• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التربية القرآنية للطفل

د. جمال ماضي

التربية القرآنية للطفل
◄أوّلاً: الطفولة المبكرة (2-5):

ما تتميز به المرحلة:

تتميز هذه المرحلة بكثير من الخصائص من أهمها أنّ الطفل في هذه المرحلة يبدأ بالاستقلال والاعتماد على النفس، فيحب أن يلبس لوحده أو يأكل لوحده أو يقوم بمهمة ما لوحده وباعتماده على نفسه.

التعامل مع القرآن:

-         أن نسمح للطفل في هذه المرحلة أن يمسك القرآن بيديه.

-         أن يكون له مصحف خاص به.

-         أن نترك له الفرصة في تكرار السورة الجديدة التي حفظها.

-         أن لا نجبره على ترديد سورة لا يرغب الآن في تلاوتها.

ما تتميز به المرحلة:

كما تتميز هذه المرحلة بالتقليد للآخرين خاصة للذين يعيش معهم أو يشاركهم باستمرار، فيقوم الطفل هنا بتقليد سلوكات وتصرفات الآخرين، وتقليد ألفاظ وجمل الناس الذين حوله في البيت أو تقليد المعلمات والطلبة في الروضة.

التعامل مع القرآن:

إن نكون قدوة حقيقية لأطفالنا فنقرأ القرآن أمامهم يومياً وبانتظام ليعتاد الطفل على القرآن منذ نعومة أظفاره، فمجرد رؤية الطفل لأبيه وأُمّه والتزامها بقراءة القرآن دون ضجر أو ملل يؤثر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة فيحبها لحبّ المحيطين به لها، ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة أو سلوك يومي.

 

ثانياً: الطفولة المتوسطة (5-7):

ما تتميز به المرحلة:

تتميز هذه المرحلة بالتمركز حول الذات (الأنانية) فهو يعتقد بأنّ كلّ الناس يفكرون بنفس تفكيره، وكلّ الذين حوله يحبون سماع كلامه أو إنشاده، كما يعتقد بأنّ أُمّه له وحده فقط، ويعتقد بأنّ الأغراض التي يشتريها والده للبيت كلّها له وحده، فتراه يهجم على الأكياس والأغراض التي يحملها والده حين عودته للمنزل.

التعامل مع القرآن:

-         أن نستمع له عندما يطلب منا سماع تلاوته لسورة التين مثلاً، ولا ننشغل عنه بمشاهدة التلفاز فنكون قد قتلنا إبداعه وأعقنا إشباع ميوله.

-         أن تخصص الأُم له وقتاً خاصاً به لوحده، لكي تحفظه آية معينة فهو يحب أن نميزه وأن نشعره بأنّنا نهتم به، مع حرصنا على تحفيظه القرآن مع باقي إخوانه أو زملائه.

ما تتميز به المرحلة:

كما تتميز هذه المرحلة بالتفكير الأرواحي أو الإحيائي، فنجد الطفل يضع مثلاً لعبة ويتحدث معها كأنّ فيها روح.

التعامل مع القرآن:

1- قد نصادف بعض الأطفال يمارسون الإسقاط الأرواحي على الجمادات أو اللعب، فيقوم بعضهم بالحديث مع اللعبة وإسماعها سورة قصيرة قد حفظها، أو نجده يطلب من اللعبة أن تتلو سورة الفلق مثلاً.

علينا في هذا الموقف ألا نزجر الطفل، أو نستهزئ به لتصرفه مع اللعبة، فهذا يوقف الخيال ويقتل الإبداع.

2- علينا أن نشجع الأطفال على التخيل والإسقاط الأرواحي لأنّه من خصائص هذه المرحلة ويوافق ميول الطفل، ويشجع على الإبداع، فيمكن للمعلمة مثلاً أن تدخل الصف وهي ممسكة بلعبة كبيرة وتقول للطلبة اليوم ستحفظ هذه اللعبة معنا سورة قريش.

مراعاة التدرج في تحفيظ القرآن الكريم، فنبدأ بالسور القصيرة ثم الطويلة، ونبدأ بالسور السهلة ثم الصعبة وهكذا.

3- التعزيز (الإثابة):

-         المعنوي: مثل: رائع أرى لك مستقبلاً مشرقاً يا حبيبي.

-         المادي: مثل: هدية مالية، أو إعطائه هدية لعبة.

 

ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة (7-11):

ما تتميز به المرحلة:

تتميز هذه المرحلة بالتمرد، ومخالفة الآخرين بحجة تكوين شخصية ذاتية له، خاصة في نهاية هذه المرحلة عندما يقترب من مرحلة المراهقة حيث يزداد نفور الطفل من الأوامر والنواهي، ويحب التمرد على السلطة ومخالفة القوانين رغبة في الاستقلالية.

التعامل مع القرآن:

الابتعاد عن الأوامر والنواهي ما أمكن: فعندما نريد حث طفلنا بقراءة القرآن الكريم فلا نقول له: (اقرأ وردك القرآني)، بل نقول له مثلاً: (لو كنت مكانك لاستفدت من وقتي وقرأت وردي القرآني)، أو (الولد النشيط هو الذي لا ينام إلّا بعد أن يقرأ ورده القرآني).

ما تتميز به المرحلة:

في نهاية هذه المرحلة (بداية سن 12) يبدأ الولد بإدراك المفاهيم المجردة وفهمها فهماً حقيقياً، مثل الإنسانية، الصدق، السعادة، العولمة... إلخ.

التعامل مع القرآن:

لذلك يفضل في هذه المرحلة أن نتعمق مع الولد في الأمور التي تخض القرآن الكريم مثل: آداب قراءة القرآن، فضائل قراءة القرآن، وجميع المصطلحات التي تخص هذه العبادة مثل الطهارة، والنجاسة (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة/ 79)، القبلة، تجويد القرآن، وغيرها.►

 

المصدر: كتاب دليل الآباء والأُمّهات في تربية الأبناء

ارسال التعليق

Top