويمكنك الاستعانة بالطبيب المختصّ ليجري فحصاً غير مؤلم لقدميك كي يحدّد ما إذا كنت عرضة للإصابة بمشاكل خطيرة. ما الذي يتمّ فحصه؟ ·       مجرى الدم المؤدّي إلى القدمين (الدورة الدموية). ·       الإحساس وردّات الفعل (الأعصاب). ·       شكل القدم. ·       أظافر أصابع القدمين. ·       الجلد، للتأكّد من عدم إصابته بالجفاف، أو التصلّب الجلدي، أو مسامير القدم، أو التشقّقات. الأقدام المعرّضة لخطر بسيط: يشعر بها المريض بشكل طبيعي ويكون تدفّق الدم فيها جيّداً. الأقدام المعرّضة لخطر كبير: لا يحسّ بها المريض بشكل طبيعي ويكون تدفّق الدم فيها ضعيفاً. وإن سبق أن عانيت من ظهور التقرّحات في قدميك أو خضعت لعملية بتر القدم في الماضي، فأنت أكثر عرضة للخطر. يُذكر أنّ الأقدام المصابة بتصلّب جلدي أو أيّ نوع من التشوّهات غالباً ما تكون أكثر عرضة لضعف الإحساس وسوء تدفّق الدم. ستساعدك الخطوات التالية على الاعتناء بقدميك: ·       حافظ على جفاف المنطقة الفاصلة بين أصابع قدميك. ·       استخدم مرطّب البشرة بشكل يومي. ·   اشتري الأحذية الداعمة التي تناسب قدميك من حيث الطول والعرض والعمق، واحرص على أن يبعد أطول أصابع قدمك مسافة الإبهام عن مقدّمة الحذاء. ·       لا تضع رجليك مباشرة على الرمل الساخن، أو أمام المدفأة، أو على قنينة ماء ساخنة. ·       قصّ أظافر قدميك بشكلٍ مستقيم من دون أن تقرب الزوايا، وقلّم الأطراف الحادّة. ·       أطلب من طبيب القدمين المختص أن يجري فحصاً كاملاً لقدميك كلّ 6 إلى 12 شهراً.   -        مضاعفات الكلية: قد يتسبّب ارتفاع مستويات الضغط والجلوكوز في دمك بتضرّر كليتيك على المدى الطويل نتيجة الاعتلال العصبي إذ يُعتبر داء السكّري السبب الأكثر انتشاراً للقصور الكلوي. ويكون مرضى السكّري عادة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالتهاب المسالك البولية، ما يتسبّب بتضرّر الكليتين أو بتفاقم الضرر الموجود فيهما أصلاً. وتقوم الكلية بالوظائف الأساسية التالية: ·       تصفية الدم لإزالة الرواسب. ·       تنظيم توازن الملح والماء وغيرهما من المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الجسم. ·   إنتاج الهرمونات والمواد الكيميائية التي تساعد على ضبط ضغط الدم، والحفاظ على توازن الكالسيوم، وإنتاج خلايا الدم الحمراء. ·   الاعتلال العصبي المرتبط بالسكّري: عند الإصابة بالسكّري قد تتضرّر كليتيك وتعجزان عن تنقية دمك. وإن لم يتمّ تشخيص هذه المشكلة ومعالجتها على الفور، ستبدأ بالمعاناة من قصور الكيتين الذي ينتج عنه تراكم الرواسب والسوائل واضطراب التوازن الكيميائي في جسمك. وحيئنذ قد تضطرّين إلى الخضوع لعلاجات الغسيل الكلوي التي تقوم بوظيفة الكلى الطبيعية، أو حتّى إلى زرع كلية. ومن العلامات والأعراض التي تشير إلى اعتلال الكليتين: ·       التعب المتزايد. ·       احتباس السوائل في الجسم، الذي غالباً ما يتجلّى من خلال انتفاخ الرجلين والكاحلين. ·       صعوبة التنفّس وقت الراحة ·       فقدان الشهيّة. ·       الغثيان. ·       التقيّؤ. نادراً ما تظهر هذه الأعراض قبل أن يتفاقم الضرر، لذا يتمّ إجراء فحوصات البول لاكتشاف المشاكل في وقت مبكر. وللتخفيف من حدّة الضرر الذي قد يلحق بكليتيك، ننصحك بالحفاظ على مستويات الجلوكوز في دمك وفحص كليتيك كلّ سنة تقريباً.   - الأهداف المرجوّة من الوقاية: حافظ على مستويّات طبيعية لمعدّل الجلوكوز والضغط والدهون في دمك لتحدّي من خطر إصابتك بالمضاعفات المرتبطة بداء السكّري.   - الأهداف المرجوّة من الوقاية: حافظ على مستويّات طبيعية لمعدّل الجلوكوز والضغط والدهون في دمك لتحدّ من خطر إصابتك بالمضاعفات المرتبطة بداء السكّري. - الهدف الأوّل: مستويات جلوكوز الدم: يكمن الهدف الأساسي لعلاج السكّري في المحافظة قدر الإمكان على مستويات طبيعية للجلوكوز في الدم. لذا فإنّ مراقبتك الذاتية لمستويات الجلوكوز في دمك ستجعلك قادر على تفحّص هذه المستويات بنفسك كلّما دعت الحاجة أو كلّما أوصاك الطبيب بذلك. كما أنّ إجراء هذا الاختبار بشكل دوري من شأنه أن يطلعك على مدى استجابتك للدواء وتأثيراته، ويعزّز اختياراتك لاتّباع نمط حياة صحي. وسيطلعك الطبيب على عدد الفحوصات التي ستجريها بنفسك وعلى النتائج والمعدّلات الطبيعية المثالية التي تهدف للحفاظ عليها. ·       تتراوح مستويات الجلوكوز المثالية في الدم بشكل عام بين 4 و8 ميليمول في اللتر. - الهدف الثاني: اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (HBA1C):  معدّل مستويات الجلوكوز في دمك خلال آخر 10 إلى 12 أسبوعاً قبل الاختبار. ويوصي الطبيب بإجرائه كلّ 3 إلى 6 أشهر. يقدّم هذا الاختبار صورة إجمالية عن مدى سيطرة المريض على داء السكّري. وهو يشكّل بالإضافة إلى مراقبة جلوكوز الدم المنتظمة لرصد مستوياته العالية والمنخفضة، طريقة مثالية لتحديد مدى نجاح العلاج المتّبع وما إذا كان من الضروري إجراء بعض التعديلات. وتجدر الإشارة إلى أنّ نتيجة هذا الإختبار تُسجّل بالنسبة المئوية (%). ·       إنّ النتيجة المثالية لاختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي لدى معظم المصابين بالسكّري تتراوح بين 6.5 و7%. - الهدف الثالث: قياس ضغط الدم: يُجرى هذا الفحص لقياس ضغط الدم الذي يضخّه القلب إلى كافّة أجزاء الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ ضغط الدم المرتفع قد يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطات الدماغية، وأمراض الكلى والعيون. لذا، يجب أن تفحص مستويات ضغط دمك بانتظام، أو كلّما راجعت طبيبك على الأقلّ، لكي تعالج المشكلة فور ظهورها. ·       إنّ القياس المثالي لضغط الدم لدى مريض السكّري هو (80/130) أو أقلّ. - الهدف الرابع: فحص مستويات الكولستيرول: الكولستيرول هو أحد أنواع الدهون الموجودة في الدم، وهو يُقسم إلى نوعين، البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة والبروتينات الدهنية عالية الكثافة. وتُعرف البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة بـ"الكولستيرول الضار" لأنّها تضيّق الشرايين أو تسدّها، لذا من المهمّ أن تحافظ على مستويات منخفضة منها لتحمي قلبك من الأمراض. أمّا البروتينات الدهنية عالية الكثافة، فتُعرف بـ"الكولستيرول المفيد" لأنّها تساعد على إزالة الترسّبات الدهنية من الشرايين وتحول دون انسدادها، لذا، يُعدّ ارتفاع مستويات الكولستيرول المفيد صحّياً للقلب. ويوصى بإجراء فحص الكولستيرول كلّ 12 شهراً. ·       إنّ المستوى المثالي للكولستيرول الإجمالي هو 4 ميليمول/ ليتر كحدّ أقصى. ·       إنّ المستوى المثالي للبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة هو 2,5 ميليمول/ ليتر كحدّ أقصى. ·   إنّ المستوى المثالي للبروتينات الدهنية عالية الكثافة هو 1 ميليمول/ ليتر. تُعدّ الدهون الثلاثية أو ما يُعرف بالتريغليسريد نوعاً آخر من دهون الدم المضرّة. ·       إنّ المستوى المثالي للدهون الثلاثية هو 2 ميليمول/ ليتر كحدّ أقصى.   - إحذر الأعراض التالية! غالباً ما تتطوّر الأعراض بسرعة كبيرة وتبدو واضحة لدى الأشخاص المصابين بداء السكّري من النوع الأوّل. أمّا لدى مرضى السكّري من النوع الثاني، فقلّما تظهر الأعراض إن وُجدت، وغالباً ما يُساء تشخيصها واعتبارها من علامات التقدّم في السنّ الطبيعية، وهذا أحد الأسباب التي تحول دون التشخيص المبكر للإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني. لذا، من الضروري أن تستشير طبيبك إن كنت تظنّ أنك عرضة للإصابة بالمرض أو إن كنت تلحظ ظهور أيّ من الأعراض أو الإشارات التالية: ·       الشعور بالتعب والإرهاق. ·       الشعور بنقص في الطاقة. ·       التعرّض لتغيّرات غير مبرّرة في الوزن. ·       العطش المستمر. ·       الحاجة المتكررة إلى التبوّل. ·       الشعور بغشاوة في النظر. ·       المعاناة من التئام الجروح والتقرّحات ببطء. ·       ظهور الالتهابات الجلدية المصحوبة بالحكّة. ·       زيادة الشهية. ·       تقلّب المزاج. ·       الصداع. ·       الشعور بالدوار. ·       الإصابة بتشنّجات قويّة في الساقين.   - هل أنت عرضة للخطر؟ قد يصيب السكّري أيّ إنسان وفي أيّ عمر كان، ولكنّ البعض منّا معرّضون بشكل خاصّ للإصابة بداء السكّري من النوع الثاني. يُعدّ التنبّه إلى العوامل الخطرة المسبّبة للسكّري من النوع الثاني أحد أفضل الوسائل للوقاية من الإصابة بالمرض، ذلك أنّه يخوّلك التعامل بحزم مع السكّري إن أحسست بأنّك عرضة للإصابة به، لكن اعلم أنّ العوامل المسبّبة للسكّري تُقسم إلى نوعين، العوامل التي يمكنك التحكّم بها، والعوامل التي لا يسعك التحكّم بها أو حتى العمل على تغييرها. ومن أبرز العوامل الخطيرة التي لا يمكنك تغييرها، والتي غالباً ما يعاني منها الأشخاص المعرّضون للإصابة بالسكّري من النوع الثاني: ·       وجود داء السكّري في تاريخ العائلة الصحّي. ·       الشيخوخة، ذلك أنّ خطر الإصابة بالسكّري يزداد مع التقدّم في السن. ·   التحدّر من إثنيّات عرقية معرّضة بطبيعتها للإصابة بالسكّري من النوع الثاني مثل شعوب الصين، وشبه القارة الهندية، وبولنيسيا. ·   المرأة التي تنجب طفلاً يزن أكثر من 4.5 كغ، أو التي تُصاب بسكّري الحمل، أو التي تعاني من متلازمة تكيَس المبايض الناجم عن خلل في الهرمونات. أمّا العوامل الخطيرة التي يمكنك تغييرها، فهي كالتالي: ·       الوزن. ·       مستوى النشاط البدني. ·       ضغط الدم المرتفع. ·       الخيارات الغذائية. ·       الكولستيرول المرتفع. ·       التدخين. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه العوامل تراكمية، أي أنّه كلّما ازداد عددها مجتمعة، ازداد احتمال إصابتك بداء السكّري.   - كيف يتمّ تشخيص داء السكّري؟ بالرغم من أنّ فحص السكّري عن طريق شكّ الإصبع كفيل بإظهار أيّ ارتفاع غير طبيعي في مستوى السكّر في الدم، إلاّ أنّه لابدّ لك من إجراء بعض تحاليل الدم المخبرية ليتمّ تشخيص إصابتك بالسكّري، ومنها فحص مستويات الجلوكوز في دمك على الريق، بالإضافة إلى اختبار مدى تحملّك لجرعات الجلوكوز.   - هل من رابط بين السكّري والاكتئاب؟ أظهرت الأبحاث أنّ الإصابة بالسكّري تُضاعف مرّتين أو أكثر احتمال الإصابة بالاكتئاب، وقد ينتج ذلك عن القلق الدائم والضغط الناتج عن محاولة ضبط السكّري والوقاية من مضاعفاته الخطيرة. في المقابل، قد يُضاعف الاكتئاب بدوره من احتمال الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، إلاّ أنّه من الممكن لحسن الحظ معالجة الاكتئاب، لذا استشر طبيبك.   - هل من حمية غذائية خاصة بمرضى السكّري؟

