• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

طفلي الصغير كثير الحركة والعناد

أسرة

طفلي الصغير كثير الحركة والعناد

إبني يبلغ 3سنوات ومتعبني بسبب حركته الكثيرة حيث إنه لا يتوقف عن الحركة كما إنه اذا وضعنا الأكل يترك صحنه ويصر على أكل مافي صحن أبيه وعندما يرتكب خطأ أحبسه في غرفته وأغلق عليه الباب فهل هذا التصرف سليم وما هي أسلم طرق العقوبة لطفل 3 سنوات؟

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيّبة وبعد..
كيف يعاقب طفل عمره ثلاثة سنوات بالسجن، وقد أعفت كل قوانين الدنيا الأطفال من هذه العقوبة وأوكلت الأطفال المذنبين إلى مدارس الإصلاح لتنشئتهم النشأة الصحيحة التي افتقدوها ودفعتهم إلى القيام بمثل هذه الأعمال؟
أما طفل الثلاث سنوات فإن كل ما يقوم به هو قد تعلمه من أبويه واستوحاه من طريقة تعاملهما معه، فبأي ذنب يسجن ويعاقب؟
على أي حال، يمكن معالجة المشكلة بطرق أكثر سهولة وأقل عبثاً، وهي:
أولاً: التوازن والاعتدال في حبّ الولد، فإن دلال الولد يفسده ويعذبه كما يعذب أهله، فبعض الآباء يفرقون أبناءهم بالتقبيل والإحتضان وشراء الحاجيات ومن ثم بعد حين، أو في موضع آخر، يعاملون أطفالهم بجفاء وخشونة، مما يجعل هذا الطفل الذي اعتاد الدلال يعيش الاضطراب في شخصيته، لأنه يشعر بأن شيئاً قد افتقده، وهو محبة والديه، وهو رأسماله الأكبر في حياته، فيلجأ إلى التصرف للتعويض عن الدلال الذي افتقده، ليلجأ حيناً إلى حضن الوالد، في وقت غير مناسب، فيردعه، أو يتصرف تصرفات مستفزة، وكلما ازداد الوالدين عناداً معه ومنعوه، ازداد الولد اصراراً، أو إنه يلجأ إلى البكاء والصراخ ليجبر والديه على الاستجابه له.
هذا التعامل غير المتوازن والمفرط في الحب والجذب من جهة وفي الطرد والجفاء من جهة أخرى، سيولد عند الولد القلق والاضطراب، وإذا أغرمه الوالدان بالدلال فإنه سيشعر بالإحباط كلما واجه عدم استجابة وعندما يكبر سيتوقع من الآخرين تدليله والاستجابة لطلباته، وسيكون ضعيفاً في مواجهة صعوبات الحياة.
إذن لابدّ من التعامل معه باعتدال، ولو بكتم بعض المشاعر، وإشعاره بالحب والحنان، دون إفراط، فإذا ما أساء، إشعراه بالإهمال وسيشعر أنه أخطأ من دون عقوبة، ومن دون اضطراب، لأن السلوك الإنفعالي للأبوين معتدل ومتوازن دون إفراط أو تفريط.
لكن يجب الإنتباه بأن لا نتوقع من الأطفال سلوكاً مثل الكبار، وأن نواجه بعض تصرفاتهم بهدوء ونشعرهم بأن السلوك الأفضل يرضي الوالدين أكثر، فإذا ما أراد الطفل أن يشارك أباه، فيمكن للأب أن يوكله لقمة أو لقمتين حتى يهدأ أو من ثم يجلسه جنبه، ويطلب منه بمحبة أن يأكل مثله، من صحنه الخاص به.
أما إذا أساء الطفل فعلاً بأن كسر اناءً عن عمد أو غير ذلك فيمكن معاقبته اقتصادياً، لا جسدياً، بأن نمنع عنه لفترة محدودة نوعاً من الشوكولا أو الآيس كريم الذي يحبه مع الملامة بأن ذلك بسبب اساءته، أو لا نأخذه إلى محل يحبه إلاّ بعد أن نطلب منه التعهد بعدم تكرار الإساءة.
وأحياناً مقابلته بالإهمال، لا الخشونة، بأن يأتي إلينا فلا نلتفت إليه ونحضنه، فإذا تودد، نعلمه بأنه أساء، وأننا نحبه ولكن لا نرضى عن تصرفاته.
وكلما ابتعد الوالدان عن الغضب والغلظة في العقوبة كلما كان الطفل أكثر استجابة للعقوبات وأكثر عناداً...
وينبغي أن نغض الطرف عن الأخطاء البسيطة المتوقعة من كل انسان، ومن الأطفال خاصة، وقد ورد في الأثر: (كثرة الملامة تولد اللجاجة) فإن شدة مراقبة الطفل ومحاسبته تزيد من عناده، وتولد عنده القلق وتربك حياته مستقبلاً.. وقد ورد في الأثر عن الرسول (ص) دستوراً في تربية الأطفال هو: (اتركه سبعاً وعلّمه سبعاً ورافقه سبعاً)، وآخر هو (الولد أمير سبع وعبد سبع ووزير سبع).
ومن الله التوفيق.

تعليقات

  • محمد سليمان

    جميل

ارسال التعليق

Top