• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فضل شهر الخير والبركة

فضل شهر الخير والبركة

◄أهلاً بشهر الخير، شهر اختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة، فهو كنز المتقيين، ومطية السالكين، قال المولى عزّوجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185).

شهر اختصه الله بتنزل الرحمات والبركات من ربّ الأرض والسماوات، يقول النبيّ المصطفى (ص): "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ".

فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحّة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.

فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، لاغتنام فرصه وجني ثماره، وليرى الله فينا خيراً في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أوّل أيامه، فالنفوس مهيأة لذلك، يقول النبيّ (ص): "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ".

ومن بين أسمى الغايات التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها في هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغيرها نحو الأفضل، فرمضان فرصة عظيمة للتغيير، فكلّ ما في رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضي بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا، وما أن نودع آخر لياليه إلّا ونرجع إلى ما كنا عليه قبل رمضان " إلّا مَن رحم الله "، ندخل رمضان بعزم وجد على تغيير أنفسنا وأحوالنا وعلاقاتنا، ولكنّنا نفشل في الاستمرار بعد رمضان.

فلكي نُبقي صلتنا بخالقنا ممتدة، غير محصورة بزمان ولا مكان، فلابدّ من وسائل وطرق لحصوله، فالتغيير لا يحصل بالتمني، فلابدّ من أن يتحرك دافع التغيير الكامن في النفس من خلال الإرادة والعزيمة والعمل الجاد على التغيير، ليس للتغيير فحسب، بل لتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو التغيير الحقيقي.

فلنغتنم شهر التغيير من أوّل أيامه، ولنستغل ساعاته ولحظاته، لننعم برضا خالقنا، ولنفوز بخيري الدنيا والآخرة.

ذكر شهر رمضان في السنة النبويّة والقرآن الكريم عدة مرات، مع توضيح مفصّل لفضل هذا الشهر الكريم وفضل الصيام به، والتي تتمثل في التالي:

- تُفتح الجنّة في شهر رمضان وتغلق النار، كما يقيد كبراء الشياطين وعظماؤهم خلال هذا الشهر الكريم، فيكون للمسلم الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتقرّب من الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تقرّبه من الجنّة وتبعده عن النار.

- غفران الذنوب، قدم الله تعالى لصائم رمضان إيماناً واحتساباً ثواباً عظيماً ألا وهو غفران الذنوب السابقة لصوم رمضان، إلّا أنّ الصوم هنا لا يعني صوم المعدة فقط، بل يمتد ليشمل صوم اللسان والعقل والقلب والحواس عن ارتكاب المعاصي والذنوب.

- فتح أبواب المغفرة والتوبة، للتقرب من الله تعالى وتطهير النفس من الذنوب والتوبة إلى الله تعالى توبةً صحيحةً.

- تحقيق التكافل الاجتماعي، فيه يشعر المسلمين الأغنياء أثناء صومهم بالمسلمين الفقراء وحالة الجوع التي يعيشونها معظم الوقت، مع تحقيقهم لمبادئ التكافل الاجتماعي التي حددها الإسلام من صدقة وزكاة غيرها.

- الحفاظ على صحّة الجسم، يساعد الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات الصوم في تنقية الجسم من السموم الموجودة فيه، وإعطاء فرصة لأعضائه الداخلية للحصول على قدر من الراحة وتجديد نشاطها للتمكن من إتمام عملها على أكمل وجه. ►

ارسال التعليق

Top