• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف تأتيك الثروة؟

واليس د. واتلس

كيف تأتيك الثروة؟
عندما أقول إنّه لا يتوجب عليك أن تخوض في صفقات حادة، فأنا لا أعني أن لا تقوم بأي صفقات على الإطلاق، أو أن لا ضرورة لأن تقوم بأي تعاملات، ما عنيته هو أنك لن تحتاج لأن تتعامل معهم بغير عدل، لا يتوجب عليك أن تحصل على أي شيء مقابل لا شيء، يمكنك أن تعطي لكل إنسان أكثر مما تأخذه منه. لا يمكنك أن تعطي كل إنسان أكثر من الشيء الذي تأخذه منه بالقيمة المالية السوقية، ولكن يمكنك أن تعطيه أكثر بالقيمة المستخدمة. لنفترض أنني أملك لوحة لأحد الفنانين العظام، والتي، في المجتمعات المتحضرة تساوي آلاف الدولارات، قمت بإقناع أحد المزارعين المحليين بأخذها مقابل حزمة من الفرو تساوي 500 دولار، أكون قد أخطأت معه حقاً، لأنّه لن يستخدم اللوحة لأي شيء، ليست لها أي قيمة مستخدمة بالنسبة له؛ فلن تضيف لحياته أي شيء. عندما ترتقي من حالة التنافس إلى حالة الإبداع، ستكون حازماً باختيار عملياتك التجارية، وإذ كنت تبيع أي شيء لأي شخص والذي لن يضيف لحياته أكثر من الشيء الذي يدفعه في المقابل، يمكنك وقف ذلك، فلست مضطراً لأن تخدع أياً كان في مجال عملك، وإذا كنت تمارس عملاً فيه خداع للناس اتركه في الحال. أعطِ كل شخص قيمة استخدام أكثر مما تأخذ منه قيمة مادية، فإنك بهذا تضيف للحياة بكل عملية تجارية تقوم بها. إذا كان لديك أناس يعملون لأجلك، فيجب أن تأخذ منهم قيمة مادية أكثر من الأجور التي تدفعها لهم، ويمكنك أن ترتب عملك على أسس العمل الإضافي فمن أراد ذلك من العمال عليه أن يأتي مبكراً قليلاً. يمكنك أن تجعل عملك يقدم لموظفيك، يمكنك أن تنظم عملك بحيث يكون درجات متسلسلة لمن يريد أن يدرك الثراء بنفسه، وأن تتيح أمامهم الفرص، فإذا لم يستغلوها فهذا ليس خطأك. وأخيراً، لأنك بصدد التسبب في ثرائك من الطاقة الخلاقة التي تخترق كل محيطك، فهي لا تتبع ذلك بأن تأخذ شكلاً من البيئة المحيطة وتظهر للوجود أمام عينيك. إذا أردت ماكينة خياطة، على سبيل المثال، فأنا لا أعني أن أقول لك إنك يجب أن تفرض أفكارك بماكينة الخياطة على الطاقة الخلاقة حتى تتشكل الماكينة من دون العمل اليدوي، في المكان الذي تجلس فيه أو في أي مكان آخر، ولكن إذا أردت ماكينة خياطة، تمسك بالصورة العقلية لها بالثقة الإيجابية القصوى بأنّه يتم تشكيلها أو أنها بطريقها إليك، بعد تشكيل الفكرة، تحلى بالإيمان المطلق والذي لا يساوره الشك بأنّ الماكينة قادمة، لا تفكر أو تتحدث بأي طريقة تخالف هذه، طالب بها كأنها ملك لك حقاً. سيتم إحضارها لك بقدرة الذكاء الأعلى، إذا كنت تعيش في ولاية ماين، فربما يأتي شخص من تكساس أو من اليابان للقيام بعملية تجارية يكون من نتائجها أن تحصل على ما تريد، إذا حصل هذا فالمنفعة العائدة عليه كالمنفعة العائدة عليك. لا تنسى للحظة أنّ العنصر المفكر موجود فينا وحولنا ويتواصل معنا ويؤثر فينا، رغبة العنصر المفكر في حياة أكمل وأفضل سببت في صناعة كل ماكينات الخياطة التي تم تصنيعها حتى الآن، ويمكنها التسبب في تصنيع الملايين الأخرى منها – وحالما يقوم الناس بضبطها على الحركة مدفوعين بالرغبة والإيمان فإنها سوف تتسبب في تصنيع ما يريدون، يمكنك بالتأكيد أن تحصل على ماكينة خياطة في منزلك، وكذلك الأمر بالنسبة لأي شيء أو أشياء أخرى تريدها وتريد استخدامها لتطوير حياتك وحياة الآخرين. العنصر المكون يريدك أن تعيش كل ما هو ممكن لديك، ويريدك أن تحصل على كل ما يمكنك أن تستخدمه لتحيا حياة وافرة. إذا ثبتت في وعيك الفكرة بأن رغبتك في الثراء هي رغبة القدرة العليا للتعبير بشكل أكثر كمالاً، يصبح إيمانك لا يقهر. استرجع الآن حالة الطالب الذي طلب منه أنه يجب عليه أن يرسم بعقله صورة واضحة للأشياء التي يرغب بها، بحيث تؤثر الفكرة الخلاقة المرتبطة بهم بالطاقة الخلاقة، كان رجلاً فقيراً جدّاً ويعيش في بيت مستأجر ويملك فقط ما يكسبه يوماً بيوم، ولم يستطع أن يستوعب حقيقة أن كل الثروة له. وهكذا، بعد أن ظن أنّ الأمر قد انتهى، قرر أنّه يمكن أن يطلب بساطاً جديداً ليفرش به غرفة نومه ومدفأة تقيه برد الشتاء القارص، بعد قراءة هذا الموضوع، حصل على هذه الأشياء بعد عدة شهور. وبعدها اتضح له أنّه لم يطلب ما يكفي، قام بالتجول في أرجاء المنزل الذي يعيش فيه، وخطط لكل التحسينات التي يرغب بعملها. وبالتفكير العقلي أضاف نافذة بواجهة بحرية هنا وغرفة هناك حتى اكتملت صورة بيته النموذجي في عقله، وبعدها خطط الأثاث. محتفظاً بالصورة الكاملة في عقله، بدأ التعايش والتحرك بالطريقة المعينة باتجاه ما يريد – وهو الآن يملك البيت ويعيد بناءه، والآن وبإيمان أكبر، يستمر للحصول على أشياء أعظم. كان الأمر منوطاً به وتبعاً لإيمانه، وهي كذلك بالنسبة لك ولكل منا.   المصدر: كتاب علم إدراك الثراء

ارسال التعليق

Top