• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مساعدة الطفل على الإلتزام بمواعيد المدرسة

مساعدة الطفل على الإلتزام بمواعيد المدرسة

يتطلب الأمر عناية كبيرة من قبلكم

تؤدي الإجازة الصيفية الطويلة إلى انقطاع الطفل كلياً عن روتين الدراسة اليومي، ما يجعل من العودة إلى المدرسة أمراً يتطلب الكثير من العناية، خاصة من جانب الأُم.

السهر لوقت متأخر من الليل خلال الإجازة، وتمضية كثير من الوقت باللعب مع الأصدقاء والقيام برحلات داخل البلاد أو خارجها، تجعل الطفل ينسى معنى الاستيقاظ مبكراً للاستعداد للذهاب إلى المدرسة والالتزام بمواعيدها الصارمة.

مع انتهاء الإجازة الصيفية يحل وقت العودة إلى المدرسة لاستئناف دورة تعليمية جديدة. وغالباً ما تكون العودة إلى المدرسة مثيرة للطفل نظراً إلى أنّه قد أمضى فترة طويلة في المنزل وانقطع عن التواصل مع زملائه في الصف، فيتشوق للقائهم والعودة إلى استئناف الروتين المدرسي. في العادة، تكون الإجازة ممتعة للطفل في الأسبوع الأوّل، بعده يبدأ استمتاعه يتلاشى تدريجياً. فلا يعود النوم لوقت متأخر ولا وقت الفراغ الطويل وعدم وجود ما يفعله الطفل أموراً مثيرة. بعض الأطفال، إن لم يكن معظمهم، يتلهفون للعودة إلى المدرسة، ما يدفعهم إلى الاستيقاظ مبكراً في اليوم الأوّل. لكنهم قد يميلون إلى الاستيقاظ في وقت متأخر، ما يتطلب تدخل الأُم لإيقاظه وتجهيزه للوصول إلى المدرسة في الوقت المناسب.

 

أسباب توق الطفل إلى العودة للمدرسة:

·      قد يكون البقاء في المنزل مملاً، خاصة إذا لم يكن لدى الطفل إلا القليل ليفعله. ويرى التربويون أن بقاء الطفل في المنزل في فصل الصيف يجعله طفلاً لحوحاً يسعى إلى الحصول على اهتمام الأُم طوال الوقت إلى حد قد يثير أعصابها. فإذا ما أصر على مناداتها أثناء انشغالها في الأعمال المنزلية يمكن أن تثور غاضبة فتؤذيه، ما يجعله متلهفاً إلى العودة للمدرسة بعيداً عن غضب الأُم.

·      يفتقد الطفل أصدقاءه فيتوق إلى العودة للمدرسة، فيقوم بعد الأيام المتبقية لعودته للمدرسة.

·      الطفل الذي يخاف من الأعمال والواجبات المنزلية يميل إلى الرغبة في العودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن.

·      الطفل المؤهل للانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة، مثلاً من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، يتحمس دائماً إلى العودة للمدرسة واستئناف الدراسة في الصف الأعلى.

·      الطفل المنقول إلى مدرسة جديدة بعد اجتيازه مرحلة ما يتلهف للعودة للمدرسة والتعرف إلى زملاء جدد.

·      الطفل الذي أمضى إجازة ممتعة يتحمس إلى العودة للمدرسة ليحدث زملاءه عن مغامراته أثناء العطلة.

·      الطفل الذي يعيش في كنف أم عدوانية أو والد قاسٍ يتوق إلى العودة للمدرسة لتفادي نق الأُم المستمر وقسوة الأب.

 

إعداد الطفل للعودة للمدرسة:

قد تكون العودة للمدرسة مثيرة للطفل، إلا أنّه يجب عدم إغفال التحضيرات المناسبة لإعداده لعودة مريحة، مثل:

·      قبل انتهاء العام الدراسي، على الأُم أن تسعى إلى معرفة الكتب اللازمة للصف الذي سينتقل إليه طفلها من المعلمة أو إدارة المدرسة، وتقوم بشراء الضروري منها على الأقل حتى لا تضطر هي، أو طفلها إلى الجري من مكانها إلى مكان لتأمينها عند استئناف الدراسة.

·      مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، على الأُم أن تبدأ إيقاظ طفلها في الوقت المدرسي المعتاد قبل أسبوع على الأقل حتى لو تأخر في الذهاب إلى السرير، لمساعدته على تنظيم أوقات نومه واستيقاظه بما يتناسب مع أوقات المدرسة.

·      على الأُم أن تذكر طفلها بالمدرسة باستمرار خلال العطلة، فتحدثه عنها وتسأله عن أي من الأصدقاء يشتاق إلى رؤيتهم وعن الصفوف المفضلة لديه، وتقرأ له أجزاء من الكتب الدراسية المقررة له في العام الجديد، وتطرح عليه أسئلة حولها.

·      على الأُم تحفيز ذهن الطفل باستمرار خلال العطلة الصيفية بقراءة كتب له تساعده على الحفاظ على ما تعلمه خلال العام الدراسي. إنّ مواقع الإنترنت غنية بالعديد من الألعاب والأنشطة المسلية تساعد الأُم في هذا المجال.

·      إذا ما كانت المدرسة قد كلفت الطفل ببعض الواجبات، من المهم جدّاً أن تتأكد من أداء طفلها هذه الواجبات قبل اقتراب موعد المدرسة حتى لا يشعر بالإحباط والتوتر إذا ما اقترب موعد المدرسة ولم ينهِ واجبه بعد، الأمر الذي يؤثر في صفاء ذهنه.

·      على الأُم أن تشجع طفلها خلال العطلة على وضع أهداف للعام الدراسي الجديد، من مثل رفع معدله في الرياضيات، أو أي مواد أخرى، خمس درجات، واكتساب أصدقاء جدد، والانخراط في أنشطة مدرسية جديدة.

·      على الأُم شراء مستلزمات الطفل الدراسية الأخرى، من مثل القرطاسية، والأقلام، والدفاتير، إلخ. قبل بدء العام الدراسي الجديد. وكذلك شراء زي المدرسة، إلا إذا كان زيه القديم لا يزال صالحاً. في هذه الحالة، عليها أن تتأكد من ملاءمته لقياس طفلها، وإجراء ما يلزم إذا لم يكن.

·      على الأُم تغيير حقيبة المدرسة إذا ما كانت قديمة أو لا تناسب موضة العام الدراسي الجديد. ولمعرفة الموضة الشائعة والحقيبة المفضلة لدى الأطفال في ذلك العام، في إمكانها الاستعانة برأي التاجر لمعرفة الموديل الذي يشتريه الأطفال الآخرون. إذ قد يشعر طفلها بالحرج إذا ما بدت حقيبته مختلفة عن حقائب الأطفال الآخرين. هذا لا يعني ألا تترك الأُم لطفلها خيار شراء الحقيبة التي تعجبه حتى لو لم تكن حسب الموضة.

·      إذا لم يستيقظ الطفل من تلقاء نفسه مبكراً في اليوم الأوّل من أيام المدرسة. فعلى الأُم إيقاظه ليتمكن من الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد ليتعرف إلى مكان صفه، خاصة إذا كانت المدرسة جديدة، وإلى مكان جلوسه في الصف.

 

العودة للمدرسة: بعض الآراء التي يمكن أن تفيد الأهل:

·      يمكن أن يكون الطفل ميالاً إلى نسيان روتين المدرسة أثناء استمتاعه بالإجازة. لذا، من واجب الأُم تشجيع وتذكير الطفل بالروتين المدرسي اليومي مثل الذهاب إلى السرير والاستيقاظ مبكراً. إذ يميل الطفل إلى الكسل خلال الإجازة، وإلى الذهاب إلى فراشه ساعة يشاء ويستيقظ متأخراً.

·      على الأُم أن تشجع طفلها على وضع منبه بالقرب من سريره لتحديد وقت الاستيقاظ حتى يتمكن من الاستعداد لليوم الكبير.

·      إذا ما كان الطفل يجد صعوبة في بعض المواد الدراسية، فعلى الأُم أن تخصص وقتاً لمساعدته في تقويته في تلك المادة خلال العطلة الصيفية. وإذ لم يكن في إمكانها القيام بذلك. فعليها الاستعانة بمدرس متخصص للقيام بالمهمة. إنّ التعلم لا ينتهي مع انتهاء السنة الدراسية. من هنا، على الأُم أن تحرص على تخصيص ساعة يومياً لمراجعة الدروس مع طفلها وتكليفه ببعض الواجبات يؤديها أثناء العطلة الصيفية، وأن تجري له امتحاناً بسيطاً بين حين وآخر لمساعدته على البقاء في جو الدراسة.

