• ٦ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإعلام الدولي من خلال الأنترنت

د. فاروق خالد

الإعلام الدولي من خلال الأنترنت

جاءت كلمة أنترنت من الكلمة الانجليزية Inter connected Networks نتيجة لبحث علمي لغايات عسكرية قامت به وكالة أبحاث الدفاع الأمريكية عام 1966، عندما وضعت خطة من أجل تصميم شبكة اتصالات تعمل مقاسمها على أساس مبدأ توزيع وتوصيل برقيات المعلومات، وقامت هذه الوكالة عام 1968 بتمويل بحث علمي جديد حول إمكانية ربط شبكات معلومات تابعة للحواسيب المركزية من عدة مواقع، بحيث تنتقل المعلومات عبر الشبكة على شكل برقيات تتضمن معلومات عن مصدر المرسل وعن المستقبل.

وكان الاستعلام الأوّل على الأنترنت عام 1969 وعام 1971 كان أوّل برنامج لإرسال البريد الإلكتروني عبر شبكة اربانت.

وكانت أوّل شركة لخدمات المعلومات وهي بث نث قد قامت عام 1981 بربط شبكة مستخدميها بالأنترنت في نيويورك.

لقد تشكلت نواة الأنترنت من أربعة أنظمة حاسوب رئيسية في أربعة مختبرات جامعية في الولايات المتحدة الأمريكية تابعة لمشروع Apranet الذي بدأ كأحد مشاريع Darpa وهي وكالة الأبحاث المتقدمة لوزارة الدفاع الأمريكية.

هكذا بدأت مرحلة تأسيس الأنترنت، وتسارع تطورها واستفاد منها العالم أجمع. ومن الهيئات العالمية التي تعد بمثابة سلطات إدارية للأنترنت من خلال عملها على تطوير الأنترنت نذكر:

1-  تجمع الأنترنت (ISOC – Internet)

2-  المنظمة العالمية للمواصفات والمقاييس (ISO – International Standardization Organization)

3-  مجلس بنية الأنترنت (IAB – Internet Architecture Board)

4-  مجموعة القيادة الهندسية للأنترنت (IESG – Internet Engineering steering group)

5-  وحدة هندسة الأنترنت (IETF – Internet Engineering Task Force)

والأنترنت تمثل شبكة حواسيب من آلاف الشبكات المنتشرة في أنحاء العالم، تتصل ببعضها البعض وفق نظام عالمي يوفر لمستخدميها عدد كبير من الخدمات مثل تبادل الملفات والمعلومات والحديث والبريد الإلكتروني E-mail والمواقع الإلكترونية وب سايت (www.net) وليس للأنترنت مالك، فهي ملك جميع الناس في العالم. ويوجد شركات خاصة تنظم الحركة على الأنترنت، ويخضع الأنترنت لمجموعة من البروتوكولات والقوانين التي تنظم عملية الاتصال بين الأجهزة عبر الأنترنت.

ويعتبر الأنترنت وسيلة اتصال وإعلام دولي ذات أهمية خاصة لما تحتوي عليه من ملايين المواقع التي يمكن الدخول إليها وإجراء المحادثات والدراسات والأبحاث ولنشر المعلومات وعمليات البيع والشراء والتسويق والأخبار العالمية وتحليلها والتعليق عليها.

وتقدم خدمات الأنترنت خدمة البريد الإلكتروني أي إرسال الرسائل واستقبالها والرد عليها عبر شبكات الاتصال عن طريق الحواسيب المنتشرة في أنحاء العالم.

ويمكن أن ترسل الرسالة إلى جهة في العالم وتستقبلها من أي مكان في العالم وإلى أي عدد من الناس وبسرعة فائقة.

وقد تضاعف استخدام البريد الإلكتروني حتى انّ احصائيات تشير إلى أنّ هناك أكثر من 25 مليون مستخدم للبريد الإلكتروني. يرسلون أكثر من 15 مليار رسالة سنوياً بواسطة الإيميل عبر شبكة الأنترنت العالمية.

