• ٣ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

القواعد الاقتصادية في الإسلام

الشيخ محسن قراءتي

القواعد الاقتصادية في الإسلام

 

يستند الاقتصاد الإسلامي على قاعدتين أساسيتين في بناء المجتمع، الأولى حرمة الإسراف والتبذير والثانية وجوب رفع الفقر والفاقة من المجتمع، فلو توجهنا إلى هذين الأمرين بصورة حقيقية فسوف نزيل الكثير من المشاكل الاقتصادية لمجتمعاتنا، للاقتصاد الإسلامي أسس وضوابط فلو أخذت بعين الاعتبار فسوف لا نرى فقيراً ومحتاجاً أبداً فمن هذه الضوابط:

1-  الأموال والثروات في نظر الإسلام أمانة يجب أن تحفظ وتعطى لأصحابها.

2-  الناس سواسية في الاستفادة من المنابع والثروات الطبيعية كالماء والهواء والغابات والجبال والسهول.

3-  الحقّ لمن سبق، لا ينحصر العمل في الأمور التي تحتاج إلى طاقة جسدية، هناك بعض الأعمال تكون عن طريق التفكير والبيان والكتابة وغير ذلك، فمثلاً المعلم الذي يدرّس الطلاب لا يبذل جهداً عضلياً لكنه يبذل جهداً فكرياً.

4-  العمل في الإسلام أمرٌ عبادي ومقدّس.

5-  يحترم الإسلام حقوق الفرد وكذلك حقوق المجتمع بخلاف النظريات الاقتصادية الأخرى.

6-  يدعو الإسلام إلى العمل الشريف الذي يُنتج رزقاً حلالاً وصالحاً للآخرين ويحرم الاكتساب والاشتغال في الأمور المحرمة.

7-  يعتبر الإسلام كسب المال الحلال نوعاً من العزة والكرامة للإنسان، فنرى الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يصفون الكسب والعمل بالعزة فيقولون لأصحابهم "اذهب إلى حيث عزك" أي إلى عملك وكسبك[1].

العزيز هو الذي لا يقبل الذلة من الآخرين، بينما الفقر عامل مساعد في نفوذ الأمور الغريبة إلى روحية الإنسان.

8-  عدم إعطاء حقّ العامل من أكبر الذنوب والآثام وتعتبر خيانة في حقِّه.

9-  الأموال والإمكانيات الدنيوية وسيلة للوصول إلى الله سبحانه وتعالى وليست الهدف من خلقة الإنسان.

10-                 لابدّ أن يكون هناك توازنٌ في طلب الدنيا والآخرة، فإنّ طلب أحدهما دون الآخر مرفوض في شريعتنا المقدسة.

11-                 يحقّ للرجل والمرأة العمل بصورة كاملة ولكن مع مراعاة العمل والمحيط المناسب لكليهما.

قال رسول الله (ص): "طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة".

12-                 الاستعطاء ممنوع في الإسلام، قال الإمام (ع) لأحد الأشخاص: "إحمل على رأسك واستغن عن الناس"[2].

13-                 الأعمال الكاذبة ممنوعة في الإسلام، كشغل الدلالين وغير ذلك.

14-                 كان الأنبياء (عليهم السلام) يشتغلون بكلّ جدٍّ واجتهاد دون أن يروا في العمل عيباً أو نقصاً، فكان نوح (ع) يشتغل بالنجارة، وكان نبيّ الله هود (ع) تاجراً، وكان إدريس خياطاً، والكثير منهم كان يشتغل بالرعي والزراعة وتربية الحيوانات.

فنرى نبي الله شعيب (ع) يطلب من موسى (ع) أن يرعي له غَنَمهُ لمدة عشر سنوات، فيما إذا أراد أن يتزوج إحدى ابنتيه.

15-                 يهتم الإسلام في الأمور الزراعية وتربية الحيوانات، بشكل كبير جدّاً.

حيث نرى أحد الأئمة (عليهم السلام) يقول: "إنّكم لمسؤولون عن البقاع والبهائم".

16-                 الكسل والخمول والبطالة والاعتماد على الآخرين من الذنوب الكبيرة التي يحذر منها الإسلام.

قال رسول الله (ص): "ملعون من ألقى كَلَّهُ على الناس"[3].

وقال (ص): "اللّهمّ بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدّينا فرائض ربنا"[4].

عن عليّ بن حمزة قال: قال أبي: رأيت الإمام موسى بن جعفر (ع) يعمل في الأرض، والعرق يتصبب من رأسه إلى أخمص قدميه قلت: فداك أبي أين عنك الأصحاب؟ فقال (ع): "قد عمل بيده من هو خير مني في أرضه ومن أبي".

فقلت: ومن هم كانوا؟ قال: "رسول الله وأمير المؤمنين وآبائي كلّهم قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين"[5].

 

الهوامش:


[1]- الرماية في وسائل الشيعة، ج12، ص5.

[2]- فروع الكافي، ج5، ص77.

[3]- المصدر نفسه، ص72.

[4]- المصدر نفسه.

[5]- المصدر نفسه، ص75-76.

المصدر: كتاب آثار الذنوب

ارسال التعليق

Top