 

قلق:

في الغالب، يميل بعض الأطفال إلى الشعور بالقلق عندما يحين موعد العودة للمدرسة، بينما يشعر البعض الآخر بالإثارة. وإذا ما كان الطفل من النوع القلق فمن الطبيعي أن يصبح سريع التهيج عند اقتراب موعد العودة للمدرسة. وفي مثل هذه الحالة، من واجب الأم تحفيز الطفل وتشجيعه وذلك بالتحدث له عن الوقت الممتع الذي يمكن أن يقضيه في المدرسة، الأمر الذي يسهل عليه فكرة العودة للمدرسة، فيتحول قلقه إلى الشعور بالإثارة.

إنّ تحويل العودة للمدرسة من أمر سلبي إلى أمر إيجابي بالنسبة إلى الطفل قد يشكل تحدياً للأُم والطفل معاً. ولكن عليها التأكد من فعل ذلك لضمان توق طفلها إلى العودة للمدرسة والبدء في عام دراسي جديد بحماسة، وذلك من خلال إقناعه بأنّه سيستمتع مع أصدقائه في المدرسة، والتحدث معه عن الأنشطة المدرسية التي يمكن أن ينخرط فيها.

إنّ بداية عام دراسي جديد، أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً وملموساً بالنسبة إلى بعض الأطفال. فعدم قدرة الطفل على توقع ما ينتظره في بيئته الجديدة يسبب له الشعور بالقلق. في هذه الحالة، على الاُم أن تحدثه مسبقاً حول ما يمكن أن يكون مختلفاً في هذا العام بسبب انتقاله إلى صف دراسي جديد أو مدرسة جديدة، وأن تبين له أن دروسه ستكون مختلفة وكذلك المدرسون. على الأُم أن تشارك طفلها تجربتها الخاصة أيام الدراسة، وأن تحدثه بطريقة تعكس مدى شغفها بالمدرسة ليدرك الطفل أن أيام المدرسة ليست مخيفة أو متعبة كما يعتقد.

 

إثارة الحماسة:

من الطرق التي تساعد على إثارة حماسة الطفل إلى العودة للمدرسة هي مشاركته في عملية التسوق لشراء المستلزمات المدرسية من كتب وملابس وأدوات قرطاسية، وفي وضع قائمة بالاحتياجات الضرورية قبل عملية الشراء. فوجود الطفل مع الاُم أثناء التسوق يساعدها على عدم شراء ما هو غير مناسب لذوق الطفل أو قياسه، فتضطر إلى العودة للمتجر لاستبداله. وفي الوقت نفسه، يشعر الطفل بأن أمه تعامله معاملة الند، وأنها تثق برأيه وتحترمه وتريده أن يشارك فعلياً في شراء المستلزمات المدرسية، الأمر الذي يعزز من ثقته بنفسه ويزيد من حماسته إلى العودة للمدرسة ليعرض بزهو على أصدقائه ما اختار من مستلزمات مدرسية جديدة.

إذا كان مسموحاً للطفل أخذ طعام معه إلى المدرسة، فعلى الأُم أن تستفيد من الرحلات الصيفية العائلية في استنباط آراء جديدة ومختلفة في هذا الخصوص. مثلاً، يمكنها مشاركة طفلها في تحضير الطعام اللازم للرحلة، وأن تسأله عما يحب تناوله أثناءها، وأن تناقشه في الطعام الذي يختار، إذا ما كان صحياً أو غير صحي، أو كان عرضة لأن يفسد بسبب حرارة الصيف. من المعروف أنّ الأطفال يميلون إلى مقارنة طعامهم بطعام الأطفال الآخرين، وقد يرفضون تناوله إذا ما رأوا أن طعام الآخرين ألذ. لذا، على الأُم أن تسأل طفلها عن الأطعمة التي يجلبها الأطفال الآخرون معهم إلى المدرسة، وفي حال تفضيله طعام بعضهم على طعامه، عليها أن تعد له ما يفضل إلا إذا لم يكن مناسباً من الناحية الصحية.

أخيراً، على الأُم أن تكون متأكدة أن طفلها أصبح متحمساً إلى العودة لروتين الدراسة قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء العام الدراسي الجديد، على أقل تقدير. فمثلاً، من المحتمل أن يكون الطفل قد اعتاد السهر لوقت متأخر من الليل أثناء العطلة الصيفية، أو النوم خارج المنزل بين حين وآخر. ففي مثل هذه الحالة، لابدّ من إعطاء الطفل الوقت الكافي لكي يعود لروتين الحياة المدرسية.

إنّ جميع الآراء التي ذكرت أعلاه تساعد على جعل العودة للمدرسة أسهل على الطفل والأُم معاً.

ارسال التعليق

Top