كلا، ما من حمية غذائية خاصّة بمرضى السكّري، ولا يتعيّن عليك اتباع أيّ حمية قاسية أو الاكتفاء بتناول الأطعمة التي كُتب عليها أنّها خاصّة بمرضى السكّري، ذلك أنّ الإرشادات الغذائية الأساسية الموجّهة لمرضى السكّري هي نفسها التي يوصى الأشخاص المعافون باتّباعها. وإن كنت مصاب بمرض السكّري، فمن الضروري أن تتناول وجباتك بانتظام كلّ يوم، ذلك أنّ إهمال تناول وجبة ما قد يؤثّر على مستويات الجلوكوز في دمك ويجعلك تشعر بتعب وإرهاق. كما أنّ تناول الوجبات بانتظام يساعدك على الاستفادة من أيّ دواء أو حقن أنسولين توصف لك.   - تدابير وقائية: استشر طبيبك قبل أن تبدأ بممارسة أيّ نشاط رياضي لأنّ الطبيب يأخذ بعين الاعتبار، سنّك، ومستويات الجلوكوز في دمك، وحالة قلبك وشرايينك، وأيّ مضاعفات أخرى مرتبطة بالسكّري قد تعاني منها. وبما أنّ معظم النشاطات الرياضية تتطلّب منك تحريك قدميك، استشر أخصّائياً في طبّ الأقدام واطلب منه أن يصف لك الحذاء الصحّي المناسب لقدميك. ومن المهم جداً أن تراقب استجابة الجلوكوز في دمك أثناء ممارستك للتمارين الرياضية المختلفة. لذا، إفحص مستويات الجلوكوز في دمك قبل ممارسة التمارين وخلالها وبعد الانتهاء منها، لا سيّما إن بدأت باتّباع برنامج رياضي جديد. ولا تتردّد في استشارة طبيب السكّري الذي قد يعدّل جرعة الدواء، أو حقن الأنسولين، أو النظام الغذائي الذي تتّبعه إذا دعت الحاجة إلى ذلك.   - كيف تأخذين قياساتك؟ بغضّ النظر عن طولك أو بنية جسمك، إحذر ازدياد مقاس خصرك، ذلك أنّه قد يدلّ على ازدياد خطر إصابتك بالسكّري من النوع الثاني وبأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب وبعض الأمراض السرطانية. قم بقياس خصرك، ونعني بذلك أضيق منطقة في الجزء الممتد من أعلى وركيك وحتّى أسفل أضلعك، والتي تكون عادة على مستوى السرّة تقريباً. وبشكل عامّ، يجب ألاّ يتخطّى قياس محيط الخصر الـ80 سم لدى النساء والـ95 سم لدى الرجال. ويمكنك دوماً استشارة طبيبك لمعرفة القياسات المثالية.   -        فريق متكامل يتحدى المرض: تتطلّب بعض الأمراض المزمنة كالسكّري تضافر جهود فريق متكامل يقدّم لك الدعم لتتمكّن من مواجهة هذا المرض والتغلّب عليه. وبالرغم من كونك العضو الأهمّ في هذا الفريق، إلاّ أنّه يشمل أعضاء آخرين هم الطبيب المختصّ السكّري، وأخصّائية التغذية، والطبيب المختصّ في طبّ الأقدام، ومدرّب التمارين الرياضية. وقد يتضمّن هذا الفريق أيضاً المزيد من الأخصّائيين والمستشارين الطبيّين، أو حتّى الأخصّائيين النفسيّين وفق ما تقتضيه حالتك. وسيساعدك هذا الفريق على تعلّم كلّ ما تحتاج إلى معرفته عن مرض السكّري، وسيقف أعضاؤه إلى جانبك كي تتمكّن من اتّخاذ القرارات الصائبة التي تساعدك على اتّباع نمط حياة سليم وصحّي. لتساعد نفسك، عليك: ·       ممارسة التمارين الرياضية. ·       تناول الأطعمة الصحية. ·       فحص مستويات الجلوكوز في دمك بانتظام. ·       الإقلاع عن التدخين. ·       مراقبة وزنك وقياس خصرك. ·       تذكير طبيبك بالفحوصات اللازمة للسيطرة على السكّري. ·       العناية بقدميك ومراقبتهما بشكل يومي. ·       زيارة طبيب العيون لفحص عينيك كلّ عام أو عامين. ·       التفكير بإيجابية وتفاؤل لتتمتّع بحياة جيدّة وصحّة سليمة.   - ملاحظة عامة: إنّ هذه المعلومات لا تهدف إلاّ إلى التعريف بداء السكّري وأنواعه ومضاعفاته، ولا تُغني عن استشارة الطبيب. لقد اتّخذنا كلّ التدابير اللازمة للتأكّد من أنّ المعلومات الواردة في هذا الدليل خالية من أيّ خطأ أو هفوة، غير أنّ الناشر والمحرّر وأيّ شخص شارك في تحضير هذا الدليل الطبّي لا يتحمّلون مسؤولية أيّ ضرر قد يلحق بأيّ شخص نتيجة تصرّف فردي يقوم به باعتماد هذا الدليل، فهذه المعلومات غير كافية لاتّخاذ التدابير العلاجية الفردية، لذا لابدّ من استشارة الطبيب الخاصّ قبل البدء بأيّ علاج طبّي.

ارسال التعليق

Top