• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مسؤوليّاتنا مشتركة

أسرة

مسؤوليّاتنا مشتركة
 قد تختلفين أنتِ كفتاة بالغة مع أخيك البالغ في العمر الذي يتحمّل فيه كلّ منكما مسؤوليّته – بحسب طبيعة تكوين كلّ منكما – لكنّ المسؤوليات بينكما مشتركة.. فهو مكلّف بأمور معيّنة، وأنت كذلك أصبحت مكلّفة بالأمور نفسها. وقد تكون هناك بعض الفوارق في مسؤوليّاتك ومسؤولياته إلا أنّكما بصفة عامّة لكما مسؤوليّاتكما التي لا تختلف بين فتى أو فتاة. فمنذ أن عاش أبونا آدم وأمّنا حوّاء في الجنّة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، توجّهت المسؤوليّة إليهما معاً: (أَلَمْ أَنْهَكُمَا) (وَأَقُلْ لَكُمَا) و(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ) (الأعراف/ 22)، وهذا واضح من التثنية في الخطاب، فلآدم مسؤوليّته ولحوّاء مسؤوليّتها. على ضوء هذا، نعرف أنّنا كشبّان أو كفتيات نتحمّل مسؤوليّاتنا كلٌّ بصفته الشخصيّة، فإذا استقام الشاب وأحسن، فله جزاء عمله الحسنى وزيادة، وإذا قصّر وأخطأ، فهو يدفع ضريبة تقصيره وأخطائه: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا) (النحل/ 111). وقد يتصوّر بعض الشباب خطأً أنّ مسؤوليّة الفتى الشاب هي أخفّ من مسؤوليّة الفتاة الشابّة، وكأنّ سمعة الفتاة غير سمعة الفتى. في حين أنّ المسؤولية في الأخطاء واحدة. وكما تتحمّل الفتاة الخاطئة نتائج ومسؤولية عملها، فكذلك الفتى المخطئ، حتى لو اختلف الناس في النظرة إلى كلٍّ منهما. إنّ عقوبة ارتكاب فاحشة (الزِّنا) تشمل الإثنين معاً: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) (النور/ 2). وإنّ عقوبة السرقة تشمل الإثنين معاً: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا) (المائدة/ 38). وحين أخطأ أبوانا، لم يُخرج الله (حوّاء) ويُبقي (آدم)، بل أخرج الإثنين معاً. إنّ كلّ خطاب في القرآن الكريم سواء جاء بلغة الجمع المخاطَب أو بكلمة (الناس) أو (الذين آمنوا) أو (يا بني آدم)، هو خطاب للجنسين معاً: الذكر والأنثى، وقد وردت بعض الآيات التي تقرن وتجمع بينهما في إطار المسؤوليات المُلقاة على عاتق كلٍّ منهما كما في الآية الكريمة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب/ 38).

ارسال التعليق

Top