ومن خدمات الأنترنت الشبكة العالمية، وهي نظام من الأجهزة يستخدم آلية الوصلات عبر واجهة واحدة. أنشئت عام 1989 بواسطة تيم برنزلي العامل في إحدى مختبرات الفيزياء الأوروبية في سويسرا بهدف استخدام وصلات مربوطة على شبكة واحدة لإجراء اتصالات بين أعضاء الشبكة الموجودين في دول متعددة. ثم تطوّرت وأصبحت هذه الشبكة تستخدم آليات غير آلية الوصلات مثل الرسم والصوت والفيديو.

ومنذ عام 1999 زاد عدد مستخدمي الأنترنت في العالم على أكثر من 200 مليون شخص، ويزيد هذا العدد بسرعة. وهناك أكثر من 100 دولة مربوطة على الأنترنت وتتبادل المعلومات والأخبار والأفكار.

أما الموقع الإلكتروني فهو مكان على الشبكة العالمية، وكلّ موقع يحتوي صفحة رئيسية Home page ويحتوي الموقع على ملفات ووثاق متعددة ووصلات تأخذ المستخدم لصفحات ومواقع أخرى. وكلّ موقع له مالك معين.

والصحفي من الضروري أن يلم بمهارات الكمبيوتر وخصوصاً إذا تمكن من عمل موقع له أو ما يسمى بالويب، لأنّ غالبية مستخدمي موقع الصحفي من الأشخاص الذين يعيشون في نفس المنطقة، وسوف يتصفحون الموقع باستمرار إذا وجدوا ما يلائمهم. ومن هنا فعلى الصحفي أن يركِّز على ما يريده القراءة المتصفحين لموقعه، فلابدّ من العناية الفائقة بمواضيع النص والصور والعناوين وقواعد البيانات القابلة للبحث والمحفوظات والوصلات الداخلية والخارجية والرسوم البيانية، بحيث يؤثر الموقع على المتصفحين له مثلما يؤثر الصحفي في وسائل الإعلام التي يستخدمها.

يتميز الأنترنت أيضاً بالنسبة للصحفيين والإعلاميين الدوليين بإمكانية تقديم مختصرات مفيدة للمطالعين أكثر من إعادة نشر الصحيفة المطبوعة على الأنترنت.

ويقال أيضاً أنّ بناء موقع مختلف ومميّز أو جديد أمر مكلّف، كما أنّه قد يذهب بالقراء إلى مطالعة الموقع بدلاً من شراء الصحيفة، إلّا أنّ فائدة الموقع أكبر على المدى البعيد، إذ أنّ الشبكة الإلكترونية توفر سعة غير محدودة، وعملية تحديث وتطوير متواصلة وفورية. والصور المتحركة والصوت والقدرة على قياس وتقدير الآراء بالصفحة وعدد زوارها بدقة والتفاعل معها. ولابدّ من أن يبدأ الإعلامي أو الصحفي بداية صحيحة في موقعه، أي الصفحة الأمامية، فالصحيفة المطبوعة يحكم عليها من شكلها وورقها وخطها، وصفحاتها الداخلية. بينما الموقع الإلكتروني يجب أن يتميز في ترتيب الصفحة الأمامية والمحتوى بطريقة تختلف عن الصحيفة المطبوعة وبطريقة مشوقة. ويجب أن يجيب الإعلامي أو الصحفي مسبقاً في سياق الصفحة الأمامية عن ما يدور في ذهن المتصفح، بحيث يفهم المتصفح ما أمامه بسهولة ويسر.

يجب على صاحب الموقع وتسهيلاً على زوار موقعه الإلكتروني أن يعرف القراء بحجم ومدى وبنية الموقع والإسراع بنقل المستخدم من أ إلى ب إلى ج وهكذا إذا كانت هذه رغبة المستطلع أو المتصفح لموقع الإعلامي أو الصحفي. كذلك تحديد مختلف أقسام الموقع بواسطة اللون أو الطباعة وعمل لائحة للقصص الإخبارية، والاهتمام بالأخبار العاجلة، ونشر المواد المرجعية.

المصدر: كتاب الإعلام الدولي والعولمة الجديدة

ارسال التعليق

Top