- ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
الذِّهن هو القوَّة المُدرِكة. ويُطلَق الذِّهن في الفلسفة الحديثة على قوَّة الإدراك والتفكير، وهي الجهة المقابلة للإحساس. فالذِّهن عند كنط مَلَكة تنسِّق الإحساسات بواسطة المقولات. فالمعرفة تبدأ بالإحساس ثمّ تنتقل منه إلى الذِّهن، ثمّ تنتهي إلى العقل. فالذِّهن مَلَكة (faculty) متوسِّطة بين العقل والإحساس. والذِّهن عند شوبنهور مَلَكة تربط التصوُّرات الحدسيَّة بمبدأ السَّبب الكافي (Sufficient Reason). أمّا العقل فهو قوَّة مُعَدَّة لاكتساب التصوُّرات المجرَّدة، وترتيبها، وجمعها في الأحكام والاستدلالات. وكان أَفلاطون أوَّل من ميَّز بين الذِّهن والعقل، فاعتبر أنّ الذِّهن الذي يقوم بالمعرفة المباشرة، والعقل هو الذي يقوم بالمعرفة الاستدلاليَّة. أما كنط فقد قلب المعادلة فجعل الذِّهن أدنى من العقل، لأنّ الذهن لا يُدرِك إلّا المسائل الداخلة في إطارَي الزّمان والمكان، في حين أنّ العقل يتناول المسائل العالية، أي المسائل الإلهيّة.
المصدر: الموسوعة المسيرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق